[email protected]
بعد سقوط (دولة) داعش الإجرامية و اندلاع انتفاضة تشرين الشبابية السلمية التي ارعبت الكتل الحاكمة، ثم ظهور وباء كورونا الذي تسبب بانهيار اسعار النفط اكثر و بدرجات خيالية غير متوقعة (اثر انتهاء عصر النفط)، اضافة الى تصاعد الاختناق المالي و العسكري للجارة ايران بفعل تصاعد العقوبات الاميركية عليها بسبب برنامجها النووي و نهج دوائرها العسكرية في الهيمنة على المنطقة بكل السبل بشعارات الطائفة و حكم المرشد.
اخذت الأحداث تتحرك بسرعة خاصة بعد تكليف السيد الكاظمي برئاسة الوزراء و عرض برنامجه الحكومي في معاقبة قتلة المتظاهرين و محاربة الفساد و حصر السلاح بيد القوات المسلحة الحكومية، لتحقيق مناخ اجراء انتخابات مبكرة بنزاهة لاتقل عن 70% بوصف متخصصين.
غيّرت جهات و شخوص حاكمة متعددة مواقعها، من بينهم مَنْ كان قد توافق مع داعش بغطاء (ثورة العشائر العربية) و تحوّل و قُبل في موقع قيادي في كتلة حاكمة كبيرة . . و حتى صارت الميليشيات الولائية المتربصة سوءاً باجراءات الكاظمي و تشتيت جهوده الرامية الى تعزيز سلطة الدولة . . صارت تعلن بأنها هي الحاكمة نهاراً جهاراً متوعدة باسم (الانتقام لمقتل الجنرال سليماني و المهندس . .).
و بدأت بتخويف نواب و شخصيات امنية و عسكرية للسير وفق املاءاتها، و شكّلت خلايا باسماء جديدة اخذت تقصف منطقة السفارة الاميركية في الخضراء (بعد مهاجمتها بحشود لم تستطع اختراق جدار السفارة رغم محاولاتها)، و تقصف المعسكرات العراقية التي يتواجد فيها عسكريون من التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، مكافحة داعش تحديداً.
و فتحت باب اغتيال انواع الناشطين الذين لا يروقون لها لكشفهم اجراءاتها اللادستورية و اللاانسانية، من ناشطي و ناشطات انتفاضة تشرين السلمية الرائدة، الى كبار موظفي و مساعدي الدولة في مكافحة الإرهاب، كان آخرها اغتيال الخبير الامني الكبير الشهيد هشام الهاشمي . . لتتواصل في اعمال هدفت و تهدف الى محاولة عزل حكومة الكاظمي عن الدعم الدولي و العربي المتعاطف مع مساعدة شعب العراق صحياً في مواجهة كورونا، و اقتصادياً و كهربائياً، في محاولة اشاعة عدم الاستقرار و الفوضى . .
و في احداث متلابسة لم تكتمل التحقيقات فيها بعد وفق البيانات الرسمية، كاغتيال الهاشمي و اغتيال القائد العسكري في حزام بغداد ـ الطارمية، الشهيد اللواء علي حميد الخزرجي الذي كسب اوسع تاييد شعبي في منطقته ، اختطاف الناشطة الالمانية في معهد غوته الثقافي " هيلا ميغيس " التي اطلق سراحها بعد استنكار شعبي و حكومي و اوروبي، وسط اقاويل لاتنقطع . .
و يشير متخصصون الى ان استمرار نشاط المجاميع الارهابية بانواعها طيلة سبعة عشر عاماً قد خلق ارضية لنشوء انواع العصابات الارهابية، التي تحمل أنواع الرايات و عصابات اخرى عاشت كطفيلي على الأولى بانتظار فرصتها في انطلاقة اكبر سواء كانت مقدسة ام لا . .
و خلق ذهنية ارهابية في تحقيق الاهداف، و تزايد ذهنية (مرتزقة رهن اشارة الاعلى مقابل الدفع)، و صار الارهاب كمهنة و خبرة، تتلاقى فيه اطراف مختلفة و تتبادل الخبرات و المعلومات المعيّنة، من اجل المال و السلطة كهدف (مقدّس) و استعمال السذج باسم الدين و المذهب، و بإسم الاساطير و رؤى المخدرات (راجع حسن الصباح، الحشاشين، قلعة الموت) . . في وقت يزداد فيه تدهور اوساط واسعة جراّء الفقر و المرض و الحرمان و صعوبات العيش.
و يشيرون الى وجود قنوات غير منظورة (امنية، عسكرية، مالية) تحقق التماس و (التعاون) بينهم ضد من يقاتلهم، فكما استفادت القاعدة و داعش من ملفات المعلومات الامنية للدكتاتورية المنهارة عبر منقلبين او وسطاء او مستفيدين، لتحقيق الارباح عبر الفساد الاداري. تحقق الميليشيات و داعش ذلك عبر اوساط من متنفذين ماليين و عشائريين او قادة او اعضاء في كتل حاكمة . .
و كما عبّرت النائبة " د. ماجدة التميمي" في مقابلاتها عبر الفضائيات قبل شهور، عن الفساد المالي الذي يموّل داعش حينها بحصص متفق عليها بينهم، بأن : " الارباح الهائلة جعلت داعش تحصل على اموال كبيرة متواصلة من الدولة العراقية و من برلمانيين فاسدين و عبر تجار و موظفين فاسدين في الكتل الحاكمة و في الاحزاب، مقابل فوائد اجرامية انانية " . (يتبع)