ما تشاؤون فأصنعوا .....
بقلم : تحسين المنذري
العودة الى صفحة المقالات

التحالف الذي تم الاعلان عنه قبل ايام بين قائمتي المالكي وعمار الحكيم وما رافقه من تصريحات مؤيدة واخرى مناهضة يكشف حقيقة السياسيين والقوى المنتفذة في العملية السياسية،  بما لايقبل اللبس، بأن هؤلاء لايشكل الوطن والمواطن حتى ولا جزءا يسيرا من إهتماماتهم بل ربما لم يدر في خلد أحد منهم أن يتذكر ناخبيه حتى ولو من باب المجاملة ، فبيان الاعلان عن التحالف تحدث عن بشرى تكوين الكتلة الاكبر والتي ستشكل الحكومة المقبلة حتما ، وأعقب ذلك تصريحات لممثلين بارزين في التحالف أشارت جميعها الى أهم عقدة في التحالف وهي تسمية رئيس الوزراء وإن الهم الاكبر عند هؤلاء هو إيجاد الالية" التي ترضي كل منهما في الوصول الى تسمية مرشحين لرئاسة الوزراء "وايضا البحث عن " رؤية إئتلافية موحدة قادرة على الاسراع بتشكيل الحكومة القادمة " وذهب بعضهم الى التصريح بأن " المشكلة الاكبر هي حول المرشحين لرئاسة الوزراء " وذهب قيادي اخر الى فتح ذراعيه وقلوب المؤتلفين للقوى الاخرى  بالدخول فيه لغرض المشاركة في تشكيل الحكومة المقبلة ، وهكذا كانت كل بيانات وتصريحات المتحالفين القدامى ـ الجدد تتحدث عن المناصب وليس شئيا اخر . بالمقابل كانت تصريحات قادة القائمة العراقية منتقدة هذا التحالف بل إن البعض منهم حذر من " إقصاء العراقية عن الحكومة المقبلة " وقال اخرون إن " رُسل المالكي أكدوا إعطاء العراقية منصب رئيس الجمهورية ومناصب أخرى !!! " في حين ذهب المتشددون منهم الى التأكيد على إن " العراقية مخولة بموجب الدستور بتولي زمام المبادرة في تشكيل الحكومة المقبلة " . ويبدو إن قادة القائمة العراقية لا يهمهم شئي يختلف عن هموم قادة التحالف المالكي ـ الحكيمي !! . وكان للقادة الكرد تصريحا رنانا هو الاخر يحذر من تقليل نسبة الـ 25% من المناصب الحكومية التي إعتادوا إعتلائها !! وهاهم القادة الكرد ينضمون الى نفس السرب بحثا عن المناصب . في حين إن في الوطن الف هم وهم لم يفكر بها المتحالفون والمفترقون والمحايدون . أي متابع لما جرى لا يجد شيئا عن رؤية كل هؤلاء المستقبلية للاقتصاد العراقي وماهي خططهم لإعادة تشغيل الف وتسعمائة منشأة صناعية كبيرة مملوكة للدولة وعاطلة عن العمل من عام 2003 ؟ وماهي نظرتهم لطرق دعم القطاع الصناعي الخاص ؟ وهل في ذهن أي منهم شئ عن مشروع أو خطة للتنمية الاقتصادية أو البشرية ؟ وكيف يتم التقليل من البطالة المتنامية ؟  وماهي خططهم لتطوير المشاريع النفطية ؟ وماهي وجهة نظرهم بقانون الاستثمار المنوي طرحه للتصويت عليه في البرلمان القادم ؟وما هو الطريق الاسلم لإعادة الزراعة الى واجهة الاقتصاد العراقي ؟ وكيف السبيل لمعالجة نقص المياه ومنع التلوث الحاصل في المياه القليلة المتوفرة ؟ وكيف يمكن التقليل من نسبة الملوحة في الاراضي الزراعية والتي وصلت حدا باتت فيه لاتصلح حتى للرعي ؟ ولم يفكر أي من الفرقاء السياسيين بكيفية تطوير دور العلم ومؤسسات البحث العلمي ورعاية المواهب العلمية وتحديث المناهج الدراسية بما يتلائم مع التطورات العلمية الحاصلة في العالم ، ولم يقل لنا أحد من هؤلاء السياسيين ماهي وجهة نظره بحل مشكلة المهجرين والمهاجرين سواءا داخل الوطن أو خارجه ؟ كما لم نسمع من احد ٍ من هؤلاء رأيا عن كيفية حل مشكلة الكهرباء ؟ وماهي برامجهم لتطوير المستشفيات والمراكز الصحية المتردية ؟ ولا كيف يستطيع المساعدة في توفير الاطباء الاكفاء ولا الادوية الحديثة ولا الخدمات الطبية الاخرى للعراقيين الذين إنتخبوهم ؟ وايضا لم يقل لنا أحد منهم كيف سينصف عوائل الشهداء وضحايا النظام الدكتاتوري المقبور ؟ وماهي برامجهم لتفعيل الرعاية الاجتماعية وإنصاف المعوزين والقاصرين ؟ ولا كيف التعامل مع قضية اليتامى والارامل المتنامية بأستمرار ؟ ولم نسمع من احدٍ من هؤلاء جميعا شيئا عن مقترحاته لتطوير المشاريع الخاصة بالمياه الصالحة للشرب ؟ كما إن النقل ومشكلاته وكيفية تطوير طرق المواصلات والاتصالات الالكترونية ليس لها وجود في مباحثات المختلفين والمفترقين ، أما الثقافة العراقية وهمومها فهي ليست كما يبدو من اختصاص هؤلاء ، فما قيمة الثقافة عندهم ؟ أما الاجهزة الامنية وإختراقاتها وتكوينها المشلول فهي المادة الاهم التي يتاجرون بها ومنها ينطلقون لتنفيذ ضغوطاتهم كل على الطرف الاخر ، وهكذا هي هموم الوطن الكبيرة والصغيرة منها ، ليست من اختصاص كل هؤلاء وليست محط حتى انتباههم ، ولايعنيهم من أمرها ومن أمر الوطن والمواطن شئ ، هم جاءوا وسيبقون فقط لتنفيذ أجندات أقل ما يقال عنها إنها غير عراقية ، وأيضا لكي يوسعوا من حساباتهم المصرفية وعقاراتهم ومصالحهم الخاصة وينمـّو إقتصاديات عوائلهم وحواشيهم والمقربين منهم وصدق فيهم قول الجواهري الكبير:
ما تشاؤون فأصنعوا    فرصة لاتـُضيعُ

  كتب بتأريخ :  الأحد 09-05-2010     عدد القراء :  2237       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced