خديجة حباشنة.. حياتها وعرض ثلاثة من اصداراتها
بقلم : شميران مروكل
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

خديجة عبد الرزاق الحباشنة باحثة وسينمائية ناشطة سياسية ونسوية حاصلة على ماجستير في علم النفس، بدأت حياتها العملية اخصائية نفسية في عيادة للطب النفسي، عملت في مجال الاعلام والسينما الوثائقية كما عملت ايضا كباحثة وناشطة في قضايا المرأة والعمل السياسي، زاولت التدريس الجامعي في علم النفس والعلاقات بين الجنسين. لها عدد من الكتب حول قضايا المرأة والسينما وتكتب في البحث العلمي والنص الادبي والمقالة، ومن مقولاتها (من خلال الصور والسينما يمكننا نقل ونشر قيم الثورة للجمهور وابقائها حية).. عادت خديجة إلى الاردن عام 1967 بعد ان انهت دراستها في القاهرة وانضمت إلى مصطفى ابو علي، سلافة جاد الله وهاني جوهرية لتأسيس مجموعة من المخرجين الفلسطينيين والعرب الذين قرروا دعم المقاومة الفلسطينية بتصوير افلام عن كفاح الشعب الفلسطيني والحياة اليومية في مخيمات اللاجئين.

أجبروا على الفرار من عمان (الاردن) بعد ايلول الاسود في عام 1971 وانشأوا منظمة وحدة الفيلم الفلسطيني في بيروت، لبنان في عام 1973، تحت وصاية منظمة التحرير الفلسطينية، في عام 1976 اصبحت هذه المجموعة مؤسسة الفيلم الفلسطيني والتي كانت من إخراج خديجة حباشنة حتى عام 1982 عملوا معا على انشاء شكل جديد من التصوير السنيمائي باستخدام كل من الافلام الروائية والوثائقية، في ذلك الوقت اقاموا روابط قوية مع المجال الدولي للسينما المناهضة للاستعمار من امريكا اللاتينية إلى اوربا بالتعاون مع مجموعات مثل دزيجا فيرتوف وصانعي الافلام مثل جان لوك جودار وبينو سولانس. انتجت هذه المجموعة أكثر من 30 فيلما اختفى الكثير منها الآن وتم عرضها في جميع انحاء العالم رغم انها لم تعرض في فلسطين حتى وقت قريب.

مع فلمها الوثائقي أطفال بلا طفولة ارتقت خديجة إلى مستوى سلافة جاد الله المخرجة الفلسطينية الأولى، يعرض هذا الفلم الوثائقي الحياة اليومية للأطفال الايتام الذين ولدوا لشهداء تل الزعتر عام 1976 ثم صنعت فيلم (نساء في فلسطين) وهو فيلم وثائقي اختفى مع الغزو الاسرائيلي لبيروت عام 1982 ولم يتم الاحتفاظ بنسخة منه.

عملت خديجة الحباشنة دائما على جبهتين السينما وقضية النوع الاجتماعي، شاركت في تأسيس الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية ومركز دراسات المرأة في الاردن، تعيش خديجة حباشنة في عمان التقيتها مؤخرا في اجتماع إقليمي أهدت لي ثلاثة كتب وسأعرضها بالتوالي: مقدمات حول واقع المرأة وتجربتها في الثورة الفلسطينية مع دراسة ميدانية لتجربة الكوادر والعناصر النسائية (1967 1971) وكتاب سيكولوجية الحوار داخل الاسرة الفلسطينية حول قضايا المرأة والثالث الحكم الاخلاقي لدى المرأة العاملة.. تهدي كتاب مقدمات حول واقع المرأة وتجربتها في الثورة الفلسطينية إلى ارواح شهيدات النضال الوطني وإلى جميع المناضلين والمناضلات اللذين ساهموا في صنع هذه التجربة.. تضمن الكتاب الذي صدر في 211 صفحة من القطع المتوسط ثمانية أبواب تناولت خطة الدراسة ومقدمة نظرية حول مكانة المرأة في المجتمع وعوامل تخلفها ودور المرأة في الانتفاضات الشعبية في فلسطين في الفترة ما بين 1917 1948 ودور المرأة الاجتماعي والنقابي وفي الاحزاب والحركات الوطنية العربية داخل الارض المحتلة وخارجها في الفترة ما بين 1948 1967 ودور المرأة في الثورة الفلسطينية بين الطرح النظري والممارسات في الفترة ما بين 1965 1971 ولمحة موجزة عن دور المرأة في الثورة داخل الارض المحتلة في نفس الفترة وبحث ميداني لتجربة المرأة في الثورة الفلسطينية في الفترة ما بين 1967 1971 وتحليل لتجربة المرأة من خلال رؤية الكوادر النسائية التي خاضت التجربة في الفترة ما بين 1967 1968 وتحليل لتجربة المرأة من خلال رؤية عناصر القاعدة النسائية التي شاركت في التجربة في الفترة ما بين 1967 1971 في لبنان ودور المرأة في مختلف الاتحادات والمؤسسات الاجتماعية والتربوية والاعلامية وتحليل عام ودروس التجربة والتوصيات بالإضافة إلى ثلاثة ملاحق، استمارة تقييم تجربة المرأة في الثورة الفلسطينية و ملحق محاور النقاش في المقابلات مع الكوادر النسائية واتجاهات الكتابة حول المرأة الفلسطينية.. ويشكل الكتاب اول خروج عن الكتابة السائدة حول المرأة الفلسطينية التي كانت تطغي عليها الخطابة الاعلامية والنظرية او الكتابة الوجدانية والعاطفية ولم يقع في فخ الاغراق في التنظير او الاعلامية الدعائية التي كانت سائدة في ذلك الوقت. ويعتبر الجزء الاهم في هذا الكتاب هو تحليل تجربة المرأة في الثورة الفلسطينية ما بعد عام 1965 حيث قدم الكتاب تحليلا نقديا عززه فيما بعد تحليل تجربة النساء اللواتي انخرطن في العمل السياسي داخل اطر الثورة المختلفة وفي الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية حيث وجدت فجوة بين رؤية القاعدة الشعبية للتجربة ورؤية القيادات النسائية لها في تلك الفترة. وفي مقدمة الكتاب تذكر الكاتبة ان المرأة الفلسطينية قامت بدور هام في مجال النضال الوطني على مدى الخمسين عاما الماضية من نضال الشعب الفلسطيني لكن هذا الدور كان يأخذ شكل الطفرات التي ما تلبث ان تخبو دون ان تترك اثرا كبيرا سواء في عملية التغيير الاجتماعي لوضع المرأة في المجتمع او في بلورة تجربة نضالية ضمن اطار النضال الشعبي العام ويعود ذلك للتقاليد المتخلفة التي ما تزال تشد المجتمع فيما يتعلق بمكانة المرأة ودورها فيه كما تجمد طاقاتها وابداعاتها الانسانية فهي بالإضافة لمعاناتها من الاضطهاد القومي والاقتصادي تعاني من الاضطهاد الاجتماعي الممثل بالتقاليد ومن اضطهاد الرجل في الاسرة لها كما يعود إلى طبيعة نشأة تلك الانتفاضات الشعبية وعفوية تجربتها. وعلى إثر الانطلاقة الجديدة لثورة الشعب الفلسطيني المسلحة وجدت المرأة نفسها امام تحديات ثورية كبرى وخاصة بعد ان اثبتت التجارب الناجحة للثورات الشعبية في العالم مدى اهمية مشاركة المرأة في عملية التحرير فعادت لتبدأ من جديد وتشارك في النضال. وقامت المرأة بدور هام في الارض المحتلة وشاركت في معظم اشكال العمل بما فيها القتال. ان الجزء الاهم في الكتاب هو تحليل تجربة المرأة في الثورة الفلسطينية والتمييز بين الطرح النظري والممارسة العملية وقدم تحليلا لتجربة النساء اللواتي انخرطن في العمل السياسي داخل اطر الثورة المختلفة حيث وجدت هوة بين رؤية القاعدة الشعبية للتجربة ورؤية القيادات النسائية لها في تلك الفترة. وحقق الكتاب قدرا كبيرا من الاهداف التي كتب من اجلها فقد قام بتسجيل التجربة وحمايتها من الضياع وتناولها بالتحليل النقدي المفصل لكافة جوانبها ويعتبر الكتاب اول خروج عن الكتابة السائدة حول المرأة الفلسطينية ولم يقع في فخ الاغراق في التنظير او الاعلامية الدعائية كانت سائدة في ذلك الوقت وتميز بالرؤية النقدية لتجربة كانت الكاتبة واحدة من المشاركات فيها.

الكتاب الثاني، سيكولوجية الحوار داخل الاسرة الفلسطينية حول قضايا المرأة صدر الكتاب في 217 صفحة من القطع المتوسط في سبعة فصول وثلاثة ملاحق مع التقديم، تذكر الكاتبة انه لطالما اثارت اللغة بشكل عام اهتمامها وحفزت تفكيرها لأهمية دورها في بنية العقل الانساني وفي التواصل والتفاعل بين الافراد والجماعات وجاء مشروع هذه الدراسة لسيكولوجية الحوار داخل الاسرة باعتبارها حجر الزاوية في بنية المجتمع ومع الجيلين الاكثر تأثيرا وتأثرا بحركة التنمية الاجتماعية والانسانية جيلي الاباء والابناء واعتمد تصميم البحث تحليل مضمون الحوار اللفظي لمناقشة افراد الأسرة حول قضايا اجتماعية افتراضية، باعتبار اللغة والكلام وحدة التواصل والتعبير بقصد او دون قصد عن المفاهيم ونمط التفكير واسلوب الاتصال والدوافع لقرارات ومواقف الانسان تجاه قضايا وحقوق المرأة كعنصر اساسي في بنية المجتمع وتطوره وايضا لتناول هذه القضية المحورية من بعدها النفسي، هذا البعد الغائب عن تصميم البحوث والدراسات التنموية وتحليل نتائجها في فلسطين والبلاد العربية. تضمن الكتاب مقدمة في الإطار النظري لدراسة طبيعتها، اسئلتها واهميتها ومنهج البحث والطريقة والادوات وعرض حوار العائلات حول القضايا الاجتماعية ومحددات تحليل نتائج حوار العائلات ونماذج من التحليل، الكمي والكيفي والنتائج والخلاصة ومناقشتها وملاحق تتضمن جداول توزيع وحدات مضمون حوار العائلات وجداول التوزيع ونتائج اختيار زاوية الرؤيا.

وفي كتاب الحكم الاخلاقي لدى المرأة العاملة والعنوان الاكاديمي للدراسة (الحكم الاخلاقي ومفهوم الذات لدى المرأة العاملة مقارنة بغير العاملة) الذي صدر في 114 صفحة من القطع المتوسط توضح الكاتبة بداية انه عندما اقدمت على اعداد الدراسة كانت البلاد في بداية العودة للحياة البرلمانية واحتلت مناقشة مشاركة المرأة في الانتخابات وفي الحياة العامة والعمل السياسي مساحة واسعة في الحوار الاجتماعي حول الانتخابات والحياة السياسية والديمقراطية كما بدأت المنظمات النسائية حراكا لدعم بعض المرشحات وشاركت مع مجموعة من الباحثات لتأسيس مركز لدراسات المرأة بهدف العمل على تطوير وضع المرأة في القوانين والتشريعات مثل قانون الاحوال الشخصية وفي تطوير صورة المرأة في المناهج التربوية ولدعم مشاركة المرأة في الانتخابات والحياة العامة وكانت قد ظهرت في تلك الآونة اصوات تهاجم بعض المرشحات.

في أربعة فصول فسرت الكاتبة خلفية الدراسة، مشكلتها واهميتها والدراسات السابقة وتتضمن النظرية التطورية المعرفية ونظرية التطور الاخلاقي ونشأة وتطور الاختيار الموضوعي، اختيار تحديد القضايا والدراسات السابقة ومفهوم الذات ودراسات حول ارتباط الحكم الاخلاقي بمفهوم الذات وتبين هدف الدراسة ومشكلتها وفرضيات الدراسة واهميتها وتعريفات اجرائية ومفاهيمية وتشرح الطريقة والاجراءات وتتضمن العينة وادوات البحث والاجراءات وتصحيح اختيار تحديد القضايا واختبار الذات بالإضافة إلى تحليل النتائج والبيانات ومناقشة النتائج والتوصيات. بالرغم من بعض الاهتمام الذي ناله موضوع التطور الاخلاقي والحكم الاخلاقي في الدراسات الاكاديمية المحلية، الا ان هذه الدراسات اقتصرت على دراسة مراحل الطفولة والمراهقة المبكرة والمتأخرة ولم تقترب من دراسة الراشدين وسدت هذه الدراسة نقصا في هذا المجال. ومن فرضيات الدراسة يزداد مستوى الحكم الاخلاقي وتقدير الذات عند النساء العاملات عنه لدى النساء غير العاملات وتوجد علاقة ايجابية بين الحكم الاخلاقي وتقدير الذات فالوضع الاقتصادي بوجه عام يلعب دورا في صياغة ملامح الشخصية لأنه يتفاعل مع بقية العوامل الاخرى وهو يؤثر في فكرة الفرد عن نفسه وفي القيم والاتجاهات التي يعتنقها وفي الإطار الذي يرى من خلاله العالم من حوله ومن ثم في سلوكه مع نفسه ومع الاخرين.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 08-08-2023     عدد القراء :  423       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 


 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced