شافعات التغيير .. تحالفات قواه المدنية
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

بات هدف التغيير سيد الموقف في الساحة السياسية العراقية. وقد مثل بـ " اختراق " في جدار انغلاق حل الازمة الشاملة، الذي يكرس الفساد والفشل. بمعنى لابد من تفكيك شبكة استحواذ الطغمة المتسلطة على شؤون البلاد والعباد، هذه القوى التي امتلكت المال من السحت الحرام، وحازت على السلاح بمختلف انواعه، وتحظى بدعم اقليمي. وما زالت متمسكة بكل ما تملك من قوة بمواقعها، بل وتلجأ الى اشد وسائل القمع ضد اي مطالبة بالديمقراطية و بالعدالة الاجتماعية.

وبما ان سبل الحد من هذا الخراب قد انحسرت ولم يبق سوى الانتخابات فشمس التغيير لن تشرق الا من ناحية صوب الجماهير صاحبة القرار بازاحة طبقة المحاصصة الطفيلية المهيمنة، عبر السبل الدستورية والمتمثلة بالانتخابات. وهنا تسكن العبرات كما يقال. والحليم لا يحتاج الى اشارة لفهم المطلوب. بمعنى تبرز الحاجة ملحة لمبدأ تغيير توازن القوى لصالح القوى المدنية نحو بناء الدولة المدنية الديمقراطية على اسس المواطنة والعدالة الاجتماعية.

 لقد صاب كبد الحقية صدور نداء الحزب الشيوعي العراق بتاريخ 31ـ 3ـ 2021 الذي جاء بمناسبة تأسيسه السابع والثمانين. وكان موجهاً الى القوى المدنية لتوحيد الجهود بغية تشكيل كتلة بديلة لانقاذ البلاد من ازمته المستعصية. ان صدور هذا النداء كان منتظراً قبل وبعد الانتفاضة التشرينية. وربما فرض طرحه الان كعلاج " الكي " كما يقال الذي غالباً ما يأتي عندما تعجز العلاجات الاخرى.

ومع أن الزمن الدستوري لإجراء الانتخابات قد عوّم بفعل مطالبة المنتفضين في الحراك الجماهيري بجعلها {مبكرة}. ولم يجد الطريق سالكة. بفعل المناورات والصراعات من قبل الكتل المتنفذة الخائفة من الانزواء.. في هذا المناخ المضطرب تقلب  تاريخ اجراء الانتخابات من السادس من حزيران الى العاشر من الشهر العاشر لهذا العام . وهنا توقدت حسابات النهوض للقوى المدنية. حيث قضم قسراً بهدف الغاء صفة انتخابات مبكرة. فلم يتبق من الفترة الزمنية سوى ستة اشهر، ملبدة بغيوم الصراعات الداخلية والتدخلات الخارجية في الشأن العراقي.. حيال كل ذلك يتوجب السؤال التالي : هل تتمكن القوى المدنية من لملمت اطرافها والاستعداد لخوض المعركة المفصلية التي تنشد بها انجاز التغيير المنتظر ضمن هذا الزمن القصير نسبياً ..؟.

 ولما تمتلئ انظارنا بالاستعدادات الكبيرة من قبل القوى المهيمنة مستندة على ضخامةاموالها المسروقة اصلاً وانتشاراعلامها وابتزاز استعراضاتها المسحلة في سبيل مواجهة عملية الانتخابات. يأخذنا الظن بان قوانا المدنية قد أقظت وتحركت في اخر الركب، وخسرت زمناً له ثمن لا يستهان بتاثيره. وبمقتضى ذلك يتوجب عليها الآن، بذل جهود فوق الاستثنائية لتعويضه. في بناء تحالفها الوطني وتشكيل الكتلة البديلة. لكون هذه المرحلة مفصلية وخطيرة جداً.. فاما قيام التغيير وبناء الدولة المدنية او ضياعها تماماً.

 وبذات المسؤولية جاء تحرك الحزب الشيوعي العراقي. وبصيغة {نداء} وليس بيان أو مجرد وجهة نظر. انما { اهابة حريصة } نحو العمل اللازم الذي لا يصح امامه التهاون او التأجيل ولا يبرر التهرب من غايته المصبو اليها.. و بمعناه الخالص، قيام تحالفات القوى المدنية وتشكيل الكتلة البديلة.. دون ذلك سيخرج الامر عن الادراك والسيطرة. الذي سيؤدي حتماً الى تلقي نتيجة الرسوب السياسي الساحق.. لان لعنة الزمن المهدور قاسية وفي الغالب مدمرة اذا لم تسخّر لها الشافعات. والتجارب المتشابه، لا تعد ولا تحصى في هذا الميدان.

  كتب بتأريخ :  الأحد 04-04-2021     عدد القراء :  1356       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced