مذكرات امرأة مهجورة
بقلم : سليمة قاسم
العودة الى صفحة المقالات

في ظهيرة قائظة، طُرق الباب بقسوة، عكرت سكون ساعات القيلولة خرجت مهرولة وكلي أمل أن يكون الطارق هو زوجي (علي) جاء ليردني الى بيت الزوجية ويقول لي انه نادم على ما فعله بي حين هجرني أنا وابنيه منذ شهور عدة. كنت مستعدة لكي اصفح عنه، وأنسى كل الكلمات التي قالها لي حين اراد تطليقي، فقد كانت صدمتي به قاسية وهو الرجل الاوحد في حياتي وابن عمتي وصديق طفولتي.
حاولت بطبيعتي الفطرية أن ارضي زوجي وعائلته في آن واحد لكنني ضعت في زحمة مطالب العائلة والزوج معاً ولم يكن يقدر لي كل ما كنت افعله في سبيل كسب وده هو عائلته. وانا اعترف بالفشل في الموازنة بين تلك العلاقتين وأحسست بالندم يقتلني لأنني فرطت بزوجي فمالت كفة الميزان لصالح العائلة فكنت انا الخاسرة الاكبر.
كم تمنيت ان تعود الأيام مجدداً لأعطي لزوجي جل اهتمامي ولأمنحه حبي وحناني ولاعتذر له عن ذنب لم اقترفه! وحين أضع رأسي على وسادتي تتراقص الأسئلة أمامي فلا يسعفني في الإجابة عنها غير دموعي. فما الذي حدث وكيف خسرت زوجي؟ وكيف سأقضي العمر وحيدة ولم أكمل الربيع الثاني والعشرين من عمري؟ وكيف سأحتمل قسوة الحياة بدونه؟ وماذا اقول لابنتيّ حين تسألانني عنه ولماذا لا يعطيني فرصة أخرى لكي نبدأ من جديد؟
كانت كل آمالي معلقة على رجاء واحد فقد يعود يوماً إلى رشده ويندم على فعلته لكن الأيام كانت بدون بارقة امل ترى كيف ستكون الحال لو كنت انا التي طلبت الطلاق بحجة انني لا احبه وتركته هو وطفلتيه؟ فمن سيرحمني ومن يعطيني حقي بدءاً من الأهل وانتهاءاً بمجتمع لا يرحم يرى في المرأة عنصراً ضعيفاً, واجبه الاحتمال تحت أقسى الظروف ودون أن تشكو أو تتذمر فإذا خرجت عن خط الاحتمال فعند ذاك سوف تكال لها مئات التهم وأولها الانحراف عن الطريق الذي اختاروه هم لها.
المهم ان انتظاري ذاك كانت له نهاية حين طرق الباب بتلك القسوة  لم يكن الطارق زوجي (علي) بل موظف الاحوال الشخصية جاء ليسلمني ورقة الطلاق.

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 11-05-2010     عدد القراء :  2190       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced