ألا تحدث جرائم إرهابية ....ذلك هو الغريب!!
بقلم : تحسين المنذري
العودة الى صفحة المقالات

تحسين المنذري
كلما تحدث اختراقات أمنية في العراق ، يثير السياسيون والمراقبون على شتى أطيافهم، جملة من التساؤلات عن أسباب تلك الاعمال وعواملها والوسائل التي أتبعها الارهابيون في تنفيذ إجرامهم  ودور القوات الامنية في التصدي لمثل هذه الاعمال الجبانة وغير ذلك من الاسئلة والتوصيفات ، وكأن البلد يعيش في بحبوحة أمنية وكل هموم قادته توفير العيش الافضل لأبنائه وسعيهم الدؤوب لكل ما هو خيّر للوطن وشعبه ،هذا إذا ما أفترضنا إن هؤلاء المجرمين هم مجموعة معزولة عن الناس والحياة والعملية السياسية وكل شئ وليس لديهم سوى جحور يأوون إليها لترتيب اوضاعهم وثم العودة لتنفيذ جريمة ما بكثير من الحذر والريبة لكي لايقعوا في ايدي قوات الامن المدربة تدريبا عاليا وذات الكفاءة والمهنية الكبيرتين !! في حين إن الواقع يشير الى عكس ذلك ، فما من ارض أكثر خصوبة من أرض العراق لكي ينفـَذ فيها ويصول ويجول المجرمون والارهابيون بشتى مشاربهم واهوائهم ، فالقوات الامنية والتي يعـّول عليها في مثل هذه الحالات في التصدي للمجرمين ، هي ليست أكثر من قواتٍ نشأت على أسس غير وطنية تحكمها الولاءات الطائفية والانتماءات الحزبية حينا والعشائرية في حين أخر ، وإن أكثر منتسبيها دفع الرشى وحسب المنصب لكي ينال (شرف ) العمل الوظيفي هذا ، فلِمَ لا يقبض الرشى لتمرير أي شئ بلا أدنى مشاعر إنسانية أو وطنية ؟ وبالتالي فإن هذه القوات ستكون حتما غير مهنية وغير كفوءة  وليست من يُعـّول عليها للتصدي لهؤلاء المجرمين ، عدا هذا فإن الدولة العراقية فاقدة لهيبتها من خلال بنائها القائم على المحاصصة المقيتة وتشريعاتها الناقصة بدءا من الدستور وصولا الى حتى التعليمات التي تصدرها مؤسساتها المبنية هي أيضا على أسس الولاءات الضيقة غير الوطنية ، ولا تقدم الدولة بكل مؤسساتها الخدمات الاسياسية المطلوبة لأي مجتمع حتى وان كان ينتقل للتو من البداوة الى الحضارة ، بل إن مؤسسات الدولة بالعقليات التي تديرها تنتمي لعصر ماقبل النهضة الصناعية ، ولاتوجد منابر ترعاها الدولة لبث الوعي الحضاري والثقافة التنويرية ، بل العكس فإن الدولة ترعى من يبث سموم التفرقة والتخلف والسحر والشعوذة ، وفوق هذا وذاك يأتي الدور المشين الذي يلعبه رجالات الاحزاب المتنفذه في العملية السياسية من بحث مخزٍ عن المناصب والقيادات الحكومية في إعلان فاضح عن الرغبة في إمتلاك ألامتيازات والجاه والمال لاغير ، فلِمَ لا ينشط الارهابيون وينفذون ما يشاؤون من أعمال إجرامية خسيسة ؟.
وفي العودة الى ماحدث يوم الاثنين 10/5/2010من إجتياح مرعب للكثير من المرافق الحيوية والدور السكنية وبمناطق مختلفة من العراق ، فإن أبرز تساؤل يبرز هو ما الذي تغير وجعل الارهابين يتمكنون من فعل ما فعلوا ؟ هل تم تقليل القوات الامنية التي كانت تحرس تلك الاماكن التي أُستـُهدفت ؟ أم هل تم تغييرها ؟ أم هل تم تقليل السلاح الذي كان بعهدتها ؟ أم ماذا ؟ ولماذا حدث ماحدث في هذا الوقت بالذات ؟ ألم يستطع الارهابيون فعل ذلك قبل هذا الموعد ؟ وألا يستطيعوا فعله مرة أخرى في وقت اخر ؟ سأترك ألاجوبة على هذه الاسئلة لكني أريد أن أقول لماذا لم تكن ميليشيا الاحزاب المتنفذة في السلطة هي من قام بهذا ؟ من يبرؤها ؟ أليس في الوضع السياسي من الاستعصاءات والاتهامات المتبادلة ما يكفي ليستخدم السياسيون ميليشياتهم في تنفيذ تلك الجرائم ؟ سيما إذا عرفنا إن بعض من سياسيينا الاشاوس لا يمتلك من الذخيرة الفكرية أو العمل السياسي أو التاريخ القريب أو البعيد سوى إنهم جاءوا الى دفة السلطة وبعضهم الى المواقع البارزة في العملية السياسية فقط إنهم كانوا قادة أو رعاة لميليشيات مسلحة قتلت وأشاعت الرعب في أوساط مختلفة من أبناء شعبنا المكتوي اليوم بنار المحاصصين بعد ما سأم نار الدكتاتورية . وأليكم الامر يا أُولي الامر .

  كتب بتأريخ :  الخميس 13-05-2010     عدد القراء :  2153       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced