ستراتيجيات تشومسكي وقواعد حكومية
بقلم : د. أثير ناظم الجاسور
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

قدم أستاذ اللسانيات الأميركي " نعوم تشومسكي" ستراتيجياته العشر التي أطلق عليها (الستراتيجيات العشر للتحكم بالشعوب) حدّد من خلالها عملية التحكم في الشعوب وأعطى لكل واحدة من هذه الستراتيجيات تفسيراً يحدّد فيه عملية التحكم هذه، وهذه الستراتيجيات هي:

- الالهاء.

- ابتكار المشاكل ثم تقديم الحلول.

- التدرج.

- المؤجل أو التأجيل.

- مخاطبة الشعب كمجموعة أطفال.

- استثارة العاطفة بدل الفكر.

- إبقاء الشعب في حالة جهل وحماقة.

- تشجيع الشعب على استحسان الرداءة.

- تعويض أو تبديل التمرد بالإحساس بالذنب.

- معرفة الافراد أكثر مما يعرفون أنفسهم.

كل ستراتيجية من هذه الستراتيجيات المعروضة بالضرورة تم تطبيقها في بلدان مختلفة ووفق مزاج وتفكير السلطة في هذه البلدان والعراق واحد من هذه البلدان الذي مورست فيه هذه الستراتيجيات لغرض التحكم بالشعب السيطرة على السلطة وبسط النفوذ بطريقة أو بأخرى، هذا لا يعني ان من يمسك بالسلطة في العراق يتمتع بذلك الذكاء السياسي الفذ بقدر ما أنه يحاول أن يكون أداة طيعة لتنفيذ هذه الستراتيجيات لمصلحة الآخرين وفق مبدأ التابع والمتبوع، سيما وإن القائمين على السلطة يفتقرون لأدبيات السياسة وعواملها وادواتها والأساليب الضرورية التي من الممكن اتباعها.

منذ العام 2003 ولغاية اليوم والحكومات تعمل ضمن هذه الستراتيجيات ولن تخرج عن مفرداتها من خلال خلق جملة من المشاكل يتم من خلالها تطبيق هذه الستراتيجيات، على اعتبار ان هذه الحكومات لم ولن تتعلم أخذ العبر من التجارب العالمية الناجحة ليس لصعوبة التجارب ، إنما لعدم قدرة الطبقة الحالية على إدارة الشؤون الداخلية والخارجية باستقلال تام، بالتالي إذا ما أردنا أن نبين مدى تطابق الإجراءات أو التحركات الحكومية مع هذه الستراتيجيات وقد لا نتناول الستراتيجيات بشكل كامل إلا أننا سنتناول بعض منها للتوضيح بالشكل التالي:

1 - الالهاء.

استطاعت الطبقة الحزبية الحالية أن تصرف أنظار المجتمع العراقي عن القضايا الأساسية المؤثرة بشكل مباشر على حياته ومعيشته، فما عاد المجتمع أو الغالبية الأكبر تعير اهتمام بحجم الفساد والأموال المبددة بقدر ما صُرفت انظارهم صوب تحقيق قدر بسيط من العيش، بعد أن انغمس المواطن بجملة من المشاكل جعلته يفقد توازنه ويبتعد عن الهدف الأساس.

2 - ابتكار المشاكل وتقديم الحلول.

لا يحتاج شرحاً طويلاً فالمشاكل التي ابتكرتها الطبقة الحزبية منذ سنوات ولغاية اللحظة جعلت الشعب ككرة الثلج يتدحرج لتكبر مشاكل وما أن يصل لحالة اليأس تخرج عليه بالحلول الآنية غير المجدية لكنه بالمقابل سيكون لهم من الشاكرين لأنهم أخرجوه من مشاكله، على سبيل المثال قضية تخفيض رواتب الموظفين واللغط الذي دار حول هذه القضية، بالنتيجة هم لم يقلصوا رواتب الموظفين لكنهم بالمقابل سيفرضون ضريبة دخل بالإضافة إلى ارتفاع سعر صرف الدولار وزيادة الأسعار، بالتالي فهم لم يقتربوا من مرتبات الموظفين لكنهم لم يساعدوا تعديل السوق والحياة الطبيعية التي يحلم بها.

3 - مخاطبة الشعب كمجموع من الأطفال.

واضح من خلال الخطابات الموجهة لعامة الشعب أن القائمين على السلطة يرون أن هذا الشعب يحتاج إلى توجيه وتسيير لأنهم الأعلم بكل تفاصيل الحياة، فعندما تفاقم الغضب على أزمة الكهرباء بدأت خطابات المسؤولين العراقيين تتوجه للشعب بعدم استخدام الطاقة الكهربائية للطبخ والتدفئة وهذا بحد ذاته استغفال، أيضا الحديث عن السلة الغذائية التي ذكرها وزير المالية الحالي وكيف أن المواطن لابد أن يحدد سلته الغذائية مع ارتفاع الأسعار وارتفاع سعر صرف الدولار.

4 - إبقاء الشعب في حالة الجهل والحماقة.

لن تكل الطبقة الحزبية مستندة للخطابات الدينية من جعل الشهب في حالة من الجهل والتبعية العمياء ومخاطبتهم على انهم لا يفقهون شيئاً، بل الأكثر من ذلك التعامل مع المواطن وكأنه قادم من كوكب آخر لاسيما وإن هذه الطبقة بالتأكيد غير مكترثة بالشعب لكن بالمقابل يبقى الأخير وقودها سواء في صراعاتها او مرحلة الانتخابات.

5 - تشجيع الشعب على استحسان الرداءة.

منذ العام 2003 والقائمين على السلطة ومؤيديهم لا يزالون يلعبون لعبة الأفضل بين السيئين، والدليل ما إن تتولى حكومة جديدة وتثبت فشل إجراءاتها حتى يبدأ الحديث عن التي سبقتها التي يعتبرها البعض أقل سوءاً، وبذلك يحاول البعض استحسان الرداءة في قيادة العراق أفضل من مجيء الأفضل وازاحتهم.

6 - تعويض التمرد بالإحساس بالذنب.

ما أن يتم الاعتراض عن الأداء لأي حكومة كانت حتى تبدأ القرارات التي تتعمد من أن توصل سالة للجميع أن هذا الاعتراض سيسبب أزمة كبيرة في العمل الحكومي، وإن أي وفقة أو حركة احتجاجية ستكون بالضرورة معرقلة لعمل الحكومة وأولوياتها، وتبدأ الجيوش الالكترونية باتباع عملية التسقيط من خلال اتهام الجهات المعترضة وانتماءاتهم لهذه الجهة أو تلك، إلى جانب الإجراءات الحكومية التي تثير غضب الشارع على المعترضين.

قد يتم الاكتفاء بهذه النقاط لاستعراض مدى تطابق ستراتيجيات "تشومسكي" مع ما تم تنفيذه في العراق بعد هذه السنوات من الديمقراطية المتوحشة الاميركية وأدواتها، وما لهذا النموذج الجديد من آثار على حياة المواطن بعد خلق عدد من القيادات والمشاريع التي أجهزت عل كل آمال بناء الدولة والتطور والتحديث والحياة الكريمة.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 06-01-2021     عدد القراء :  1107       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced