موسم التحالفات العراقية .. في خريف سياسي نادر
بقلم : علي عرمش شوكت
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

تزدهر في الغالب حركة التحالفات السياسية على سكة قطار الانتخابات التي تمتلئ مسافاتها كما يبدو بمحطات الجدل العسير المستدام، الذي يغلب " الجدل البيزنطي " في مطاطيته. كامناً في متاهات ليست لها منفذاً. حيث ينطوي على بداية ولكن فاقداً للنهاية. وحينها لا يلمس منه المواطنون حصيلة منتظرة، كونها تبدو شبيهة بهلال عيد رمضان المنتظرالذي من شأنه انهاء الصيام وارجاع الصائمين الى ممارسة حياتهم الطبيعية.. لاشك بأن الحياة السياسية في عراق اليوم معرضة ابداً للتسلط والتعسف والفرض والسطو الجائر على حقوق الناس، دون اي واعز من ضمير انساني.

لذا تطرح نفسها الدوافع العازمة على خلق التغيير الديمقراطي الضروري، لأن الجو السياسي اليوم لم يبق له نصيب بين المواسم الاربعة، سوى ما هو أكثر بؤساً منها، اي خريف سياسي بامتياز خاضع لعوصف وزوابع ضاربة.  واذا ما كان هذا قد سلخ (العملية السياسية) وقلبها على " البطانة " . اذن ماذا سيفعل شقيقه الشتاء السياسي القادم المكشر عن انيابه؟ . سيما وان اوساطاً تأكد وكذلك العديد من القرائن والمعطيات، بأن قيادة البلد سوف تغتصب من قبل أطراف خارجية من دون الذهاب الى قاضٍ، وإذا لم يتم الاتقاء منه بدرع التحالفات الواعدة سيعقبه شتاء لا تحمد عقباه، الذي سينطبق عليه المثل الشعبي القائل " ان فلاناً أتعس من اخيه”.

نتمنى على قادة قوى التغيير ان يبتعدوا عن مناخ المحاصصة، الذي يزكم الانوف، خشية ان تتلوث تحالفاتهم بسخامه، ولن تحظى بعمر مديد. نقول ذلك ونحن عبر البحار، وتصيبنا شظاياه عندما نسمع بشيء من هذا القبيل للأسف الاكثر من شديد.. من المعروف جداً بان جوهر التحالفات هو القبول بأنصاف التنازلات المتقابلة، والنصف الاخر هو التلاقي حول مشتركات وطنية عامة. اي انها مصالح الشعب والوطن التي تعطي مليون عذر مقبول مشجع على انصاف التنازلات المفعمة بحكمة وعقل المصير المشترك. نتمنى ونحن واثقون من توجه كافة قوى التغيير الديمقراطي الشامل ان ترسوا سفنهم على " بلاتفورم " العراق المتعافي.

ان التحالف الذي يولد وسط تحالفات اقوى منه بقوة قمع وبقوة مال وبرعاية سلطة ودعم خارجي، يصبح كحال ذلك الذي يمشي على حبال السرك المعلقة فوق هاوية سحيقة. المقصود التحلي بالتوازن الحذر، وبخاصة صيانة وحدته التي ينبغي ان تكون غير قابلة للكسر او للمحاصصة، بل التمسك بوثائق البرنامج التحالفي المصاغ ديمقراطياً، والضامن لمصالح اوسع الجماهير.. عذراً لنترك التنظير الزائد بل ندعو الى عدم الابتعاد عن الجماهير وفي ذات الوقت الابتعاد عن الغرف المغلقة، لكي تبان الآراء والادوار البناءة وعكسها ايضاً، كي يتعزز التحالف بقناعة القواعد الجماهرية الحاضنة والضامنة المؤتمنة.  

      ثمة سؤال يغتصب الوقت منا ويطرح نفسه: هل ينبغي ان نعود للتاريخ لنكتسب خبرة منه ؟، نعم لقد شكلت " جبهة التحالف الوطني " عام 1957 أعظم تحالف وطني جامع وجدير وبمسوى الظروف القائمة آنذاك، بل وكانت الخميرة النضالية التي انجبت ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958. وبعد عام واحد فقط. ولكن من المهم ان نستذكر الوجه الاخر منها. اي بعد من نجاح الثورة  لنرى ماذا حصل حينما لم يلتزم حزب البعث بمواثيق التحالف حيث طرح شعار الوحدة العربية الفورية. وهذا ما شكل ردحاً منفلتاً خارج النص. مما خلف الكوارث الدامية، جراء ما ترتب عليه من أزمات وانقلابات وحكم دكتاتوري، الذي مازل الشعب العراقي يسدد ثمنه الباهظ. فهل نتعظ جميعاً؟؟

  كتب بتأريخ :  السبت 13-05-2023     عدد القراء :  591       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced