العراق الذي في الضمائر
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

أخطر ما ابتلي به العراق أن تولى أمره وتحدث باسمه من لا يعرف قدره.. ولا يعرف عن معنى الوطن، إلا ما لقنته ماكنة الطائفية والانتهازية والمحسوبية..

الوطن عندهم هو ما يحصلون عليه من تقاسم الكعكة كما أخبرتنا الزعيمة حنان الفتلاوي ذات يوم مشؤوم ، والوطن كما يفهموه هو صفقات ومشاريع وإشعال فتن وحرائق، فهم لا يرون أبعد مما رسمه لهم حيتان الطائفية ، حتى صار انتقاد الفشل والخراب وسرقة المال العام عندهم بمثابة تربّص بالوطن .

إن أحدًا لم يبتذل الوطن ويهينه، كما فعل مشعلو نار الفتنة الذين يحتلون المناصب ونشاهدهم في الفضائيات ليل نهار، يمارسون غسيلًا قذرًا لأدمغة الناس البسطاء، يرفعون أيديهم غضبًا لكنهم يسعون إلى بث الفرقة والتطرف بدلًا من نشر التسامح والمحبة.

بالأمس كنت أتابع ردود الأفعال على وفاة نجم الكرة العراقية أحمد راضي، وأقرأ ما كتبه مدونون عن "القيح" الطائفي الذي نشره البعض تشفيًا بالوفاة.. نساء ورجال، شباب وشيوخ، فتيات وفتيان، الجميع ارتفع فوق الطائفية البغيضة وأثبت أن العراق لا يزال بخير.

كنت أقرأ المنشورات، وأنا أقول لصديق متحديًا أن يجد سياسيًا يحبه الناس مثل أحمد راضي أو علي هادي .

وأنا أقرأ الكلمات التي انمحت منها علامات الطائفية والمذهبية.. كلمات تعيد اكتشاف جوهر هذا الشعب.. وجدت نفسي أمام منشورات تريد أن تنفض عن هذا الوطن غبار الطائفية والمحسوبية والانتهازية ، ولعل أجمل ما في هذه المنشورات أنها أثبتت أننا شعب لم يتفسخ بعد، رغم سياسة التنكيل والإفساد وشراء الذمم التي مورست خلال السنوات الماضية، شعب لم يفسد رغم محاولات البعض لإفساد مناخ الألفة فيه وزرع قيم الطائفية وإشاعة نظرية حنان الفتلاوي التوازنية، وبث الفرقة بين أبنائه على طريقة محمد الكربولي الذي يتهم العراقيين بأنهم يتعاركون على دجاجة، فكيف إذا كان الأمر مناصب وملايين الدولارات؟، وسياسة التخويف والقتل على الهوية التي تمارسها الجماعات المسلحة، أدهشتني وأفرحتني هذه الاستعادة المبهجة لأصالة ووطنية الشخصية العراقية، في لحظة تصور البعض أن أحزاب الطوائف استطاعت أن تحرق مساحات الأمل والوطنية فيها، مدونون يتحدثون عن الضمير فنشعر بنبرة الصدق تشرق من بين حروفهم، لا فرق بين مسلم ومسيحي، بين سني وشيعي، كردي وعربي، الجميع انصهر في بوتقة واحدة اسمها العراق، هذا الشعب قفز فوق أحزابه الكرتونية، وسياسييه المتعجرفين.

يا مرتزقو الطائفية أنتم مهزومون حتما.. ستهزمكم الدموع التي سكبها العراقيون على رحيل أحمد راضي، سيهزمكم عراق واحد ظل علي هادي يتغنى به مع كل ظهور له على الشاشة.

  كتب بتأريخ :  الإثنين 22-06-2020     عدد القراء :  1488       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced