الحركة النسوية في العراق
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

في الخمسينات من القرن الماضي وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية بدأ النشاط النسوي بالتحرك خاصة في بغداد واتخذ في سبيل ذلك مسارين  مسار غربي لبرالي  دعمته الادارة الامريكية ومساراشتراكي دعمه الاتحاد السوفييتي 00 فقد اخذت كل من هاتين الدولتين اللتين انتصرتا في الحرب على دول المحور تحاول تثبيت مكانتها وازاحة الطرف الاخر وتفشيل واحباط محاولاته وبالطبع كان لابد للطرفين ان يجدا الوسائل الفعالة لحقيق ما يصبو اليه 00 فقد عمدت الولايات المتحد ة الى المال كوسيلة فعالة في جلب المؤيدين والمناصرين لها لتثبيت اقدامهافي المنطقة بما كانت لازالت تمتلكه من خزين استراتيجي كبير من الموارد والاموال فقد ضلت محتفضة بقدراتها المالية فقد دخلت الحرب في وقت متأخر كما كانت بعيدة عن ساحة تلك الحرب الطاحنة التي ادت الى افلاس العديد من الدول الاوربية واضعفتها مما شجع الادارة الامريكية ان تزج بانفها في معظم المناطق بانحاء العالم خاصة منطقة الشرق الاوسط الغنية بالنفط وقد كان من ضمن ما اتبعته من اليات للوصول الى هدفها هو تنشيط الحركة النسوية ودعمها بالاموال التي كانت وفيرة لديها كاسلوب اعتقدته فعالا لترسيخ اقدامها في هذه المنطقة بينما اعتمد  الاتحاد السوفييتي الذي كان هو الاخر يريد الهيمنة على هذه المنطقة لاهداف عدة بالاضافة الى النفط الذي كان يملك منه في باكو ما يسد معظم حاجاته انذاك غير انه كانت له اهداف سياسية للسيطرة على البلدان والهيمنة على العالم  بما طرحة من افكار اممية لاتنحسر ضمن نطاق حدوده  ولربما لكي يكون بديلا عن ما كان يهدف اليه هتلر والذي ادت الى اشعال نار الحرب وخسارته فيها وكانت الالية التي اعتمدها الاتحاد السوفييتي في الحقيقة تختلف اختلافا جذريا عن تلك الالية التي اتبعتها الولايات المتحد لتحقيق مأربها فقد اعتمد الدعاية وطرح الشعارات ودغدغة المشاعر واستغلال المعاناة والاوضاع المزرية التي كانت تعيشها المنطقة فاتجه الى الشرائح المسحوقة التي كان يعلم بانها تمثل الشريحة الاكبر بين شعوب هذه الساحة الفسيحة  بينما اعتمدت الولايات المتحدة على الهيئات الحاكمة والمتنفذة من وجهاء البلد وشيوخها و الشرائح المثقفة البرجوازية فيها معتقدة بان المجتمع العراقي مجتمع عشائري تكون الكلمة فيه للقادة والرئساء في هذا البلد من شيوخ وسراكيل والذين استطاعوا ان يهيمنوا على السلطة منذ تأسيس الحكم الوطني فيه اضافة للعسكريين الذين كان بالطبع لهم الفضل في انشاء وتأسيس الحكم الوطني فيه وقد ادى هذا التصارع بين هاتين القوتين الى انقسام في جميع مفاصل الحياة في العراق ومن ضمن ما شمله هذا الانقسام هي التنظيمات السياسية والاحزاب وغيرها من الحركات الاجتماعية والفعاليات الانسانية التي برزت انذاك 00 وبدأ كل فريق ينشط في المحيط الذي يجده ملائما للتغلغل فيه 00 ولكنه في الحقيقة لم يبدأ من الصفر فقد كان لتشكيل الحكم الوطني في العشرينات من القرن الماضي اثره في ظهور العديد من الحركات المناوئة له والتي شعرت بانها قد غبنت في اسهامها في هذا الحكم الذي شكلته الادارة البريطانية وفق مزاجها معتمدة على بعض المعطيات والمشاكل والنزاعات التي حدثت بين مختلف الشرائح المتواجدة داخل العراق والتي لم تكن على قدر من الانسجام والرضا الذي الت اليه الامور بعد معاهدة سيفر وتقسيم الامبراطورية العثمانية فيما بين الحلفاء المنتصرين فقد خاب ظن الكثيرون مما كانوا يتوقعون غير ما حدث وسارت السفينة على غير هوى السفان ولكن ما قرره الحلفاء هو ما ثبت على ارض الواقع 00 وبدأت الشرائح العراقية تنشط كل في مجال اعتقدت بانه الطريق الذي سيمكنها من تعديل الامور وتغيير الاوضاع 00 ولكن كان لابد لها ان تتحرك باغطية ولبوس لايكشف حقيقة نواياه واهدافها الدفينة مستغلة جهل الشعب وانسحاقه من جانب والضغط النفسي الذي عاشته تحت ظل الحكم العثماني الديني المتشدد 00 وكان للحركة النسوية مساهمتها بالطبع في معمعة هذا الميدان المتصارع فبدأت البذرات الاولى بتكوين كيانات خجولة متواضعة تتحرك ببطىء شديد داخل ما كان عليه المجتمع العراقي من تخلف ثقافي ومحرومية كبيرة وتحفظ متزمت فظيع 00,وبناء على ذلك فقد اخذت العديد من الجمعيات تتشكل بعد انهيار الحكم العثماني ولكن معظمها كانت تقتصر على الرجال فقط ولم تستطع المراة ان تأخذ مكانها في تلك الجمعيات فقد كانت مخفية خلف تلك الجدران السميكة التي طوقها بها الحكم العثماني المحافظ الذي نقل امارة المسلمين اليه فضيق على المراة الى درجة حرمها من جميع حقوقها وجعلها فقط متاع للرجل داخل بيته فازاح من الحياة نصف البشر وبقي الحال على هذا المنوال حتى بعد تاسيس الحكم الوطني حيث استفرد الرجل لوحده بجميع النشاطات الاجتماعية بمعزل عن المراة ولم تستطع المراة انذاك ان تجد لها صوتا إلا صوت امراة واحدة استطاعت ان تشترك سنة 1931 بجمعية دينية اسمها جمعية المؤتمر الاسلامي هي السيدة ماجدة القرغولي وقد كان هدف تلك الجمعية التصدي للحركات التبشيرية التي اخذت تغزو العراق بصور واشكال مختلفة اما بقية الجمعيات العراقية التي اسسها العراقيون فقد غابت عنها المراة  ولم يفسح لها المجال بالعمل مع اولاءك المؤسسين من الرجال غير انه وبنفس الوقت فقد نشطت العديد من المؤسسات الاجنبية التي استطاعت ان تتغلغل تحت اغطية وتسميات مختلفة ان تخترق المجتمع العراقي وتؤسس جمعيات نسوية خالصة او انها شاركت النساء في بعض منها كالجمعيات التالية 00

اسم الجمعية                                          سنة التأسيس

جمعية الدونميكان                                        1931

جمعية اسعاف المرضى                                  1934

نادي البنات البغدادي                                  1930

حبرا قديشا للمسيحيين                                  1929

جمعية خريجات دار المعلمات                          1930

جمعية خريجات الاليانس ( جمعية اسرائيلية )        1926

جمعية الخيرية السريانية                              1927

راهبات القديسة كاترين                                1935

جمعية زانتزي كوردان                                1934

جمعية الرحمة الكلدانية                                  1932

جمعية الشبيبة الارمنية                                1927

سيدة النجاة السريانية                                  1934

جمعية خريجي الجامعة الامريكية                    1935

نادي العلوية                                          1930

جمعية الهندية                                          1922

جمعية بيوت الامة ( التي رعتها الملكة )            1935

جمعية كويسنجق ( كردية )                          1933

جمعية العلم والمعرفة ( كردية )                      1934

وغيرها مما لايسع المجال لذكرها الان وشرح تفاصيل عنها 00 وسيأتي تفصيل ذلك في المقال التالي عندما اتحدث عن الجمعيات النسائية في العهد الملكي حتى قيام ثورة 14 تموز سنة 1958 وللحديث صلة

  كتب بتأريخ :  الأحد 22-08-2010     عدد القراء :  3679       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced