النقد وسيلة بناء
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

اختلف الناس حول مفهوم هذه الكلمة فقد صنفها البعض الى قسمين اوجعلوا لها وجهين وجه ايجابي ووجه سلبي بل وجه مريح ومقبول ووجه مزعج و مرفوض وقد اطلقوا على النقد الاول بالنقد البناء وعلى الاخر بالنقد الهدام ولكن ماهوا المعيار الذى يمكننا ان نميز به بين النقد البناء والنقد الهدام 00 فقد اعتبر من يكون عرضة لهذا النقد ان الحديث الذى يثني عليه او على اعماله هو نقد بناء وعلى الكلام الذى يسيء اليه ويذكر اخطاءه ويسفه اراءه نقد هدام حتى لو كان كل ماذكر عنه صحيحا مائة بالمائة فتجده يثور ويتعصب ويعلنها حربا شعواء على من وجه النقد لذلك الشخص فليس هنا فاصل محدد بين النقد البناء والنقد الهدام كما يسمونه فقد يعتقد البعض ان النقد هو ذلك الكلام المليء بالشتم والذم والتقريع والتشنيع الموجه للمنتقد والحقيقة هو ان النقد هو كلام مهذب لايراد منه الاساءة بل عملية تقييم وايضاح حتى لو كانت بها اشارات الى اخطاء او عيوب في نتاج المنتقد فهو ليس اكثر من تنبيه وتوعية الى اماكن الزلل او الخطا حتى يكون بامكان من انتقد من تصحيح ذلك الخطأ ولكن ومع الاسف فقد اعتبر الجميع أي نقد مساس بشخص من يوجه له هذا النقد وخطر يهددمكانته وانتقاص بحقه فهوفي نظره دائما نقد هدام لذا فالانسان يرفض أي نقد00 وادعاءات الكثيرون بانهم يتقبلون النقد البناء امر غير صحيح فانهم يعتبرون أي نقد طعن بهم وانتقاص لكرامتهم او لقدراتهم فالانسان لايرضي بغير المديح ويعتبر كل مايقوم به هو عين الصحة فتراهم يظهرون انزعاجهم ورفضهم وعدم القبول باي راي يخالف رايهم ان كان لذاتهم اولما يقدمونه من انتاج او عمل ولكن سبحان من لايخطيء فالكمال لله (سبحانه) 00 فا لنرجسية حالة مرضية متاصلة ومتجذرة داخل كل نفس بشرية فمن المستحيل ان تجد انسان خاليا من هذه النرجسية التي تجعل الانسان يؤمن بان كل ما يفعله صحيح وكل ما يقدمه احسن ما يكون اذا من الذي يطرح الاف الانتاجات الادبية او الفنية الرديئة ومن الذي يسلك هذه المسالك الاجرامية التي يبررها بمختلف التبرريرات التي يقنع بها نفسه فقط وتثير اشمئزاز وغضب الجميع فلو ان الانسان حقا يرضى بالنقد حتى اللين والسلس والمدعم بالبراهين لانعدمت المشاكل او على الاقل قلت الى درجة كبيرة ولكن الا نسان لايؤمن الا بما يعتقده هو او ما يشحنه او يوهمه به الغير اما غير ذلك فهو يرعبه ويخيفه ويقف ضده فيصبح اسير ذلك الخوف ويتحرك في نطاق ذلك الرعب ويصبح ذلك بعد مدة عقدة تقض مضجعه وتصبح هذه العقدة جزء لايتجزأ من برمجة عقله وينقلب مثل هذا الشخص الى ناقد شرس لسواه بل قد يتحول هذا النقد لدى المنقود الى مواجهة عنيفة تجاه الاخرين فهويؤمن دائما انه هو الصح وما عداه هو الخطأ بعينه000 يستدل من هذا بانه ليس هناك نقد بناء بنظر الجميع حتى عند من يدعى الاعتراف بوجوده اذ يقف خصما عنيدا لكل من يتجرأ الى تو جيه النقد وعليه فقد اضحى النقد ذو وجه واحد على هذا الاساس هو النقد الهدام و هو الشعا ر الراسخ الوحيد لدى البشرية جمعاء والسبب في أ ثارة كل المشاكل االداخلية او الدوليه فكل ما نراه اليوم من جرائم وصراعات بل حتى الحروب التي تنشب بين الدول سببه النقد ورفض المنتقد لاى نقد شخصا كان او مجاميع او دول مما يثير هياجهم وغضبهم فتقوم قائمتهم ويعلنوها حربا لاتعنيهم نتائجها فهذه حال الدنيا بين قاتل ومقتول منذ ان ولد اولاد ادم وحواء 000!!

  كتب بتأريخ :  الأحد 15-08-2010     عدد القراء :  2467       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced