الطلاق الحر بين الأفراد والجماعات في العالم والدول العربية والعراق
بقلم : ناهده محمد علي
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

الجزء الاول

تلتزم الجماعات الإنسانية بعلاقات متغيرة ومالكة  ،حيث قد يمتلك فرد جماعته ويسخرها جميعا لاغراضه الخاصة وتصبح أهدافه هي أهدافها وسبيله في التطبيق هو سبيلها، وقد يكون هذا الفرد قائدا فذا للمجتمع وللأمة ولارثها الحضاري فيخطط لها خطوطا تصاعديةللبناء الحضاري وكما أخبرنا التاريخ عن أسماء لامعة مثل نبوخذ نصر ،حمورابي، يوليوس قيصر اوتشرشل ،وماوتسي تونغ ،أو ربما يخطط خطا تصاعديا دراماتيكيا فيقلبها على اعقابها كما فعل هتلربالأمة الألمانية ،اوكما فعل القادة العرب جيلا بعد جيل،، كذلك يفعل الفرد العادي في ارتباطاته الاجتماعية فهو وإن كان لا يمتلك  مجتمعا لكنه يمتلك نواة هذا المجتمع وهي العاءلة  وهو يسيرها وفق مخططاته ،وقد  يحتمل هذا التخطيط الخطأ والصواب ،فحينما لا تقدم العاءلة له المطلوب من النتاءج  السارة والممتعة بل وقد تتعارض مع أهدافه يقوم هذا الفرد بشق هذه النواة إلى نصفين محاولا الحصول على ثمار لم يستطع انباتها ،بالمقاييس السابقة فيخطط لهذه النواة مقاييس جديدة وفق رؤيا جديدة تحقق مصالحه ،،،لكن الحياة وللاسف تتحرك كثيرا كطبقات القشرة الأرضية أثناء الزلازل  فقد تهبط القشرة الاعلى وتصعد الاعماق بكل مافيها من ابخرةونار ودخان ويكون العنصر الأضعف ضمن هذه الأبخرة هي المرأة فتتصاعد وتحرق كل شيء  وبضمنها مؤسسة الزواج التقليدية،،،،،، ان تزايد حالات الطلاق في العالم العربي وبالخصوص في العراق يدل على أرباك جوهري في مسيرة المجتمع الاقتصادية. والاجتماعية والمعرفية،،،،ولكي نفهم ما يجري في هذه المسيرة هناك مثل انكليزي قديم  يقول ،،ما ياتي بسهولة يذهب بسهولة ،فمعظم الزيجات في العالم العربي تحدث ضمن الأطر العرفية والعرقية وتتفتت بنفس المقاييس  حينما يأخذ الجيل الجديد أو يحاول أن يتلبس الحضارة الغربية ويجعلها على مقاسه ويخرج من التجربة ببنطلون الجينز واخبار السوبر ستار والموضةلكنه لا بحفظ غير اسماء الكتب ولا يشتهي غير وجوه واجسام العارضات فهو يعيش شكل الحضارة لكنه لن يستطيع الدخول الى مضامينها وهنا يبداالشرخ مسنودا وبقوة بأزمات البطالة للجيل الشاب ،فالمجتمع هنا يبني ثم يهدم ما بناه واول ما يهدم هي مؤسسة الزواج ، والتي  هنا تشبه الشركات الصغيرة والتي تفتح بسرعة وتغلق بسرعة حال افلاسها ،،،،،،،،ان المجتمع العربي هو مؤسسة كبرى ولكن ضيقة بعكس المجتمع الاوربي والذي يتسم بالسعة حيث يحتوي كل المشاكل الاجتماعية وأولها الأسرية ليضمن للنساء المتعرضات القهر الجسدي والنفسي الحماية والرعاية السكن والعمل المناسب لأجل الفصل عن أسباب القهر كذلك قنوات الرعاية لاطفال الأسر المطلقة وبضمنها العلاج النفسي والبيوت الخاصة لللجوء العاءلي ،،،،تتعاون مؤسسات الدولة المتحضرة على المساعدة قبل وبعد الطلاق ،وقد تتشابه بعض اسباب الطلاق في العالم كاختلاف المستوى الثقافي والعمري،،،،،،،،،،،، أن الاختلاف بين قطبي الزواج قد ينتج أطفالا يصبحون كالبضاعة الكاسدة للشركات المالية لا يريد أن يشتريها أحد ويبقون عنوانا لهذا الإفلاس العاطفي الدرامي وقد يشتري هذه البضاعة أحد القطبين مع الكثير من التنازلات،،،،،،،،،، أن نسبة الطلاق في العالم العربي في تصاعد مستمر مع تصاعد المشاكل الاقتصادية والأمنية والتي تصيب العاءلة العربية بالشد العصبي مع انهيارات القرارات والنتاءج ،،،،،،، تشير جريدة الخليج إلى تزايد نسبة الطلاق في العالم العربي،،  ولقد وردت الاحصائيات عن مركز المعلومات بأن نسبة الطلاق في مصر قد بلغت40% ومعظمها تحدث في السنة الأولى للزواج وقد زادت هذه النسبة بعد صدور قانون الخلع ،،   امافي دول مجلس التعاون الخليجي فقد وصلت نسبة الطلاق الى  اكثر من47% وكان معظمها في دولة الكويت حيث بلغت  أكثر من48%  وفي الامارات أكثر من 26%. وحسب الدليل الاحصائي لوزارة العدل  في السعودية   بلغت النسبةأكثر من 24% وهذا يعني حالة   طلاق لكل ثلاث حالات زواج وقد أكد الجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء المصري بان مصر أصبحت تشهد حالة طلاق لكل ست دقائق  كما اكدت إحدى الدراسات في قطر بأن معظم حالات الطلاق تحدث ما بين سن20,,24،  واكدت دراسة مغربية على أن نسبة الطلاق في مدينة الرباط تبلغ أكثر من 23% وترتفع قليلا في المدن الأخرى،،،،،،،،،،،،،، أن مشكلة الطلاق في العراق قد أصبحت تشكل نقطة مظلمة في التاريخ الاجتماعي للمجتمع العراقي حيث تتكاثف الأسباب السياسية والاقتصادية في دفع عجلة الفشل العاطفي للعاءلة العراقية وهي ككل العوائل في العالم تعمل كقطعة الاسفنج التي تمتص كل اوساخ وعفونة المجتمع  لتعصر فوق راس الطفولة وهي العنصر الأضعف  في البناء العاءلي  ،وقد أكد المحامي الراحل طارق حرب على الزيادة الهائلة في نسب الطلاق في بغداد ونواحيها حتى بلغت20,,,50 حالة طلاق يوميا وحتى أصبح هناك حالة طلاق واحدة لكل ثلاث حالات زواج  وشمل هذا كل محافظات العراق وخاصة الجنوبية منها حيث يقع في محافظة ميسان 52,,75 حالة طلاق يوميا مسجلة في محكمة الأحوال الشخصية اما في الانبار فتقع  35,,42 حالة طلاق يوميا وتتهم بعض المحاميات على تشجيع حالات الطلاق ورفع عدة دعاوى لكسب القضية وكسب النفقة بالحدود القصوى وبهذا تكون المنافع المادية متبادلة كما يرفع الزوج دعاوى للطاعة واسترداد الحضانة وهكذا كما كان الزواج في العاءلة العربية تجارة غيررابحة أصبح الطلاق ايضا،،،،،،،لقد اتهمت منظمات المجتمع المدني على تشجيع  المرأة على الطلاق إلا أنه باعتقادي لم يكن تحفيزا على الطلاق بقدر ما هو تحفيز على استرداد الحقوق المدنية ،، ومن الملاحظ أن عنصرا الشراسة والخيانة الزوجية هما عنصران حديثا التواجد على ساحة المجتمع العراقي حيث يتبادل التنمر والشراسة الزوج والزوجة مما يخلق حالات غريبة من العنف الأسري لم تعهدها  الأسرة العراقية كحالات الحرق والاغراق والقتل المخطط له وتأتي حالات الخيانة الزوجية كظاهرة وليست كحالات فردية حيث تلعب السوشيال ميديا إلى رفع النموذج الأنثوي والذكوري الى نماذج غير متعارف عليها سابقا ،،فقد أصبحت الانثى العراقية تطمح إلى أن يكون ذكرها أشبه بتوم كروس كما أصبح نموذج الانثى لدى الذكر العراقي.اشبه بافروديت وتغيرت مقاييس القبول والارضاء لتصبح مركزة في الشكل دون المضمون واي مضمون والشاب العراقي لا يرى في الحضارة غير مغلفها وأصبحت الدراما الأمريكية والتركية هي كل ما يراه الشاب ويعلمه عن الحضارة ثم أصبح  لثقل الكاهل الاقتصادي عليه  والشد العصبي الأمني ينظر إلى أن التخلص من أعباء العاءلة هو حريته المفقودة وفردوسه المنشود  فيطمح الى قطع الخيط الذي يربطه بالقفص لكي يطير عشوائيا بكل الاتجاهات،،،،،،،،،،،،،،،،،

الجزء الثاني ظاهرة الطلاق في العالم

  كتب بتأريخ :  الجمعة 23-09-2022     عدد القراء :  903       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced