ذات الخمار
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

هل المرأة عورة –– لقد اقرت بذلك بنفسها وبصمت بالعشرة بانها عورة والدليل ما نراها اليوم ملفوفة من قمة رأسها حتى اخمص قدميها بهذا السواد الحالك من الحجاب والبرقع بل لقد اكدت ذلك واعلنت ولازالت تعلن بكونها عورة من جميع منابر وسائل الاعلام المختلفة خاصة القنوات الفضائية التي تظهرها في الندوات  وهي مبرقعة الرأس مخفية حتى اصابعها باكف من القماش وهي تتحدث الى جانب الرجال وعلى نفس مائدتهم وهي راضية مرضية على اعلى درجات الراحة كما نرى غيرها في اماكن اخرى من النساء من لايظهر منهن سوى فتحات العيون السود واخريات يسرن بالشوارع مجرد اشباح تتحرك 00 كل هذا يؤيد كونها عورة لاننا نعلم ومن قديم الزمان وحتى في الحياة البدائية للبشر انه كان يغطي عورته بورق التوت لانها عورة يجب اخفائها عن الناظرين وحتى اليوم وفي جميع اصقاع العالم تجد الناس تغطي عوراتهم بشكل عام 00 فاذا لايغطى ويخفى عن الانظار سوى العورات من اجساد البشر وبما ان المراة تغطي جميع جسدها بلفافات الاقمشة فهي اذا بكل مافيها فهي عورة ومع ذلك فهذه العورة تزيح كل ما عليها في فراش زوجها فتتحول العورة الى شيء مباح 00 ولكنها سرعان ماتعود عورة في الصباح  (عندما تسكت شهرزاد عن الكلام المباح )00وكل ما تقدم قد يكون مقنعا ومقبول ولكن ان تتمسك به المراة وتعلن قبولها وموافقتها عليه وتدافع عن تحجبها وتخفيها خلف هذه اللفافات المقفلة  امر يثير  العجب و الاستغراب والاعجب من ذلك ان يصدر من العديد من المثقفات اللواتي قد حصلنا على شهادات عالية وتبوأن مناصب وظيفية رفيعة في الدولة وجلسن على مقاعد البرلمان  بحجة التدين والتقيد بالنظم الاجتماعية السائدة التي تفرض عليهن هذا الحجاب 00 فان كن ملتزمات بكل هذه القيود فكيف تحضر اذا هذه النسوة الندوات التلفزيونية وتجلس جنبا الى جنب بجوار الرجل الذي تتحجب منه اليس هذا تناقض وافتراء وكيف تمتهن مهنة المحاماة وتتوكل عن الرجال وتمارس مهنة الطب وقد تقتضي مهنتها معالجة العديد من المرضى الرجال وكيف تسنى لها ان تكون مهندسة وتشارك الرجل في كل المشاريع وفي جميع الامكنة وهي بنفس الوقت تدافع عن هذا البرقع الذي تضعه فوق جسدها وتستسلم باختفائها داخله وترضى بهذه المهانة مما يؤكد كونهن قاصرات عقل ودين وكيف تعتبر هذه اللفافة مظهر من مظاهر الحشمة وفرض من فروض الدين الم يقران ويسمعن بالخنساء والزباء ملكة تدمر وبلقيس صاحبة عرش سليمان وغيرهن من نساء العرب المسلمين وغير المسلمين اللواتي كن يشاركن الرجال في كل الحروب والغزوات وهل كن يلففن اجسادهن بهذه اللفافات اثناء اداء مهماتهن ؟؟ وحتى زوجة الرسول محمد الم تكن تمارس التجارة وترسل الرسول في اعمالها التجارية هل كانت تؤدي كل ذلك من خلف الخمار والجدران الحصينة 00 فالشريفة تبقى شريفة لو اطلقتها بين الاف الرجال وعلى العكس فالمستهترة سوف لن تستطيع ان  تحميها من خطاياها ولو وضعتها في قمقم فهل من العار ان تقف المراة بكل شجاعة كي تؤدي عملها بين الرجال دون الحاجة الى كل هذه الشرانق ام العار ان ينغلق العالم على نصف البشرية من النساء ويسجنهن الرجال داخل هذا الطوق الاسود ويضطرهن اجتنابا لغضبهم و خشية من بطشهم و انتقامهم ليس فقط في ارتداء الخمار بل والادعاء بشرعية وضعه ووجوبه حتى غدى لديهن عرفا وعادة بل وادمانا لاتستطيع  أي امراة  الخروج  دون  ارتدائه  وإلا  شعرت  و كانها تخرج عارية من اية ثياب و لم تعد تشعر بعبيء وازعاج ارتدائه ومضايقته لها في رواحها وغدوها في الشوارع والطرقات ولكن مع ذلك فهناك الالاف مما رفضن هذه العبودية وبقين سافرات ولكن للاسف الشديد تعرض العديد منهن للملاحقة والايذاء بل وصل الامر حد القتل ما دفع الكثيرات من مغادرة البلدان المتشددة الى البلدان المتسامحة المتحررة التي لاتفرض زيا معينا على النساء بل وقسم من البلدان حرمته وشرعت القوانين في تحريمه ومنع ارتدائه 00 ولا ادري هل اخللن هؤلاء النسوة الممتنعات عن ارتداء الخمار بشرفهن وتجللن بالعار 0 وهل العار ان يبقى نصف البشر مشرنقات داخل هذه اللفافات لاترى النور ويلفها الظلام 00 اما كان الاجد ر بصاحبات الخمار ان يقفن بكل ثقة بالنفس وقوة بالارادة الى جانب نصفهن الاخر الرجل منددات بهذه الفروض الجائرة عليهن وان يدركن بان الخمار لاصلة له بالاسلام ولا فرض من فروضه او سنة من سننه بل انه دخيل عليه وتشويها لقيمه التي لاتفرق بين المراة والرجل في الحقوق والواجبات وان هذه اللفافات انتقاص لحقوق المراة وامتهان لكرامتها وكان عليها ان تقف الند للند وليس كجارية تلبي رغبات الرجل في طيات فراشه وتخضع لمشيئته ثم تحتجب وتغطي كل شيء حتى امام بنات جنسها في وضح النهار 00 فتحلل وتحرم بمشيئته لابمشيئتها وارادتها 00 ثم الم يكن من الاجدر على هؤلاء النسوة اللواتي يحضرن الندوات التلفزيونية وهن متبرقعات ان يخجلن من انفسهن ويمتنعن من الظهور بهذا الشكل المشرنق ويعتكفن في بيوتهن حفاظا على فروض الدين التي يعتقدن بانها تلزمهن بلبس هذا الحجاب وتغطية حتى اكف ا يد يهن واصابعهن و اذا كن يؤمن بانهن عورات تجب سترها والاغلاق عليها  وعدم اظهارها للعيان بدلا من الظهور امام المجتمعات العالمية  التي تشاهدهن من خلال شاشات التلفزيونات فيأخذن نظرة متخلفة عن هذا المجتمع العربي او الاسلامي 000 فالعفة في الجوهر لا بالمظهر اما ظهورهن كاشباح تجلس على الكراسي فانه  بالتأكيد سيثير التسائل والحيرة  للعالم  المتحضر اذ كيف تستطيع تلك الشعوب ان تفهم بان ذات الجلباب الاسود هي طبيبة ومهندسة ومحامية امر لايعقل وشيء مستحيل وكيف يمكن لهذه النسوة ان تقدم تبريرا منطقيا لهذا السواد الشبحي 00 فالغرب لايمكنه ان يفهم بان هناك دين سماوي يفرض على نصف البشر ان تنعزل وتتوارى خلف هذا الحجاب الكثيف وبنفس الوقت تدرس وتتعلم وتحصل على الشهادات العالية وتنافس الرجال في الوظائف والمناصب الحكومية ومقاعد البرلمان 00 فالعورة يجب ان تستر وتحجب ولا يسمح لها ان تلج كل هذه الابواب من مكامن الرجال وطالما هي تؤيد كل هذا الحجاب وهي مقتنعة به فليس من حقها ان تطالب بحقوق لاتستحقها باعتراف منها 00 فما هذه الازدواجية في التصرف بل عليها ان تبقى بالصورة التي يتغنى بها الشعراء ويصفونها بها الادباء ويقولون عنها

  قل للمليحة بالخمار الاسود        ماذا فعلت بناسك متعبد

ومما يلفت النظر ان البعض من هذه النسوة اللواتي لازلن على قيد الحياة وقد اصبحن عجائز ولهن بنات وحفيدات قد تراجعن ووضعن الحجاب واجبرن بناتهن وحفيداتهن على لبس الحجاب مع انهن كن في شبابهن عضوات في الاحزاب العلمانية والاممية كرابطة الدفاع عن حقوق المراة التي كانت تتزعمها الدكتورة نزيهة الدليمي وغيرها من المنظمات التي كانت تدعو الى التحرر والسفور وقد تخلت معظم النساء عن العباءة السوداء في زمن الاربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي مع ان المجتمع  كان لايزال محافظا ومتشددا فكيف يجب اذا ان يكون اليوم ونحن في االقرن الواحد والعشرين الا يجب ان تكون المرأة اكثر تحررا وتقدما وتطور 00 ولكن نجدهن اليوم يعدن الى لبس الحجاب ويدعين الصحوة والاستفاقةوانهن كن صغيرات لم يكن يدركن خطايا افعالهن انذاك وقد خدعن وغرر بهن  وان عليهن العودة الى دينهم وطلب الصفح والمغفرة على ما تقدم من ذنوبهم فالله غفور رحيم 00 !!   

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 24-08-2010     عدد القراء :  2272       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced