ألمراهقة
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

المراهقة وصف اطلق على مرحلة عمرية تعارفت عليها المجتمعات وهي السن التي تبلغ فيها الفتاة وينزل عندها الطمث وعند الفتيان تتكون الحيامن وينزل عنده السائل المنوي ففي هذه الفترة يتكامل الجسد بايولوجيا فتكتمل الانوثة وتنتفخ الثديين 0 فتنتقل هذه الفئات العمرية من مرحلة الطفولة الى فترة النضج البشري حيث تكون جميع الخصائص الانسانية الموروثة قد وضحت بكامل ظواهرها وفعالياتها من احاسيس ومشاعر وخاصة الجنسية فتتأجج العواطف بشكل متسارع وقوي وتتخذ الميول العاطفية خطا بيانيا مرتفعا الى القمة نتيجة لانتقال تلك الخصائص الوراثية الازلية الحياتية التي كانت السبب في بقاء الاحياء جيل بعد جيل منذ ملايين السنين وبطريق الاتصال المباشر بين الانثى والذكر 00فخلال معاشرة الرجل للمرأة تنتقل ملايين الحيامن فيلقح احدها بويضة المراة بعد اختراقها والاندماج بها فينقل معه الاف الخصائص البشرية الى بويضة المرأة فياتي الوليد وفيه الكثير من خصائص ابيه وبحسب قانون الوراثة المعروف كما تنتقل اليه بعض خصائص الام وبحسب نفس القانون وبهذه الصيغ تتكون طباع الانسان فتتوارثها الاجيال وتتحد سلوكيتهم وطباعهم وفق قوانين الوراثة ولايمكن ان يشذ عنها أي مخلوق على وجه الارض فهي من الثوابت الكونية المستمرة طالما بقيت البشرية حية على الكرة الارضية فالسلوك والتصرفات هي ظواهر لاارادية يمارسها الشخص عفويا وتلقائيا ولايستطيع التخلص منهامهما تغيرت الضروف وامتد الزمن وحتى آخر لحظات عمره وما يهمنا اليوم هو مرحلة معينة من عمر هذا الانسان ذكرا كان ام انثى وهي فترة المراهقة وقد حددها الكثير من العلماء بين سن البلوغ والثانية والعشرين من عمر الانسان ومع اني لا اتفق مع هذا التحديد واعتبر المراهقة سلوك بشري يبدأ منذ ولادة الشخص وتستمرحتى يلفظ انفاسه الاخيرة اخذا بنظر الاعتبار شدتها خلال فترة الشباب واعتدالها في الشيخوخة لكنها لن تفتر أو تختفي مهما امتدت السنون في عمر الانسان 00 فقد تبدأ خفيفة عند الولادة وتستمر بنمو تدريجي في الشدة حتى تصل سن البلوغ فتتاجج فجاة وبعنف فتظهر المراهق وتحوله الى شخص متمرد منطلقا فوضويا جامحا متسيبا بغير لجام فاقدا لارادته منقادا لعواطفه مثيرا لغضب محيطه ومجتمعه متجاهلا تقاليده واعرافه ومسببا لعائلته الكثير من الاحراجات والمتاعب بسبب موقف المحيط الرافض لجميع تصرفاته غير مدركين دوافع هذا المسلك الشاذ المرفوض بانه نتيجة هياج ذلك الوحش المنتفض داخل جسده والعاجز عن كبح جماحه فاقدا لقدرة السيطرة عليه 00 وهكذا تستمر الصراعات بين اندفاع الشباب الغير منضبط وبين قيود المجتمع وتقاليده وقد تنتهي بالزواج فيتخلص المراهق من ازماته ويتخلص المجتمع من مشاكساته ومغامراته أو يؤدي به هذا الصراع الى منزلقات ومشاكل نفسية عديدة أو يقع في مهاوي الانحرافات والسقوط الاخلاقي اوقد يقع في افخاخ الجريمة والمسؤولية القانونية بسبب جهل المجتمع لكيفية التعامل معه وفرض القيود الاجتماعية الخانقة التي تكون نتائجها عكس ما كان يرتجيه المجتمع من فرض كل تلك القيود المجحفة فان طلب المجتمعات من الشباب تاجيل النشاط العاطفي الى ما بعد الزواج طلبات غير منطقية لاتاخذ بنظر الاعتبار ان العواطف مشاعر لاارادية ليس بمستطاع الشاب أو الشابة كبحها فانها مفروضة عليهم وعلى المجتمعات ان تتعامل مع الشبان من هذا المنطلق وليس من منطلق الجبر والاكراه فانك لاتستطيع ان تطلب من المرء ان يتوقف عن التنفس أو يمتنع من شرب الماء فانه سيموت حتما فكانك تحكم عليه بالاعدام اوتطلب منه ان ينسلخ عن عواطفه حتى يقيض الله له فرصة الزواج التي قد تتأخر لربما اكثر من عشر سنوات وهي النيران في جسده تستعر فهل هذا هو منطق المجتمع وهل يستقيم هذا المنطق مع احوال المراهق ذكرا كان ام انثى والمثل يقول ( اقعد اعوج واحكي عدل )فيجب على الاعراف والتقاليد ان تكون منسجمة مع الواقع ( فان اردت ان تطاع فامر بما يستطاع ) وعليه فقد انتشرت الفضائح الجنسية التي تثير نقمة المجتمع مثل ظهور المخنثين من الشبان المثليين وتشبههم بالاناث بالملبس والمظهر نتيجة عوامل كثيرة واهمها الحرمان الجنسي الطبيعي واستمالتهم الى العالم الانثوي اضافة للناحية المالية الشحيحة التي تدفعهم للرذيلة في سبيل تحقيق طموحاتهم وتوفير حاجياتهم والتنفيس عن عواطفهم مع الجنس الاخر بسبب التقاليد والتشدد الديني أو وجودهم ضمن عوائل معدمة تدفعها الحاجة الى ممارسة الدعارة لكل افراد العائلة ذكورا واناثا اضافة لعوامل التفكك العائلي وعدم الانسجام بين الوالدينوكثرة النزاعاتواستمرارها 00 مما يؤدي الى غضب اجتماعي عارم قد يؤدي الى القتل وهذا ماحدث ويحدث في هذه الايام وما تعثر عليه اجهزة الامن من جثث مرمية على ارصفة الشوارع وفي الساحات العامة وكم من فتاة قتلت من قبل اهلها غسلا للعار بسبب انزلاقها في مهاوي الفساد الاخلاقي وقد يغيب عن الكثيرين حجم تلك الجرائم التي ترتكب بحق ا لالاف من الفتيات ولكن لم يعلن عنها بدافع الحفاظ على سمعة العائلة فتبقى مخفية لايكشف الا عن القليل منها للضروف الاجتماعية المتشددة ولكن التغطية عليها لايقلل من خطورتها وان لجوء المجتمعات الاسلامية المختلفة الى ظاهرة الزواجات المخترعة والمبتكرة كزواج المتعة والزواج العرفي وز واج المسيار والمؤانسة فانها زواجات عليها العديد من المأخذ لافتقارها الى الكثير من الفروض والطقوس الاجتماعية الواجب اتباعها فقد يكون ابتكارها هو حل لمشكلة العزوبة وتضييقا لهوة الانزلاق في الفساد الاخلاقي وحفضا لماء وجه العائلة المسلمة بتبسيط عملية الزواج وشرعنة المعاشرة الجنسية بطريق مقبول اجتماعي ولكن معظم هذه الزيجات لاتتصف بالديمومة فقد لاتستمر مثل هذه الزواجات الا ايام قليلة لايترتب عليها أي اثر قانوني وخالية من المراسيم العرفية المتبعة كالاشهار والتسجيل وغيرها ولربما تكون هذه الزواجات اقرب الى الزنا منها الى الزواج الشرعي الذي يكون وسيلة لتكوين العائلة وانجاب الاولاد وهذه الظاهرة في المجتمع الاسلامي مدعاة للمراجعة والمناقشة 00 وانها تعبر عن ازد واجية في الشخصية المسلمة وهذه الا زدواجية منتشرة خاصة في المجتمعات الشعبية الفقيرة وذات الكثافة السكانية المزدحمة فتجدهم من جانب مغالين في تشددهم وتعصبهم الديني ومن جانب اخر يجيزون مثل هذه الزواجات المشكوك في شرعيتها كما انها تتواجد في المجتمعات المتخلفة والمتشددة فقد انتشر الزواج العرفي في مصر وزواج المتعة في الطائفة الشيعية وزواج المسيار في اليمن وقد تكون هذه الزواجات قسرية في معظم الاحيان وجميعها تدور في فلك الغريزة الجنسية واطفاءا لنيرانها فاننا لا نجد مثل هذه الزيجات في الغرب لما يتمتع الفرد الاوربي من حرية في العلاقات العاطفية تكاد تكون مطلقة مما يجعله ليس بحاجة الى مثل هذه المخارج التي اوجدتها المجتمعات المنغلقة والمحافظة التي اضطرت لايجاد هذه المنافذ للحد من ظاهرة الفساد والتسيب الاخلاقي وهي على اية حال امر مجبرون عليه00
ولكن ومع كل هذه المخارج التي اوجدها المجتمع الاسلامي فلا زال هناك العديد من الشرائح الشبابية تعاني ازمات الكبت الجنسي نتيجة القيود التعسفية التي يفرضها الاباء على اولادهم تمسكا بالوازع الديني أو بالقيود الاجتماعية من تقاليد واعراف تجعلهم اسراها فيعكسونها على ابنائهم بصورة فوقية متجبرة متجاهلين مشاعر ابنائهم بعيدين عنهم واضعين الحواجز فيما بينهم معتمدين على سلطتهم الابوية في فرض ارادتهم واخضاعهم وارغامهم على التقيد بما تقتضيه الاعراف السائدة والتقاليد في مجتمعاتهم دون النظر الى مشاعر واحاسيس ابنائهم وكانهم مجرد د مى أو احجار شطرنج يحركونها بمشيئتهم وكيف ما يريدون جاهلين لما لقوة الغريزة من سلطان هائل على الكيان البشري خاصة في سن البلوغ وهو اخطر السنين في عمر الانسان فان هؤلاء الاباء قد يعتبرون مجرد التفكير بمثل هذه الامور امر محرم ومشين ولم يلتفتوا لانفسهم عندما يمارسون هذا العمل الذي يصفونه بالشائن والمعيب في كل ليلة ولربما معتقدين بان الغريزة لاتدخل جسم الانسان الا ليلة الدخلة وعند الزواج فقط 00
وللاسف الشديد مثل هذه النظرة عند الاباء شاملة وعامة ومسيطرة عليهم سيطرة كاملة ليس باستطاعتهم انتزاعها والتخلص منها بل قد اضحت جزء لايتجزا من ثقافاتهم وعقدهم النفسية معتقدين بان تحريمها هو نوع من الادب والاخلاق الحميدة والحشمة والتدين ولكن للاسف فهم واهمون بل عليهم ان يجدوا المتنفس المنطقي والمعقول لازاحة هذا الكبت القاتل الذي يعاني منه الشباب بايجاد وسائل متحضرة ومنتظمة لازالة هذا الغبن والحيف الذي فرضه الاباء على اولادهم بتشجيعهم على الزواج المبكر وتوفير المناخات الملائمة لذلك من اموال ومكان سكن وعلى الحكومة ومؤسسات المجتمع المدني ان تلعب دورا مهما في تحقيق ما يتطلبه انقاذ الشباب من هاوية الانزلاق في مهاوي الرذيلة فيندمون يوم لاينفع الندم 00 فان الضغط والحجر على البنات والبنين لايقوم الاخلاق وينشر الفضيلة فضغط الغريزة اقوى من كل الاعراف والتقاليد أو حتى القوانين التي كثيرا ما تضرب عرض الحائط فيتمرد عليها الشباب ويفعلوا ما تمليه عليهم اجسادهم وليس ما يمليه عليهم الوالدان أو المجتمع والمحاكم خير شاهد على ذلك00
ولم تعد ازدواجية الشخصية التي يمارسها الاباء تنطلي على الابناء وهم يشاهدون ابائهم يحتضنون امهاتهم ليلا لياتوا في الصباح ويتحدثوا معهم برجس المعاشرة وخستها وضعتها ودنسها وان جميع عظات وارشادات ونصائح الدنيا سوف لن تثني الشباب عن نداء العواطف وان للمراهقة وضع خاص يجب مراعاته والاهتمام به وتلبية متطلباته وعدم اغفاله والتغاضي عنه فهو حق مشروع لايحق للوالدين استلابه والا سوف يغرق المجتمع بالفضائح والانزلاقات الاخلاقية أو الشذوذ المتطرف والارتباطات الغير منتظمة والتي يكون معظمها ناتج عن الحرمان القسري التي يفرضها المجتمع عليه والامثلة والشواهد كثيرة لاتعد ولاتحصى وجميعها تندرج في خانة ممارسة المعاشرات مع اشخاص لايثيرون الشبهات كارتباط الفتيات المراهقات مع شيوخ كبار السن أو ارتباط الشبان بالارامل من النساء أو ارتباط الفتيات مع بعضهن بمعاشرات سحاقية أو ظاهر ة المخنثين الذين يتعاطون اللواطة اضافة الى ما ذكرناه من زواجات المتعة والعرفي والمسيار وكلها افعال لاتناسب المجتمع الاسلامي المحافظ كما ان ظاهرة احلام اليقضة التي اضحت سمة ملاصقة للمراهقين ينعمو ن بتلك الخيالات التي يحققون مايطمحون به من علاقات عاطفية مع الجنس الاخر بتصورات ورؤى لاوجود لها على ارض الواقع لتحريمها عليهم ووجود القيود التي تفصل وتبعد كل طرف عن الاخر فلم يعد لهم سبيل للالتقاء سوى بالوهم الذي يرسمونه هم انفسهم في مخيلتهم أو مايشاهدونه خلال نومهم من احلام تعبر عن ذلك الكبت القاتل في داخلهم 00
ان مثل هذه الامور لاوجود لها في المجتمعات الاوربية بسبب الحريات الواسعة الممنوحة للمراهقين فلربما تنعدم لديهم احلام اليقضة من هذه الناحية وقد تاخذ منحا اخر فقد تتجه احلامهم للحصول على المراكز الوظيفية أو بامتلاكهم الاموال الطائلة فالشرقي خاصة المسلم يختلف حتى في احلامه عن الغربي اضافة لاختلافه في معتقداته واسلوب حياته وهذا امر طبيعي وليس هناك من يدعو ان يتشبه الشرقي المسلم بالغربي فلكل عاداته وتقاليده كما ان الضغط القاتل والتشدد المبالغ فيه غير مبرر فعلى المجتمعات الشرقية ان توجد المتنفسات والمنافذ التي تمكن المراهقين من بعثرة وتشتيت هذه الطاقات الهائلة المتأججة في دواخل الشباب باشياء مفيدة كالنوادي والجمعيات واماكن اللهو والمكتبات والتخفيف من هذا الغلو في الفصل بين الذكور والاناث وان نزيل هذه النظرة الدونية للمرأة التي اخترقت كل مجالات العمل الذكورية فاضحت الطبيبة والمهندسة والمحامية كما لم تكن المرأة عورة ممنوعة من الظهور حتى في زمن الرسول الكريم والنستذكر خولة والخنساء وغيرهن من نساء العرب والمسلمين اللواتي برزن وواكبنا الرجل في جميع مناحي حياته ولم يحجرن في زوايا النسيا ن وطي الكتمان ولم يقل احد الصحابة عن اخت صديقه ( اختك البقرة ) ولم يرضى احد هم ان تكون امه أو اخته بقرة والا كان هو (0000 ) فهل يرضى ذلك لنفسه 00 فاليضع العقلاء حلولا منطقية وواقعية لهذه الملايين من المراهقين وهم الجيل الصاعد الذي سوف يبنى على اكتافهم البلد ونحاول ان ننتشلهم من هذا التخبط الذي يعيشونه من حالة التشدد في اقصى اليمين الى حالة الانفلات في اقصى اليسارحيث نرى العديد من الشبان من انزوى في زوايا المساجد في حالة من التشدد الديني المتطرف ورمى نفسه في اخطبوط الخرافات الخارجة عن تعاليم الدين الحقيقية وتمسك بتلابيب المظاهر المغلقة والمقفلة بالامتناع عن كل ما يتعلق في نشاطات الحياة الاعتيادية وتقوقع على نفسه وبشكل ملفت للنظر فيطيل اللحا ويلبس العرقجين ويرتدي الالبسة البيضاء ويبالغ في مظاهر التعبد ويمارس العنف حتى مع المعتدلين ويتهمهم بالردة والكفر ويصبح اسير ايحاءات وتلقينات وتوجيهات عجيبة غريبة لايمكن ان تجيزها الاديان كالسماح بتعاطي المخدرات أو الاقتصار على العبادة وترك الاعمال الارتزاقية والد روشة واهمال النفس 0 اما الاناث المراهقات فانهن يوغلن في التحجب ويكثفن من اغطية الرأس حتى لا تكاد ترى سوى عيون تتلالا من تحت البراقع السوداء والثوب الاسود الذي يظهرهن اشباحا تتحرك 0 فتحاول المراهقة اعطاء الانطباع عن حالة الزهد والطهارة والايمان وخلو النفس من احاسيس الرجس والدنس والشهوات 0 وتكثر من الصلوات وتصوم اكثر الايام وتأم المساجد تحاول حبس الشياطين وتقييدها واخماد الحرائق المشتعلة داخل جسدها فهم في صراع مستمر لايكل ولا يهدأ ومهما طال الزمن فتجدهم يخسرون المعركة وتنتصر الشياطين فكثيرا ما قذفت تلك المحجبات باقنعتهن واستسلموا لنداء غرائزهن بشتى الصور وفي مختلف الاحوال فيوظفون الخلوات والزوايا المظلمة فينكشف الحجاب وينزلق النقاب وتنتشر رائحة الفضائح وتثور ثائرة النشامى وقد تفضي الى العديد من المآسي كم اريق من دماء المحصنات في العديد من البلدان التي عرفت بالتشدد المبالغ به 0 فالضغط يولد الانفجار فيجب ان يعي عقلائنا هذه الامور وينتبهوا الى انسانية بناتهم ويراعوا مشاعرهم بما يحقق العدل والتوفيق بين الاعراف والتقاليد وعقائدنا السمحاء التي ترفض الظلم فتخلق التوازن في مشاعر ابنائهم المراهقين ويزيح من فوق رؤوسهم هذا السيف الظالم فالوسطية مطلوبة في كل شيء فلا يجب ان نسكت عن الشرائح الاخرى المنفلتة التي تنشأ كردة فعل للتشدد المدمر فتجد وداخل نفس هذه المجتمعات صور الانفلات الاخلاقي والتسيب وتجد الدعارة تغزو العديد من البيوت وتحت اسقف وجدران مغلقة وقد تجد البعض من بنات المتشددين يتمردون على ابائهم ليغرقوا في وحول الفسق والفجور وتحت مظلة ذلك الاب الظالم الذي يتمشدق في كبت انفاس بناته والمثل يقول ( اذا اردت ان تطاع فأمر بما يستطاع ) فلا يجب ان يطلب الاب من ابنائه اكثر مما يتحملون والا خرجوا عن طوعه وضربوا اوامره عرض الحائط فللمراهقة حقوقها واستحقاقاتها كما للزمان والمكان ضروفه والانسان حبيس كل هذه الامور فما كان قبل خمسون سنة لايمكن ان يكون في هذا اليوم وما هو في الشرق ليس كما هو في الغرب وما هو في اجسادنا لايمكن ان نتغافل عنه واذا اردنا ان نمنع شيء فعلينا ان نمتنع نحن اولا عنه فاذا قلنا لولدنا لاتدخن فيجب ان نمتنع نحن اولا عن التدخين وما يكون حراما على غيرنا هو بالتأكيد حرام علينا وليس من العدل ان نجيز لانفسنا ما نحرمه على الاخرين والا تزعزعت الثقة بين الاباء وابنائهم وبالتالي يجعل الابناء يتصرفون بخفية وخارج انظارورقابة الوالدين فنجد المراهقين يفعلون المصائب خارج بيوتهم وفي النوادي والحدائق ولربما خلف اسوار مغلقة فيقع المحذور فالمراهق تحت وطأة غريزته يكون بامكانه ان يختلق العشرات من الحيل والاعذار للتمويه على اهله وخداعهم كي يمارس علاقاته المتنوعة للتخفيف عن ما يعانيه من ضغوط جسدية ونفسية والقصص كثيرة لا تعد ولا تحصى كما نتجت عن هذه الضغوط فوضى اخلاقية مؤسفة فقد اتجهت المراهقات الى التعلق بكل من يستطيعون الوصول اليه فيستسلموا بعواطفهم اليه فتجد التلميذة تتعلق بمدرستها بحب عنيف متمثلة بها فارس احلامها وقد تتعلق بوالد صديقتها وتجد فيه حبها المحرم اضافة للشبان من الاقارب مما تتمكن من الجلوس معهم والتحدث اليهم فهي تستغل اية فرصة تمكنها من الاجتماع بالرجال فان لم تستطع انحرفت الى مثيلاتها من بنات جنسها وهذه كلها انحرافات غير طبيعية لكنها على اية حال منافذ للتنفيس ومهما يصيب المراهق والمراهقة فالمجتمع هو المسؤول الاول والاخير عن كل معانات المراهقين وعلى الكبار ان يلتفتوا الى خطورة ضغوطهم وانعدام رعايتهم والتعامل معهم بهذه النظرة الفوقية التي لازال الكبار يمارسوها ولربما يكون المستقبل اكثر اشراقا وتحسنا بالنسبة للمراهقين 000!!!

  كتب بتأريخ :  الأحد 15-08-2010     عدد القراء :  2412       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced