دور المنظمات وحقوق المراة
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

ان دور المنظمات لايكفي ان ينحصر في الظواهر السطحية لمعاناة المراة ومشاكلها بل عليها ان تغور في دواخلها وتتفهم مشاعرها واحاسيسها والاسباب الدفينة التي تعاني منها حقيقة لاتلك التي تطفو على السطح وقد لاتعبر في كثير من الاحيان عن حقيقة معاناتها وهذا الامر يحتاج الى شجاعة وجراة متناهية لما يحيط حياة هذه الانسانة من قيود وضغوط وحواجز هي اكثر صرامة من اسوار السجون واشد قسوة من سيف الجلاد 00 لذا فهي بحاجة لوضع الاسس السليمة او كما يطلق عليها في هذه الايام بالاستراتيجية المحكمة والصريحة والقوية التي توازي هذه الحواجز والموانع المشيدة امام حرية المراة وهذه الاسوار العالية التي تحجب عنها النور 00 فطرح الشعارات وحدها وتقنين المباديء لاتفيد كذلك التشخيص لكل هذه العلل والمشاكل وبشكل غامض وخجول تلفه الضبابية ويعمه التعميم 00 وتغطيته والتعتيم عليه مجاراة للشعائر والقيم والاعراف او تأجيل البحث فيها وتدويرها الى ازمنة اخرى املا في تغير الضروف وتبدل الاوضاع فسوف نقع بنفس المطب التي تقع به الحكومات والبرلمانات عندما تؤجل معالجة الامور ووضعها على الطاولة فتزداد تعقيدا وتتضخم وتنتفخ كنفاخات الاطفال عندما يستمرون بنفخها واذا بها تنفجر فبدلا من رغبتهم بالحصول على نفاخة كبيرة يلعبون بها يخسرونها تماما 00 فالمشاكل لاتحتمل التأجيل كما لاتحتمل التأويل بل علينا مواجهتها بكل صراحة وجرأة وشجاعة وكفى جبنا فرحم الله نزيهة الدليمي وصديقاتها اللواتي تعاونت معها من المناضلات اللواتي تحملن اعباء ومضايقات كثيرة في حينها و اللواتي ادين دورا عظيما في الخمسينات وحتى بعد ثورة 14 تموزكذلك ما قدمته الجمعيات الاخرى التي تواجدت في بداية الخمسينات من القرن الماضي كجمعية مكافحة العلل الاجتماعية والاتحاد النسائي العراقي مع كل المأخذ التي اتهمت بها و الذي تراستها اسيا توفيق وهبي فعلى المنظمات النسائية اليوم ان تأخذ على الاقل نفس منحى تلك المنظمات العتيدات وتقف في وجه التخلف والخرافات وتنتشل المراة من هذا الحضيض الذي سقطت فيه للاسف الشديد بشتى الحجج والذرائع التي ما انزل الله بها من سلطان 00وعلى الاقل عليها ان تساير بعض القنواة الفضائية الجريئة وتعرض مشاكل المراة على الهواء دون استحياء متحدية كل اصوات الرجعية فعهدي بمنظمتكم منظمة تقدمية كما عرفتها منذ اكثرمن خمسين سنة وان تشخصوا الداء وتبحثوا عن العلاج فتشخيص دون علاج ايضا لاقيمة له ومعظم العلاج يقوم على تغيير المفاهيم بما يواكب التطور العلمي والحضاري الذي تعيشه الدول المتحضرة بما يضفي الى حياة اجتماعية تحضى فيها المراة بابسط حقوقها في الحياة التي تحفظ كرامتها ولاتبقيها اشباحا تسير وتتجول في الشوارع او سجينة داخل الاسوار 00 اما التمسك بالشعارات فقط فسوف يبقي الحال على ماهو عليه فماذا افادت الشعارات هذا الشعب فقد شبع شعارات ولم يقبض شيئا فهي تفيد اصحاب المصالح ولكن من يريد ان يعمل بصدق فعمله الحقيقي هو خير شعار يدل عليه وهو النضال الحقيقي في سبيل المرأة 00 فعلى الرابطة ان تبدأ بدراسة وبحث المشاكل النسوية الدفينة والخفية والتي تتأجج داخل كيانها وقد لاتستطيع البوح بها بفعل الاوضاع النفسية الضاغطة نتيجة معيشتها داخل نظامنا الاجتماعي المنغلق فتبقى كابتة احاسيسها ومشاعرها حتى تذهب الى حتفها وتدفن في قبرها وتدفن معها كل اسرارها 00 وقد يمكن تقسيم مشاكل المرأة بحسب شرائحها فلكل شريحة من الشرائح النسوية مشكلة تختلف عن الشريحة الاخرى 00
1- نساء بلا ازواج – وتشمل الفتيات المراهقات والعوانس والارامل والمطلقات
2- المتزوجات ولازلن تحت عصمة ازواجهن وهذه الشريحة لها مشاكل تختلف عن الشريحة السابقة
فعلى الرابطة ان تدرس اوضاع كل شريحة بشكل منفصل وتبحث في مشكلاتها وتخترق كل الحواجز كي تدخل الى اعماقها فالمعاجة السطحية غير مجدية وطريقة النصح والارشاد قد عفى عليها الزمن وثبت فشلها 00
وسوف احاول ان ابدأ بطرح مشاكل كل شريحة على حدى وبعض الحلول الممكنة التي اراها مجدية من وجهة نظري واترك لرابطتكم الموقرة العمل الجاد 00
فلكل شريحة من هذه النسوة مشاكلها 0فالمراهقة الصغيرة لها مشاكل يجب بحثها والخوض فيها ومعالجتها باسلوب حضاري بلا تزمت او تشدد او اغفال 00 ثم علينا ان لاننسى موضوع العوانس اللواتي تزايدت اعدادهن في هذه الايام بشكل مذهل واللواتي فاتهن القطار وبلغن محطة اليأس المرعبة 00 فالزواج هدف كل امرأة وغاية مستقبلها ومنتهى مصيرها خاصة في مجتمعنا المحافظ فان لم تحضى بفرصتها لربما تنزلق في ازمة لايعلم نتائجها الا الله 00
كذلك يجب ان نبحث في قضية الارامل وكيف يجب ان نساعدهم في تجاوز محنهم والاعباء التي قد تقع على عاتقهم نتيجة فقدان ازواجهن وما يكون قد تركوه لهن من اثقال مالية ومعيشية وتربوية وهن خاويات من الضمان الاجتماعي الحقيقي الذي يكفيهم لادامة الحياة00 وليست هذه الاموال التي تخصصها الحكومة الرمزية التي هي اعلامية اكثر منها معالجات واقعية لمشكلاتهن 00 اما المطلقات فحدث ولاحرج فقد ملان المحاكم بمعضلاتهن ولايعرف من المقصر ومن الضحية 00 فان كانت العانسات والمراهقات محصنات بعذريتهن وهي ايضا موضع بحث ونقاش فكيف الحال بالمطلقات والارامل 00 كل هذه الامور هي مايجب ان تكون الشغل الشاغل للرابطة وليس الندوات والمؤتمرات وعقد الاجتماعات فهي ذر الرماد على العيون 00 اخترقوا المشاكل وغوروا في الدهاليز اذا كنتم حقيقة تريدون المعالجة وانقاذ نصف البشر وما خفي فهو اعظم 000 !!!

  كتب بتأريخ :  الأحد 15-08-2010     عدد القراء :  2091       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced