الحديث عن حماية الطفل مرتبط بامور كثيرة لا تتوقف عند الإجراءت والأطر اللازمة لمنع حدوث الايذاء والاستغلال والمعاملة السيئة والعنف، التي تؤثر على الأطفال. بعبارة أبسط يعني المفهوم حماية الأطفال من الأذى والعنف،وما يشملان من سوء المعاملة والاستغلال والأهمال.
والهدف من حماية الطفل هو تعزيز وحفظ حقوقه وضمان تمتعه بها، ورغم مرور حوالي 34 عاما على صدور اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل، الا ان في العالم اليوم ما يصل الى 300 مليون طفل ممن هم ضحايا للعنف وسوء المعاملة جسدياً، وجنسياً، واجتماعياً، ونفسياً، وبما يؤثر على صحّتهم، ونموّهم، وحفظ كراماتهم في مناحي الحياة المختلفة.
وعندنا يتحدث الكل عن حماية الطفل، لكن الاغلب يتفرجون على ما يواجهه الاطفال من قسوة وأذى، رغم ان هناك مؤشرات على وجود حوالي 15 الف طفل يتعرضون سنويا للعنف باشكال مختلفة، بينما يبقى المعنيون في الجهات الرسمية بعيدين كل البعد عن توفير الحماية لهم. وإلا ماذا يعني ان احضر الى المدرسة بكدمات على الوجه واضلاع مهشمة أو رأس ملفوف بشاش طبي، وقد يصل الامر الى أثار حروق عميقة؟
نعم، الاغلبية يتفرجون ولا يبدون حراكا، لأننا كما يظهر نعيش عوقاً اخلاقياً وقصورا واضحا في تنفيذ القانون واتخاذ اجراءات حماية تمنع زوجة أب من قتل طفل ليس ابنها، وأبا من قتل طفلته لأنها نشرت فيديو بالخطأ على تيك توك!
ان الكل معني ومسؤول عن حماية الطفل في العراق، وأولهم الاسرة والمدرسة، فهناك بعض الجوانب التي يُمكن للأسرة أن تُراعيها لتحمي أطفالها من التعرّض للعنف والإيذاء الجسديين والنفسيين، بدءا من خلق بيئة ملائمة وصحية داخل المنزل يتمّ فيها احترام الطفل، والاستماع إليه، وحلّ المشكلات التي تواجهه، وتقديم الرعاية اللازمة له، وان يتعامل الأهل مع أبنائهم بالطريقة التي يريدون من الآخرين التعامل بها مع أطفالهم.
اما المؤسسات المعنية ومنها المدرسة فعليها ان تراعي تغذية الطفل بالمعرفة واصول الحماية، وهذا جزء من واجبها التربوي والتعليمي، الذي يتضمن تعليم الطفل حقّه في الحماية وكيفية وقاية نفسه من العنف، وتشجيعه على التحدّث عن نفسه وعمّا يجول في خاطره، ليشعر بأنّ هناك من يصغي اليه ويهتم به ويقف الى جانبه دائما.
من المسؤول عن حماية الطفل؟
