صواريخ.. وأوكسجين
بقلم : علي حسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

منذ أن قررت احتلال هذه المساحة من الصحيفة قبل ما يقارب الأحد عشر عاما، وأنا لديّ مشكلة أساسية مع ما يقوله العاملون في "مزاد السياسة"، وتراني أضحك كلما سمعت أحدهم يذرف الدمع على حال العراقيين، ويطلق الزفرات والآهات على أحوال البلاد والعباد، والأموال التي سلبت في وضح النهار..

ومثل جميع كتاب الأعمدة أخذت أكتب عن أحوال البلاد، وأتابع خط سير إياد علاوي وأسأل نفسي متى يعرف بحال العراقيين؟، وكنت كلما أسمع نوري المالكي وهو يتحدث عن التنمية والإعمار أضحك في سري مثل ملايين العراقيين الذين حصدوا ثمار تنميته : موت يسجل ضد مجهول.. وميزانية خاوية.. وغياب تام للخدمات.. ودولة تعجز عن توفير كهرباء ومستشفيات تليق بالبشر، مع وفرة هائلة من اللصوص والانتهازيين ومشعلي الفتن.

لا تعرف الناس أين تذهب المليارات التي خصصت للتنمية والإعمار.. أكتب هذه الكلمات وأنا أقرأ التقرير الذي نشرته الصحافة الامريكية ، والذي يكشف فيه، النقاب عما قال إنها "عقود فساد تحققت بين الجيش الأميركي والحكومة العراقية وعلى أعلى المستويات"، وأن هذه العقود التي ثبت أنها تلاعبت بمليارات الدولارات من خزينة الدولة العراقية كان وسيطًا فيها عدد من المقربين لاحزاب السلطة .

في بلاد العجائب والغرائب يبدو المشهد شديد التناقض وموغلاً فى السخرية، جهات مسلحة تصر ان من حقها ان تواصل لعبة اطلاق الصواريخ ، ومرضى تعج بهم المستشفيات يبحثون عن اوكسجين يعيد لهم الحياة ، فتخبرنا وزارة الصناعة ان معامل الاوكسجين يديرها رجال اعمال استثمروها ، وهم وحدهم يحددون كمية الانتاج والسعر ، في بلد آخر غير العراق، وشعب مغلوب على أمره غير هذا الشعب المسكين، لا يمكن لمقاول أو تاجر أن يمنع الحياة عن انسان مريض ، ولكن هذا لا ينطبق على أثريائنا الذين سيطروا على كل شيء.. هذا عصر يريد الجميع أن يضعه تحت إبطه، ساسة سوف تذكرهم كتب التاريخ، بأنهم بلا ظلال سوى ظل الخديعة، بلا مواقف سوى مواقف الصفقات والمؤامرات، بلا لون سوى لون واحد، الابتزاز والانتهازية والطائفية، وسرقة ثروات البلاد تحت شعار "هذا من فضل ربي".

كان أمام العراق نموذجان : الأول اليابان، التي نهضت من ركام الحرب العالمية الثانية في أقل من عقد لتتصالح مع نفسها ، لتصبح إحدى القوى الاقتصادية الكبرى، والثاني أفغانستان، التي حققت شيئًا واحدًا: جلد الفتيات في الشوارع . جماعتنا اختاروا النموذج الأسوأ. أهملوا الكفاءات ، واجلسوا خبراء الانتهازية على مقاعد المسؤولية ..انظر الى وجوه مسؤولينا ولاحظ ما هي القواسم المشتركة: جهل وفشل، هذا أسوأ ما فعله النظام السياسي. منع العلم والتنمية والعدالة الاجتماعية ، وأعطانا عديلة حمود ومشعان الجبوري.

  كتب بتأريخ :  الأحد 05-07-2020     عدد القراء :  1296       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced