الحديث حول استقطاع من رواتب الموظفين والمتقاعدين
بقلم : ايليا حلبـي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تطالب بعض الاصوات هذه الايام من داخل مكونات الحكومة العراقية وتحث الجهات المسؤولة لاستقطاع نسبة معينة من رواتب الموظفين والمتقاعدين لمساعدة خزينة الدولة المرهقة لسد المصروفات العامة للبلد وقد تحققت رغبة تلك الاصوات وبدأت الاستقطاعات العشوائية ومن دون صدور قانون خاص بذلك من اى جهة رسمية او بقانون خاص يقره مجلس النواب .

في الحقيقة ان تقديم العون والمساعدة للدولة في ايام عوزها وحاجتها عمل وطني ومن البديهي ان يساهم به جميع ابناء الشعب العراقي عن طيب خاطر ولكن قبل ان نخوض في صلب الموضوع لنتساءل لماذا اصبحت خزينة الدولة العراقية خاوية وبهذا المستوى وخيرات البلاد تكفي لاعالة اكثر من خمسين مليون نسمة وبعبارة اخرى لو اجرينا مقارنة بين العراق وامريكا بالنسبة لعدد سكانهما لنرى ان العراق اغنى من امريكا وان دخل الفرد العراقي السنوى يتجاوز دخل الفرد الامريكي . اذن ماهي العوامل التي ادت الى فقر البلد بهذا الوضع المؤسف . فقبل ان نتوجه الى الموظف والمتقاعد ونستقطع مبالغ عشوائية من رواتبهم نعلن عن حقيقة ذلك للملأ بصراحة ووضوح ان ثروات البلاد سيطرت عليها ايادى معروفة وتابعة للاحزاب الدينية المسيسة وبمرجعياتها والمليشيات التابعة لها وهناك افراد تابعين للجهات المذكورة قد اثرت ثراءا فاحشا بسبب سيطرتها على المال العام والموارد النفطية بطريقة لاشرعية ومنهم يمتلكون عمارات ودور في العواصم الاوربية .

هذا من ناحية ومن ناحية اخرى لنلقي نظرة على رواتب النواب والرئاسات الثلاثة والتي تكلف الخزينة ملايين الدولارات بالاضافة الى مرافقيهم وسياراتهم ورواتب تقاعدهم بعد انهاء خدمتهم والتي لاتتجاوز اربع سنوات وهنا بيت القصيد حيث راتبهم التقاعدى يبلغ اضعاف مضاعفة لراتب المتقاعد المدني الذى خدم الدولة في اغلب الاحيان ثلاثون سنة او اكثر وتستقطعون من راتبه التقاعدى علما ان هذا ليس منحة ولا منة او صدقة بل هو استحقاقه الشرعي استقطع من رواتبه خلال خدمته الفعلية . او تتلاعبون براتب الموظف العامل بعرق جبينه طوال ايام السنة وتغضون النظر عن رواتب اولئك الذين يتقاضون شهريا ملايين الدنانير عدا مخصصات مرافقيهم وسياراتهم التي تكلف الخزينة ارقاما خيالية . واذا استمرت الاحوال على هذا المنوال وبمرور الزمن سوف يستولى على الخزينة النواب المتقاعدون بالرغم من قصر مدة خدمتهم .

ثم لماذا اللف والدوران حول الحقيقة المخفية تلك التي تتعلق بالمختلسين والمتجاوزين على موارد الدولة في مجالات عدة منها اموال العقود المبرمة والتي صرفت مبالغها دون تنفيذ مشروع العقد او تنظرون في قوائم الرواتب الفضائية والرفحاء وتحققون مع اولئك الذين يستلمون عشرات الرواتب او انكم تعتقدون ان العدالة لاتستطيع الاقتصاص من كل اولئك ولكن عدالتكم تستطيع ان تتلاعب براتب الموظف المنهك والمتقاعد المتعب . لا ياسادة فان توفر الولاء الحقيقي للوطن والاخلاص لشعبه الاصيل وتجاوز جميع الولاءات الاخر للانتصرت ارادة ابن العراق الاصيل وتحدت جميع الصعوبات واعادة الاموال المسلوبة والمهدورة وقطعت الايادى المتجاوزة وانتصرت لثورة الشباب المنتفض وهنا تشمخ الهامات العراقية بكبريائها تحمي الوطن من سارقيه وتحقق العدالة بين مكوناته .

  كتب بتأريخ :  الخميس 11-06-2020     عدد القراء :  1110       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced