ما هذا الذي يحصل في مدارسنا؟
بقلم : سعيد عدنان البصري
عرض صفحة الكاتب
العودة الى صفحة المقالات

للأسف الشديد، بدأنا نرصد منذ سنوات ما يحصل في مدارسنا التعليمية الإبتدائية من أدلجة ممنهجة تذكرنا بتلك الخطوات التي بدأها حزب البعث منذ الأشهر الأولى لنهبه للسلطة عام 1968، عندما بدأت عمليات غسيل الأدمغة لأطفالنا في المدارس عبر خطب ومناهج عنصرية، ومن ثم تشكيله لاحقا لتنظيمات الطلائع والأشبال وغيرها، لإرساء قواعد الفاشية التي ترتكز أساسا على العامل الإجتماعي.

وعلينا هنا التذكير، لمن لا يفرق أو يخلط بين مصطلحي الدكتاتورية والفاشية. فالدكتاتورية في العرف السياسي وبإختصار، هي السلطة المنفردة القابضة على زمام الحكم بالقوة، والتي تسيطر وتتحكم بالقوانين والقرارات، من خلال سيطرتها على (عنصرين إثنين فقط)، هما السياسة والاقتصاد.

أما الفاشية، فهي التي تسيطر وتقبض وتتحكم - إضافة الى عنصري السياسة والاقتصاد - بعنصر ثالث هو الإجتماع، وهنا تكمن خطورة الفاشية وقوتها الغاشمة، فعندما تنجح في القبض على المجتمع من خلال الأدلجة والعسكرة وغسيل العقول، ستجعل الشعب مسيَّرا مشلولا تماما عن الحراك خارج إرادة الحاكم الفاشي، بل وتحوّل المجتمع الى مجرد قطيع يسير خلفه.

وفي ضوء ما تقدم، فإن الدكتاتور مهما تعاظمت قوته، هناك امكانية لإسقاطه من خلال ثورة أو إنقلاب، والتاريخ السياسي مليء بهذه النماذج، فقد قرأنا سابقا، وعاصرنا لاحقا، سقوط أعتى الدكتاتوريات البوليسية في العالم من خلال الإنقلابات أو الثورات، ومن أبرزها وأوضحها نظام الشاه في إيران برغم اجهزته البوليسية التي شاع صيت أساليبها العنفية.

أما الفاشية فمن الإستحالة إطلاقا إسقاطها، إلا من خلال جيوش خارجية غازية، بسبب الشلل التام لقدرات وإرادات الشعب، ومن نماذج الأنظمة الفاشية التي أسقطتها الجيوش الخارجية، ألمانيا هتلر وإيطاليا موسوليني وأوغندا عيدي أمين وعراق صدام حسين.

وتكمن هذه الإستحالة كما أسلفنا، في نجاح هؤلاء الحكام الفاشيون في أدلجة وعسكرة وغسيل عقول مجتمعاتهم، من خلال خطط وبرامج مدروسة بعناية ومعتمدة على عنصرَي الترهيب والترغيب، وواحدة من أهم القطاعات التي تستهدفها الفاشية لتحقيق هذه الغاية هو قطاع التعليم.

ونكرر القول، إن ما نرصده حاليا في عدد غير قليل من مدارس أطفالنا من أدلجة وتلقين خارج مناهج التعليم، ناهيكم عن سياسية التجهيل والتخريف التي يتبناها عدد كبير ممن يحملون لقب رجال الدين، والتي تستهدف قطاع واسع من الشعب، هي ممهدات لشل قدرات الشعب وإسقاط أي دور يمكن أن يلعبه في الحياة العامة وبخاصة السياسية منها، بل وإستعباده ومصادرة حريته وبالتالي منعه من المشاركة أو الرفض أو إبداء الرأي بالقوانين أو القرارات السيادية، وهذه بمجموعها تنذر بصعود فاشية جديدة سيصعب هزيمتها لعقود من الزمن، إلا من خلال حرب كارثية جديدة قادمة من الخارج.

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 02-10-2024     عدد القراء :  165       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced