مشروع ماء الوضوء
بقلم : علي فهد ياسين
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تتصاعد مخاطر نقص المياه الصالحة للاستخدام البشري على مستوى العالم، نتيجة التغييرات المناخية وزيادة النمو السكاني، الذي تتجاوز معدلاته الموارد المائية والامكانات الاقتصادية للكثير من الدول، وللفقيرة منها على وجه الخصوص، ممادفع بالكثير من حكومات البلدان الى تكييف سياساتها وبرامجها لمواجهة تلك المخاطر، من خلال دراسة وتنظيم استخدام أمثل للمياه باعتبارها (مصدر ) حياة، يضمن ادنى مستوى للهدر والضائعات .

العراق يواجه مشكلة مركبة ومستمرة في نقص المياه منذ سنوات، تتمثل في انخفاض حجم الواردات المائية من دول المنابع للنهرين وفروعهما، وزيادة مستويات الهدر والضائعات نتيجة سوء الاستخدام، وقلة وتقادم مشاريع تصفية المياه وشبكات توزيعها، مماتسبب ويتسبب في معاناة المواطنين المستمرة من نقص التجهيز ورداءة النوعية التي تهدد حياتهم .

ان لكل قطرة ماء قيمة في الحياة، فمابالك بماء الشرب الذي لاحياة بدونه، ليس فقط للانسان، بل لكل الكائنات التي تشاركه الحياة وتديم حياته، من هنا تأتي ضرورة تغييرانماط وسلوكيات تعاملنا مع الماء باعتباره أغلى الثروات، وذلك بالحرص الشديد على كفاءة استخدامه للحصول على المنفعة الكاملة من كل قطرة من قطراته .

في توضيح معنى ومغزى (مشروع ماء الوضوء)،دعونا نستخدم عملية حسابية بسيطة لنخرج بنتائج مفيدة وكبيرة تدعم تنفيذه، العراق بلد اسلامي، والمسلم يؤدي الصلوات يومياً مسبوقةً بالوضوء، فلو استخدمنا الحساب في معرفة كمية الماء المستخدم في الوضوء في دور العبادة على مستوى العراق كالاتي ( عدد المصلين مضروباً في عدد مرات الوضوء مضروباً في كمية الماء المستخدم بقياس اللتر في كل مرة) لخرجنا بنتيجة تتجاوز عشرات الملايين من التار المياه الصالحة لري الحدائق العامة داخل المدن وأحزمة التشجير الخارجية وسواها، باعتبار ماء الوضوء نظيف وخالي من الصابون والكيميائيات الملوثة.

يأتي السؤال.. كيف نجمع هذه الكمية؟، الجواب في كل موقع يجري جمع ماء الوضوء في خزان منفصل عن ماء المرافق الصحية، هذا الخزان الارضي يتم التبرع ببنائه من قبل الميسورين أو  المصلين أو من اية حهة غير حكومية ( كي نضمن نظافة المشروع من الفساد)، وتكون البلديات ملزمة بتوفير السيارات الحوضية التي تنقل المياه المتجمعة الى المواقع التي تحتاجها، وفق برنامج زمني مناسب.

و حتى في البيت يمكن فعل ذلك، جمع ماء الوضوء لري الحديقة أو زراعة شجرة أمام المنزل أو داخله، وتعويد الصغار على سقيها من ماء وضوء ابائهم واخوانهم، باعتبار ذلك عملاً تربوياً يؤكد الحرص على الماء، واستخدامه بعمل مفيد بدلاً من هدره .

نجاح هذا المشروع يحتاج الى رجال مخلصين وحقيقيين في مراكز العبادة ومواقع المسؤولية، مثلما يحتاج الى المواطن الحريص في البيت والدائرة والمدرسة والمصنع والحقل والشارع، وحين يجتمع هؤلاء على تنفيذه خطوة بخطوة، سيكون نموذجاً عراقياً باهراً وفريداً للعراقيين والعالم .

  كتب بتأريخ :  الإثنين 21-09-2020     عدد القراء :  1332       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced