إنتخب (حواء)
بقلم : مؤيد الصالحي
العودة الى صفحة المقالات

استعانت بي زميلتي (شميران مروكل) المرشحة للانتخابات البرلمانية القادمة، لمساعدتها في حشد الأصوات لانتخابها، والحقيقة تملكتني المفاجأة والحيرة في ان واحد، إذ كيف يتسنى لي ان أساعدها، وصرت أفكر في الوسيلة الناجعة
والممكنة التي استطيع من خلالها تلبية طلبها، ومبعث قلق يكمن في قلة حيلتي وربما لقلة حيلتها أيضا في طبع كميات هائلة من البوسترات وتوزيعها في الشوارع والساحات كما جرت العادة في مثل هذه المناسبة، أسوة ببقية المرشحين والمرشحات، وان هذا الفعل حتما يكلف الكثير من المال ويتطلب المزيد من الجهد، فضلا على التركيز على إقامة الندوات وتنظيم اللقاءات المباشرة بالناخبين.
ان تعاطفي البالغ مع (حواء) في تولي المناصب واعتلاء سدة الحكم بدلا من الرجل لم يقدم شيئا يذكر، في الوقت ذاته لا ينفك يستحوذ على كل شيء، دون ان يفكر في
إعطاء أي شئ إلا مجبرا أو مكرها، مما جعلني أتمنى من صميم قلبي بتجرد وبلا مجاملة ان تفوز زميلتي، ولأني ببساطة مفرطة اعرفها جيدا حق المعرفة كما يعرفها سواي القريبون منها، إنسانة بمعنى الكلمة حيث تملك نضوجا فكريا قل نظيره، إضافة الى أنها ناشطة ومناضلة واعية لدورها، خبرتها تقف مع الحق أينما وجد وحيثما كان، كما أنها تكتسي على الدوام بالوداعة والطيبة والفطرة السليمة في حب الخير، فهي من القلائل اللواتي لا يبحثن عن الامتيازات، ولا تجري وراء المنصب، فأنا شخصيا وعلى الدوام انتظر منها الكثير.. الكثير، واحسبها قادرة فعلا على العطاء سواء فازت في الانتخابات أم لم تفز.
فهل كـُتب علينا ان نعاني من افتقاد العنصر النسوي في حياتنا السياسية والوظيفية بشكل حقيقي ملموس، بسبب تدخلات بعض الرجال الأنانية وأجنداتهم المتعددة في السيطرة و الاستحواذ على مقاليد كل شيء، بدوافع لا تمت بصلة للعدالة والنزاهة والمثالية التي يدعيها البعض في اغلب السلوكيات والتعاملات اليومية.
ومازلت اذكر تصرفات احدهم عندما ذهبت اليه ذات يوم وكلي أمل ورجاء، ان يسمح لابنته (فلذة كبده) في دخول الكلية لغرض تكملة دراستها، بدلا من الجلوس في البيت بين أربعة جدران بانتظار ابن الحلال (زوج المستقبل)، لا سيما بعد ان حصلت توا على معدل (ممتاز) في الإعدادية يؤهلها للدخول الكلية المناسبة، وفي الواقع إني لم اذهب للرجل من تلقاء نفسي، بل ان الفتاة (الطالبة) جارتنا المسكينة هي التي رغبت تدخلي في الأمر، بعد ان عرضت مشكلتها المستعصية على زوجتي.
فقررت التوسط  لإقناع ولي أمرها، وفعلا ذهبت اليه لعلي أتمكن من فعل خير وارميه  البحر، لكن  حصل ما لم يكن في الحسبان، حيث وجدت نفسي أمام رجل متمسك برأيه بتزمت وتعنت غريبين لم أجد لهما، بعدم الموافقة دخول ابنته الكلية بحجج واهية وغير معقولة وغير مقبولة بالمرة.
وأذكر من جملة ما قلت له:
(ان ابنتك ممكن ان تصبح طبيبة أو مهندسة وتفتخر بها أمام الآخرين وترفع راسك).
هنا انتفض غاضبا معترضا على كلامي بقوله:
(انا ترفع راسي امرأة!!).
متابعا قوله:
(خلف الله عليك)، على حد تعبيره.
فما كان مني الا ان اتركه وانصرف لشأني. اليوم  وقد مضى على هذه الحادثة عدة سنوات، ولحد الآن اشعر ان هذا الرجل لا يطيقني ولا يبادلني الود، لأني حاولت ان أكون مجرد (واسطة خير).
جريدة الزمان ــ ص5
الاثنين 22/2/2010

  كتب بتأريخ :  الأربعاء 24-02-2010     عدد القراء :  2255       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced