أوكرانيا - اللاعبون على أوتار الحرب وتقاليد التنصل !
بقلم : احسان جواد كاظم
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الأيحاء الغربي بوجود خطر اجتياح روسي لأوكرانيا، لا يمكن لأحد أن يستبعده كلياً. فكل متابع لمراحل التأجيج الإعلامي في أمريكا وبلدان غربية أخرى، لاحظ تغذية نار الضغائن بين الطرفين، برمي الحطب في نيران المواجهة لإشعال جذوة الحرب، بتوريد وتكديس الأسلحة وتحريك قوات في الدول المحيطة بروسيا، وعدم الاحتكام إلى الطرق الدبلوماسية في حل النزاع.

وقد كانت هناك مواقف سياسية غربية، في فترات سابقة، للتنصل عن اتفاقات مع الاتحاد السوفيتي بشخص الرئيس بوريس يلتسين في مباحثات توحيد ألمانيا مع الغرب عام 1990، بعدم تمدد حلف الناتو نحو الحدود الروسية، وسبق ذلك وعداً قطعه وزير الخارجية الأمريكي آنذاك جيمس بيكر لميخائيل غورباتشوف بجملته الشهيرة :" لا بوصة واحدة شرقاً ! "، ولم يتم الالتزام بذلك، وتم قبول انتماء دول أوروبية شرقية، بعضها سوفيتية سابقة، عديدة في الناتو، وهذا ما قد يشكل دافعاً كافياً للقيادة الروسية لتبني خيار المواجهة.

المؤشرات تشير، حتى اليوم، إلى ان الهدف من التحشيد الروسي دفع حكومة كييف للعودة إلى " اتفاق مينسك " والالتزام ببنوده.

ولولا تصاعد النزعات القومية للابتعاد عن دائرة النفوذ الروسي والارتباط بالغرب والناتو، وهو ما تراه روسيا تهديداً لأمنها القومي ومؤشر خطر حصار ناتوي وشيك لها، لما كانت الإجراءات الروسية في ضم شبه جزيرة القرم وتأييد لقيام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ، ذوا الأغلبية السكانية الروسية.

أن ما يربط بين الشعبين الروسي والأوكراني من وشائج أكثر مما يفرقهما، فبالاضافة للعلاقات الاجتماعية والتاريخية والجذر السلافي التاريخي المشترك، فإن من المعروف إلى أن كيان الدولة الاوكرانية المعاصرة لم يتحدد الا بعد الثورة البلشفية، ثورة أكتوبر الاشتراكية عام 1917 ونشوء جمهورية أوكرانيا السوفيتية.

فقد كانت الأراضي التي يقطنها الاوكرانيون موزعة بين امبراطوريات وممالك أوروبية مختلفة، أغلبها كانت تحت سلطة قيصر روسيا وبعضها الآخر خضع لسلطة إمبراطور النمسا - المجر، وأجزاء أخرى سيطرت عليها مملكة بولونيا.

للسائر في عاصمة أوكرانيا كييف، اليوم، يشاهد تمثال بهي لبوشكين شاعر روسيا العظيم، ولابد أن يمر بشارع مهم فيها بأسم ليو تولستوي ويقف شاخصاً تمثال الشاعر الأوكراني يفغيني يفتوشينكو، شاعر يمكن أن يطلق عليه شاعر الشعبين الروسي والأوكراني. وهذا يعني وجود تشابك و تلاقح ثقافي متجذر.

الصراع على المصالح والخشية الأمريكية والغربية من تراجع مقومات القوة لديها مقابل روسيا بعد إنجاز خط الشمال للغاز الرابط بين روسيا وألمانيا عن طريق بحر البلطيق، سيعني اختراقاً اقتصادياً استراتيجياً روسياً، وسيكون كذلك عامل قوة لدول الاتحاد الأوروبي يعزز النزعات الاستقلالية عن الهيمنة السياسية الأمريكية.

زبيغنيو بريجنسكي مستشار الأمن القومي الأسبق، المعروف ومهندس ما سمي بـ " قادسية بريجينسكي "  الحرب العراقية - الايرانية، و " ايران غيت "، وكذلك " الجهاد الإسلامي ضد الاحتلال الشيوعي في أفغانستان "، كان قد حذر بعد انتهاء الحرب الباردة من " إذلال روسيا "، ولكن يبدو أن هناك من لا يريد أن يسمع نصيحته هذه المرة.

ولأن الروس على قناعة بأن لا واشنطن ولا أعضاء حلف الناتو ملزمون بالدفاع عن أوكرانيا، لأنها ليست عضواً في الحلف، فإنهم ليسوا بصدد إشعال حرب مدمرة.

وقيل: " مئة عام مفاوضات… ولا ساعة حرب !".

  كتب بتأريخ :  الجمعة 18-02-2022     عدد القراء :  1386       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced