تحالفات أم تقاسم السلطة والحفاظ على المكاسب الذاتية والحزبية والمذهبية
بقلم : جبار العراقي
العودة الى صفحة المقالات

كل المؤشرات والمعطيات تؤكد على أن هذا التحالف الجديد، بين ائتلاف دولة القانون الذي يصر على منصب رئاسة الوزراء رغم حصوله على المرتبة الثانية في الانتخابات البرلمانية التي أجريت في السابع من شهر آذار المنصرم، مع قائمة التحالف الوطني العراقي على أنه ائتلاف يكرس للتخندق الطائفي لا يختلف عن ائتلاف رقم ( 555 ) الذي تم من خلاله تقاسم السلطة والاستحواذ على جميع الوزارات والمؤسسات الحساسة والمهمة التي تحولت فيما بعد إلى أرض خصبة لممارسة الفساد الإداري والمالي وسرقة أموال الدولة والبنوك والتلاعب بقوت الشعب من خلال الحصص التموينية التي كان يمارسها وزير التجارة السابق المنتمي إلى حزب الدعوة فلاح السوداني الذي تمت تبرئته مؤخرا ( بقدرة قادر ) رغم كل الأدلة والإثباتات بتلاعبه بقوت الشعب، بأنه تحالف هش وسوف يكون عمره قصير كما كان التحالف السابق الذي خدمه قرار الحاكم العسكري لقوات الاحتلال ( بريمر ) في حينها والذي أعتمد على توزيع المناصب السيادية الثلاث، رئاسة الجمهورية، ورئاسة الوزراء والبرلمان توزيع طائفي وقومي، وكذلك ممارسات الترهيب والاغتيالات وحرق مقرات الأحزاب الوطنية ومنظمات المجتمع المدني في المناطق التي كانت تحت سيطرة مليشيات أحزاب الإسلام السياسي الطائفية خصوصا مدينة ( الثورة ) مدينة المعدمين والفقراء التي عانت الكثير من الويلات من قبل النظام الفاشي المقبور، ولا زالت تعاني حتى يومنا هذا ( فقدان جميع الاحتياجات المتعلقة بالأمور الصحية والتعليمية والترفيهية حالها حال الكثير من المناطق والمدن العراقية رغم استغلال ودغدغت الأحاسيس والمشاعر المذهبية والطائفية ولولا أصوات هؤلاء الفقراء والمعدمين التي تم استغلالها لما كانت هذه الأحزاب والشخصيات التي لا تفكر إلا بمصالحها الذاتية والحزبية متربعا على عرش السلطة تاركتا ورائها قوى الظلام والإرهاب والمليشيات المسلحة التي جعلت كل أيام العراق أيام دامية تمارس متى تشاء، وبكل حرية، طقوسها الإجرامية بحق الأبرياء من أبناء الشعب العراقي، خصوصا الإعمال الإرهابية والإجرامية التي نفذت بحق عمال معمل نسيج الحلة في محافظة ( بابل ) وكذلك التفجيرات الإرهابية في محافظة ( البصرة ) وعموم مناطق بغداد والتي أودت باستشهاد وجرح المئات من الأبرياء العزل، والذي يثير الدهشة والغرابة هنا تصريحات المسئولين في الدولة والحكومة بأن هذه الإعمال الإرهابية تستهدف العملية السياسية فقط، فأي عملية سياسية هذه الذي يكون المواطن العراقي الأعزل هو المستهدف الذي يدفع حياته ثمنا لها ... حقا أنها تصريحات مخزية أيها الذين تدعون ( السياسة ) فهل هذا هو رد جميلكم إلى هذه الشعب الذي تعرض طيلة خمسة وثلاثين عاما إلى أبشع أنواع أساليب القتل والتعذيب والتهجير والجوع والاضطهاد من قبل عصابات نظام البعث الفاشي المقبور.

ولآن وبعد مرور أكثر من شهرين على الانتخابات النيابية التي تم إجرائها في السابع من شهر آذار المنصرم والتي كانت، أيضا، تفتقد للنزاهة مثل سابقتها، يطل علينا مولود جديد محروس ( بسبع الدجيل وصاحب الزمان ) أسمه ( الاندماج ) فعلا خوش اندماج لمجموعة من الحلوين والمهندمين ينقصهم بس الصدق والصراحة والخجل لأنهم نفس الوجوه والأحزاب التي اعتمدت ولا زالت تعتمد على أسلوب المحاصصة الطائفية والقومية المقيتة وتوزيع ( البطانيات ) وشراء الذمم، نعم هذا هو المولود الطائفي الجديد ( الاندماج ) مولود مشوه الشكل والتكوين والمظهر الذي صرح قبل الانتخابات بأنه سوف يخرج من دائرة التخندق والاصطفاف الطائفي البغيض والابتعاد عن حمار المحاصصة المقيتة، لكن مثل ما كان معروف عنه لم يفي بوعوده هذه / بل العكس / راح يصر أكثر على هذا التخندق والنهج الطائفي، ولا يهتم ويفكر بما يتعرض له الشعب العراقي من دمار واضطهاد وقتل مجاني من قبل قوى الظلام المتمثلة بتنظيم القاعدة وعصابات البعث الفاشي المقبور، للأسف الشديد هذا هو الوجه الحقيقي لهذا التحالف الجديد ( الاندماج ) الذي لا يهتم إلا بالسلطة والحفاظ على المكاسب الذاتية والحزبية والمذهبية.


النمسا- فيينا

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 11-05-2010     عدد القراء :  2243       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced