اتحاد الأمل والعمل !
بقلم : رضا الظاهر
العودة الى صفحة المقالات

في منعطف خطير الشأن ولحظة تاريخية هامة يتوجه الملايين، الأحد المقبل، الى صناديق الاقتراع، ليسهموا في تقرير مصائر البلاد ووجهة تطورها الاجتماعي التي يجري حولها صراع يتعاظم احتداماً.
ولعل من بين القضايا المثيرة للسخط خضوع الانتخابات لقانون مجحف يحرم القوى "الصغيرة" من حقها ويضعه بأيدي "الكبار" الذين شرعوا القانون وأقروه ضماناً لمواقعهم، بينما تستمر أزمة البلاد ومعاناة الملايين المريرة الناجمة عن سياسات "المحررين" وتخبطاتهم، ولهاث "المقررين" وراء امتيازاتهم وتمسكهم بمنهجية المحاصصات، أساس البلايا، وبنزعات الاستحواذ وإقصاء "الآخر".
الملايين يتوجهون نحو محطة جديدة وأمامهم حصيلة تجربة السنوات الماضيات المحبطة من ناحية، وتعلقهم، من ناحية ثانية، بأمل أن ينبثق عن هذه الممارسة برلمان جديد يمثل الشعب حقاً، ويؤدي دوره في معافاة العملية السياسية وانقاذ البلاد ووضعها على طريق التطور الحقيقي.
ومن الطبيعي أن تحقيق فوز للتيار الديمقراطي في هذه المعركة سيعني الكثير بالنسبة لمستقبل البلاد، ذلك أنه لا يمكن تصور بناء العراق الديمقراطي المزدهر بدون دور فاعل للقوى الديمقراطية. وبالتالي فان الانتخابات تعد إحدى المحطات الرئيسية على طريق عملية تحول مديدة لابد من خوضها، رغم التحديات والمخاطر، حتى تحقيق أهداف المشروع الوطني الديمقراطي.
ويتمثل أحد أوجه التحدي أمام القوى الديمقراطية في كيفية تحويل السخط من موقف سلبي  الى موقف ايجابي. ويكتسب هذا المنحى الكفاحي أهمية كبرى بالنسبة للقوى الديمقراطية، وتوجهها لاستقطاب أصوات الاحتجاج التي تشكل، حسب كل المؤشرات، نسبة كبيرة من الناخبين، وبينهم ضحايا يأس، وآخرون لم يحسموا خيارهم بعد.
ومن الأهمية بمكان أن ينظر الى هذه الحقيقة، أي استثمار السخط، باعتبارها وسيلة لتحويل الانتخابات الى فرصة لتحقيق تغيير في تناسب القوى  السياسي والاجتماعي، حتى وإن كان محدوداً في هذه الانتخابات، ذلك أنه يحمل آفاقاً واعدة.
ومعلوم أن كل أزمة تنطوي على فرصة، وتعتمد على القوى الطامحة الى التغيير مسألة كيفية تحويل الأزمات الى فرص لاحداث التغيير الاجتماعي دون خشية من تراجع هنا أو انتكاسة هناك. ولا ريب أن أياماً وأسابيع من نشاط مفعم بالحيوية في فترات استثنائية تعادل سنوات من نشاط عادي في فترات هادئة.
إن حقائق الوضع الراهن المعقد في بلادنا تضعنا، نحن الشيوعيين، أمام مهام جليلة، مما يتطلب منا أن نكون بمستوى جسامة الأحداث وحجم التحديات.
وقد بات جلياً اليوم أن الحملة الانتخابية أنعشت منظمات حزبنا وأعادت اليها عافيتها، وإن بحدود. وهذا، في الواقع، تطور جديد بليغ الدلالة، بحاجة الى دراسة وتقييم وترسيخ كنهج في العمل. فأمامنا أشواط جديدة وجديدة، وامكانيات هائلة لم تستثمر حتى الآن، ويتعين علينا أن ندقق أساليب عملنا التي امتاز بعضها بالترهل والايقاع البطيء.
لقد كانت الأشهر الأخيرة فرصة لا تعوض لتوسيع نشاطنا واختبار منظماتنا وتدريب كوادرنا، والتوثق من حقيقة أن المنظمات لا تنمو وتتعزز خلف أبواب مغلقة، وإنما في ميدان الممارسة العملية والتواصل الحميم مع الناس. وفي هذا السياق تجلى درس آخر، فقد أثبتت حملة طارقي الأبواب والتوجه الى الناس بمختلف السبل والمبادرات أن الخلايا ليست حلقات هامشية بل أساسية في عمل الحزب. ومن المؤكد أن الادارة السليمة لعملنا والتوظيف المثمر لطاقاتنا، لا للحصول على مقاعد حسب، على أهمية هذا كونه أحد المعايير وليس المعيار الوحيد على جدارة الحزب، أن ذلك يصب في مجرى إعادة بناء الحزب وتعزيز مواقعه. فنحن حزب التغيير الاجتماعي، ونشاطنا، الذي تألق في أشهره وأسابيعه الأخيرة، الألوف من الشيوعيين، يؤسس للمستقبل.
ولا يجوز، بالطبع، أن ينتهي نشاط الخلايا والرفاق بانتهاء الانتخابات، بل لابد من تطويره وتحويله الى نشاط دائم، حتى نعزز قدراتنا على أن نكون فاعلين ومؤثرين في المجتمع. ولا يصح أن تفتر همتنا تحت أية ذريعة كانت، وكأن حيويتنا موسمية، ذلك أن خلق حالة جديدة متجددة في الحزب تبقى حاجة ماسة على الدوام.
*    *    *
نحن حزب بناء الغد الوضاء والعالم الجديد .. نغذّ الخطى، واثقين بأنفسنا وبشعبنا، صوب ما نبغي ونستحق .. هذه أيامنا نحن أهل التحدي والسير وسط المحن والصعاب غير هيّابين .. نحمل مشاعل التنوير، وأصواتنا تنطلق بقوة جذورها .. نشمّر عن السواعد، ونقدح زناد العقول والقلوب، ونحلم إذ ينبغي لنا أن نحلم، حتى ندرك معنى الأفق، واليه نمضي، منطلقين في الفضاء الفسيح، حيث الناس سياجنا ومنبع رجائنا ..
باتحاد الشعب نحتفي، وبمرشحيها نفخر، فهم كوكبة من أنبل بنات وأبناء شعبنا، من ذوي الأيادي البيضاء والأمثولة الملهمة ..
أنتم من تنتظركم بلاد الرافدين .. فجركم آتٍ لا ريب في ذلك .. ولكم في كل يوم غدٌ أيها الساعون، بالأمل والعمل، الى التغيير ..
سلام عليكم أيتها الرفيقات، أيها الرفاق، في كل مواقع الكفاح ..
إرفعوا عالياً راية العراق الجديد حقاً، فأنتم، وحدكم، أهلٌ لرفع هذه الراية التي ستظل تخفق في مسير لابد مفضٍ، يومـاً، الى المرتجى الذي تنشدون..

  كتب بتأريخ :  الإثنين 01-03-2010     عدد القراء :  2040       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced