الثامن من شباط 1963 .. ألا فليسقط التاريخ
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

استفزني شخص نزق مدّع بصورة مقرفة. كاشفاً عن أمّيته بالتاريخ و يبدو انه لم يطلع عليه يوماً. والأدهى من كل ذلك كان مصاباً بفايروس معاداة الشيوعية التي انطلقت لاول مرة من " النقطة الرابعة " التابعة لحلف بغداد في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي والتي لا تشرف وطني. للاسف جمعتني مع هذا الأجوف دائرة نقاش حول انقلاب الثامن من شباط الاسود عام 1963، وخلفياته ومخلفاته. التي مرت ذكرى مأساته الدامية يوم امس.. هذا الرجل الفاقد الوعي والمقطوع النسب عن الواقع السياسي العراقي، قال في معرض حديثه عن الانقلاب: }ان من اسقط ثورة 14 تموز 1958 هو الحزب الشيوعي العراقي}!! . وما كان عليّ إلا أن أوجه له سؤالاً كان قد ألجمه تماماً: " كيف أسقط الحزب الشيوعي ثورة 14 تموز وهو الذي انفرد  لوحده بالدفاع عنها.؟، وبيانه الشهير الذي صدر على اثر الانقلاب المتضمن الدعوة لحمل السلاح ضد المؤامرة البعثية الرجعية، دفاعاً عن ثورة تموز 1958. والذي كان بيرقاً محفزاً للتصدي للخيانة الوطنية.

   ومن نافلة القول إن المقاومة قد تجلت بمعارك " عكد الاكراد " التي اجترحها ابناؤه الشجعان في باب الشيخ وكذلك مقاومة مدينة الكاظمية الباسلة، وغيرها في مختلف مناطق البلاد، التي سجلت اثراً تارخياً لن يمحى من ذاكرة الشعب العراقي.. الأمر الذي أدى بالحزب الشيوعي أن يفقد آلاف الشهداء من رفاقه وانصاره وفي مقدمتهم قادته وكوادره البواسل يتقدم تلك الكوكبة " سكرتير اللجنة المركزية الشهيد "سلام عادل " ورفاقه الاخرون . هذا وناهيك عن أن الشيوعيين كانت تغص بهم السجون والمعتقلات قبل الانقلاب. في حين كان أعداء الثورة يتصرفون بكامل حريتهم مما  غيّر توازن القوى لصالح المتامرين.

           لم اكتف بذلك لتفكيك دماغ مجادلي لأقول له: يفترض بك أن تقرأ التاريخ جيداً قبل ان تخوض جدالاً فيه. ان الذي اسقط ثورة تموز هم كل من حزب البعث الذي جاء انقلابه بايعاز ودعم المخابرات الامريكية باعتراف قادته،" علي صالح السعدي" الذي كان المسؤول الاول لحزب البعث في حينه " والذي قال :" لقد جئنا بقطار امريكي "..  و الحركة الكردية حيث اختلفت مع عبد الكريم قاسم، رافعة السلاح ضده بتحريض من الأغوات الاقطاعيين، مما دعا السيد الراحل "مصطفى البرزاني" لانتقاد ذلك الموقف بعد فترة مراجعة كما يبدو.. والمرجعية في النجف التي هي الاخرى كانت اختلفت مع اجراءات" الزعيم " حول قانون الاصلاح الزراعي، وقانون الاحوال المدنية وغيرهما، حيث صمتت ازاء الانقلاب رغم دمويته وفاشيته وشوفنيته الصارخة .

           كما اوضحت لمحدثي" الغشيم " بالسياسة: ففي تلك المرحلة السوداء قد بدأ القيام بأنشاء المقابر الجماعية للشيوعيين. بمعنى انهم أصحاب هذا النمط من المقابر الا انسانية قبل غيرهم، التي تأسست لشهدائهم حصراً، من قبل ما سمي بـ " الحرس القومي " وكان موقعها في منطقة " بسماية " التي كانت معسكراً لتدريب الجيش على فن الرماية. فحولت الى مكان للموت.. هذا هو سجل التاريخ.. دون التاريخ  موجة فاشية بعثية اخيرى ابتدأت من انقلاب 17 تموز 1968 حتى سقوط النظام عام 2003، التي طالت بشرورها هذه المرة كافة فئات شعبنا العراقي بدمويتها وبربريتها.. وبعد هذه المجازر التي تعرض لها الشيوعيون وبقوا شامخين عبر مختلف المراحل. لا تخيفهم أعمال أوغاد مرتزقة يقومون بحرق مقرات الحزب اثناء الظلام. او اغتيال بعض رفاقه المتظاهرين غدراً.. واذا ما تم  تجاهل سجل التاريخ هذا وسِفر النضال الحافل بالتضحيات.. ألا   فليسقط التاريخ.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 10-02-2021     عدد القراء :  1509       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced