كل يوم يمر علينا، محسوب بدقائقه وساعاته الاربعة والعشرين، منها ساعات النوم والعمل، الفرح والحزن، الحلم والامل، هكذا من المفترض ان يعيش الانسان حياته في كل مكان، الاّ العراقي فحياته متناقضة، ايامه غير معدودة، لايعلم متى تبدأ او تنتهي، بل هو يعيش بالصدفة في أية لحظة يمكن إن يفقد حياته التي تسمى حياة! على أيدي وحوش تحترف إشاعة الدمار اليومي من قتل للنفس والروح والعمر ووو.
كل يوم تحصد عجلة الموت العشرات، المئات من النساء والرجال والاطفال اكثرهم من الشباب، وتترمل نساء لينضممن الى سرب المرملات، واطفال فقدوا اباءهم، ليلتحقوا هم ايضا بسرب اليتامى.
حديث الناس اليوم يصب جام غضبه في الشارع على القوى المتنفذة التي جرى انتخابها من جديد فخيبت آمال الناس مرة أخرى والتهت، ليس بحل مشاكل المواطن المغلوب على أمره، وفي مقدمتها الأمن، بل بالصراع على المكاسب والكراسي وتوزيع الحصص، هذه الامراض التي نهشت جسم الدولة والمجتمع، والاّ كيف يتصور المرء ان تشهد دائرة واحدة او مؤسسة في محافظة عراقية، نسبة فساد 94% ، ماذا تفعل هذه الـ"6%" للمواطن وماذا تقدم له؟
لقد نهبوا خيرات البلد، ونحن هنا لا نتحدث عن الشرفاء الذين يواصلون خدمة بلدهم وشعبهم بكل اخلاص، بل عن اولئك الذين ينهبون قوت الاطفال والارامل، قوت المواطن البسيط الذي يحلم بحياة افضل، واذا به يعيش البؤس والهوان والذل.
ليس الموت وحده الذي يطفو على الساحة بل الفقر، وقلة الخدمات، والمدن الخربة التي لا ترى منها سوى الشوارع المحفورة واكوام الاوساخ والقذارة، تغطيها اللافتات السوداء، لتضفي عليها حزنا فوق حزن.
سبع سنوات مرت ولم يتغير شيء بل تسير الامور نحو الاسوأ، هل هذا ما كنا نحلم به قبل السقوط وبعده؟
اما لهذا الخراب من آخر؟ بلى، لكنه رهن بوعي الناس، الذين يدفعون الثمن بؤساً وخراباً وموتاً، رهن بارادتهم ووحدتهم..
كتب بتأريخ : السبت 01-05-2010
عدد القراء : 2153
عدد التعليقات : 0