يحتفل العالم كل عام بعيد الأرض يوم 22 نيسان. ولكن في كل عام تتصاعد الكوارث البيئية وتتوسع الحروب ويزداد القتل، ويتحمل أطفال العالم الجزء الأكبر من هذه الكوارث.
وتشكل التغييرات المناخية والحروب تهديداً مباشراً لقدرة الطفل على البقاء والنماء والازدهار، فقد أخذت الظواهر الجوية المتغيرة، مثل الأعاصير وموجات الحر، تتزايد في تواترها وشدتها، وأصبحت تهدد حياة الأطفال وتدمر الأسس الحيوية لعافيتهم. كما تسببت الفيضانات بإضعاف مرافق المياه والصرف الصحي، مما أدى إلى انتشار أمراض كثيرة تمثل خطراً على الأطفال بصفة خاصة.
ويؤدي الجفاف والتغيّر المناخي العالمي في أماكن سقوط الأمطار إلى فشل المحاصيل وزيادة أسعار الأغذية، مما يعني انعدام الأمن الغذائي وحرمان الفقراء من الأغذية، وهذا قد يؤدي إلى تأثيرات تمتد مدى الحياة، إضافة إلى تدمير سبل العيش، وزيادة الهجرة والنزاعات، وإضاعة الفرص للأطفال واليافعين.
ويبقى الأطفال أكثر عرضة للأمراض التي تزداد انتشاراً نتيجةً لتغير المناخ، ويتحمل الأطفال دون سن الخامسة قرابة 90 في المئة من عبء الأمراض التي يمكن عزوها إلى تغير المناخ.
ويعيش حوالي مليوني طفل في مناطق تتجاوز فيها مستويات تلوث الهواء المعايير التي وضعتها منظمة الصحة العالمية مما يجبرهم على تنفس هواء سامّ ويعرّض صحتهم وتطور أدمغتهم للخطر. ويتوفى أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة سنوياً من جراء أسباب متعلقة بتلوث الهواء. ويعاني عدد أكبر منهم من أضرار دائمة تلحق بنموهم الطبيعي.
ويفتقر قرابة 785 مليون شخص إلى خدمات المياه الأساسية. وبحلول عام 2040، من المتوقع أن يعيش 600 مليون طفل في مناطق يتجاوز الطلب على المياه فيها كمية الموارد المتوفرة.
ووفقاً لآخر الأبحاث من الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، أمامنا أقل من 11 سنة لإجراء التحوّل الضروري لتجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ. ويلزم تخفيض مستوى ثاني أكسيد الكربون في الجو بمقدار 45 في المئة بحلول عام 2030 لمنع تجاوز الاحترار العالمي الذي هو 1.5 درجة مئوية وهي العتبة التي يمكننا تجنب أسوأ تأثيرات تغير المناخ.
وهذه هي المرة الأولى التي سينشأ فيها جيل عالمي من الأطفال في عالم أكثر خطورة بكثير وأقل يقيناً، وذلك نتيجة لتغير المناخ والتدهور البيئي. إن التصدي لتغير المناخ والحد من تأثيراته هما أمران ضروريان لحماية أطفال العالم وإعمال حقوقهم.
وحسب المادة 12 من اتفاقية حقوق الطفل للأمم المتحدة فإن مشاركة الأطفال في القضايا التي تؤثر عليهم هي حق رئيسي لهم. وتعمل اليونيسف مع اليافعين لإيصال أصواتهم بشأن تغير المناخ وذلك من خلال النشاطات والمبادرات التي تخصهم، والمشاركة في اجتماعات القمة الرئيسية التي تُعقد في الأمم المتحدة لحماية الأطفال من تأثير تغير المناخ والتدهور البيئي.
تأثير الحروب
تذكر تقارير الأمم المتحدة أن أعلى نسبة لقتل وجرح الأطفال كانت في فلسطين وأفغانستان وسوريا واليمن والصومال، مضيفا أن أكبر عمليات تجنيد للأطفال سجلت في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وحسب الأمم المتحدة إن أكثر من 8500 طفل تم تجنيدهم العام الماضي في صراعات شتى بأنحاء العالم، وإن نحو 2700 طفل آخرين قُتلوا في تلك الصراعات.
وقتل أكثر من 5500 طفل في قطاع غزة منذ بدء العمليات العسكرية الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الأول الماضي، في حين اعتُبر 1800 طفل في عداد المفقودين، إلى جانب آلاف الجرحى وعشرات الآلاف ممن دُمرت منازلهم.
وحسب الأرقام أن الأطفال يشكلون ما لا يقل عن 40% من نسبة ضحايا هذه الحرب، سواء أولئك الذين سقطوا قتلى جراء القصف الجوي والبري والبحري، أو من تعرضوا لانتهاكات جسيمة نتيجة الحصار المطبق والنزوح وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام المياه الصالحة للشرب.
ووفق بيانات أصدرها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فإن فئة الأطفال تشكل 44% من إجمالي عدد السكان (41% في الضفة الغربية، و47% في قطاع غزة) ويبلغ عددهم نحو مليونين و400 ألف طفل.
ويتساءل الأطفال في مناطق الحروب، لماذا يقتل الأطفال وهل سنموت نحن أيضا؟
عمالة الاطفال
أما في العراق فبالإضافة الى المشاكل البيئية وشحة المياه التي يعاني منها العراق، يواجه الأطفال مشاكل العمالة. وحذّرت اليونيسيف من أن ثلث أطفال العراق يمرّون بظروف اقتصادية صعبة تضعهم أمام متطلبات العمل لإعانة عوائلهم، مشيرة إلى أن هناك طفلين فقيرين من بين كل 5 أطفال في العراق.
ففي عيد امنا الأرض لنعتني بأطفالنا ونوفر لهم مستقبل أفضل عن طريق إنهاء الحروب والاعتناء بالبيئة، فأطفالنا هم مستقبلنا وبدون نشأة سليمة لأطفالنا فإن مستقبلنا سيكون غامضا ومشوشا.
22 نيسان 2024
عيد الارض