رؤية في عالم الذاكرة والباحث بتركيز عن وجود الاناس الذين ترغب بالتعامل معهم في مودة الانفعال الإنساني . إنها المهمة القاسية كي تبحث عن مفرداتهم الشعورية .. هكذا عشت شاعر طيب مستقيم يحمل انفعالات مدينته كأنه يحمل همومها ضمن قدرة .. لقد علمنا الكثير وأشعرنا بضرورة التناغم مع مدينة الحياة وكذلك استوعبنا من خلاله وجوب ان نحمل غاية الإبداع ..
كان رشيد مجيد شاعرا يهتم بالآهات المرئية غير المسبوقة في زواية الواقع والخيال .. يحل الصور الإنسانية المحلية بشرط تنعشه الذاكرة الممزقة من جراح وعذابات وحرمان قد عاشها هو وامتدت إلينا من خلال أنظمة جعلته يثور ونحن ندور ضمن حلقات الاضطهاد ..
ولد الشاعر رشيد مجيد عام 1922 .. دخل المدرسة المركزية الابتدائية وتخرج منها عام 1934 .. لم يتخرج من المرحلة الوسطية " المتوسطة " بسبب وضوح ذلك الشاب سياسيا فكان السجن نصيبه ولكي يشعر أصحاب " سومريون " مكانته وقد عفونة تلك الزنزانات حينها قال
نفذ الصبر دماء فثوري
ثورة الحقد في حنايا الصدور
وأنيري الطريق
وقد خطى من الدجى للنور
كان حينذاك يمتلك النبرة الثورية في أربعينات القرن الماضي حيث كتب بوضوح النبرة المضطهدة .. هو الذي يمتلك دوما اليقظة لرؤية أنفاس الناصرية وفراتها وقد كان الباحث دوما عن اللون الجديد الذي يشم رائحة الفرات . لقد كان يتعامل مع النهر بصوفية الشعر فينسار بهدوء إلى قلبه المجنون ليجعله يدرك التحول إلي "عقد الهوى" لكي يجد ذاته فمنذ الصباح يتفقد أقدام العشاق ورائحة عيون الجميلات وهو ينظر ويتداعى شعرا لتلك المدينة العاشقة ..
هو نبي تلك الأرصفة . هو أغنية ألتم لتلك الشوارع الناعسة التي لا تعرف غير جنوبيتها .. إن رشيد مجيد يبحث دوما في المدينة عن الإله التي تتوسد الشعر ولم ولن أفكر برشيد لغير شعره .. بل تحمل قصيدة وروح الملامسة الوجدانية المقدسة .. انه صاحب الرغبة في دفع دواوينه لكي يصبح جزء من المدينة فكان صاحب الرغبة الشعرية التي عاشرناها حتى أصبح جزء من ارث وثقافة انفعالاته التي تتزامن مع رقي ديمومة ذلك الإرث الذي سوف يحدثنا به وكان أولها " بوابة النسيان " ثم ديوان العودة إلى الطين ثم وجه بلا هوية وأخيرا لا كما تفترق الطرق وقد كان أخر مجساته الشعرية ديوان ثم يحترق النجم ولكن ..
انه مجموعة من رؤيا مشاعة ولتكن خطوتي التي أريد أن أتعايش بها مع شاعر المدينة انه ذلك الحالم الذي يحمل مخطوطاته الجريئة لازمنه قد فقدتها المدينة ستة عشر مخطوطا لديه لم تعرف تلك المخطوطات انسيابية النشر ماذا أفكر وبما يفكر بتلك المخطوطات رشيد مجيد أقولها أن تلك الرفوف لا تعرف كيف يتعامل الآخرون معها أنها الجمرات الجميلة التي نبحث عنها .. لاننا ولدنا بالفطرة كتبنا الشعر والقصة والمسرحية ولا يعرفنا الأخر إلا لحظة الموت لذلك اقول لان الأزمنة تسحقنا لكن ثرائهم نجومنا وهم يحملون القلوب الطيبة هذا ما أريد أن أقوله عنك يا رشيد وداعا ... وداعا ...
كتب بتأريخ : الخميس 10-06-2010
عدد القراء : 2441
عدد التعليقات : 0