بغداد لن تموت
بقلم : ميسون الرومي
العودة الى صفحة المقالات

شوق جارف دفعني لحزم جقيبتي والسفر لرؤية بغداد التي احب واعشق ...بغداد الاجمل بين الجميلات

سماؤها زرقاء صافية تعشقها النجوم ويهواها القمر ...نخيلها خضرالى السماء شامخات ....دجلتها (دجلة الخير) ينساب مزهوا
يقبل اقدام بساتين تغنى بها الشعراء والاحباب

ذكريات.. واحلام.. وفرح بلقاء احبة طال فراقهم افرح روحي.. وبت اعد الايام والساعات ..........واخيرا ها انا في مطار بغداد

انها اكثر الفرحات فرحا واسعد اللحضات سعادة ....سعادة غيبتها الغربة وقسوة الزمن

ها هي السيارة تمشي الهوينا في شوارع بغداد التي طواها ظلام حجب معالمها الا من صور ضبابية باهتة ...احاول ان اميز معالمها...... وافك رموزها

ذهبت للقاء بغداد ..........فلم اجدها وا اسفي ولهفي عليكي حبيبتي...عاصمة الرشيد....ام الحضارات  جراحك تنزف من دم شعبك المغلوب على امره

شعبك محطم....يائس...اغتيلت اماله وقتلت البسمة على الشفاه وفقدت المعاني وتشابهت الكلمات واغتيل الفرح وعشعش الحزن والالم في كل القلوب

نظام دموي خيم على بلدي اربعون عاما...... وعلى طبق من فضة قدمها هدية الى اسياده بعد ان احالها الى...... رماد

لم اجد سماء بلدي... حجبتها عن عيني رمال صحراء ثائرة حركتها دبابات والايات غاشمة فارسلت غبارها احتجاجا وغضبا ليغطي السماء والارض والشجر

اين انت ....يابغداد ....اين شوارعك الجميلة... اين حدائقك الغناء ....اين بناياتك  اين العمارات والبيوت... كلها شاخت وبان عليها الهرم .....فاضت المجاري وانتشرت الروائح التي تزكم الانوف .....الازبال منثورة في كل مكان

نخيل قطعت عنها الرؤوس وبقيت كاشباح شاخصة الى السماء تشكو الظلم والموت الذي حل بها وباهلها ...

شباب بعمر الزهور سرقت منهم الحياة

يزدحمون في شوارع كانت في يوم من الايام حلوة... جميلة يجرون عربات صغيرة يتسابقون لحمل بضاعة علهم يحصلون على بعض دنانير تسد لهم رمقا
اخرون يفترشون الارض.... امامهم صناديق اعتلتها احذية ضاعت اياديهم الصغيرة وهي تلمعها............اطفال يركضون لبيع اشياء صغيرة بين سيارات هدها الازدحام وانهكها الرعب من احتمال انفجار عبوات ناسفه

حتى الطيور تغيرت اصواتها  فصار هديل الحمام كصوت الديك الرومي ....واختصرت (الككوكتي) اغنيتها الجميلة بمقطعين فقط خوفا ورعبا من اصوات طائرات تجوب السماء ليلا ونهارا وعلى مسافات منخفضة

دخان ونار واصوات انفجارات مستمرة  ......... وازيز مرعب لمولدات كهرباء عملاقة منتشرة في الشوارع تنفث دخان اسود يزيد تلوث الهواء ويثقله بما حمل من غبار وروائح وحشرات

اين انتي حبيبتي .......بغداد اين خيراتك واين نفطك ولماذا كل هذا الالم والموت والدمار ....اليوم وامس ومنذ الاق السنين يحاولون ان يقتلونك حبيبتي

ولكن هيهات انت الخالدة سوف يرحلون كغيرهم وكما حل بمن  قبلهم...... وستبقى بغداد....... لن تموت

  كتب بتأريخ :  الخميس 29-04-2010     عدد القراء :  2599       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced