المراة وعقدة النقص
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

نسمع ونقرأ بكل مكان ومن مختلف وسائل الاعلام عن المطالبات المستمرة بحقوق المراة ولكن اختلفت صور واشكال هذه الحقوق لدى الكثيرين حتى النساء منهن 00 فعن أي حقوق تطالب المراة فهل هي مغيبة ومفقودة او مغتصبة فان كانت مغيبة او مفقودة فاين نجدها او ان كانت مغتصبة فمن الذي اغتصبها 00 وقبل كل هذا وذاك يجب ان نعرف ماهية هذه الحقوق التي تبحث عنها المراة او تطالب بها 00 فمعظم النساء لاتستطيع ان تحدد معالمها لكنها فقط تحس وتشعر بفقدانها لها 0فعلينا اولا ان نحدد معالم هذه الحقوق ونعرفها بشكل واضح لالاف من النساء اللواتي لازلنا لايعرفن شيئا عن هذه الحقوق 0 فالكثير من هذه الحقوق قد غيبت تحت طيات العديد من المفاهيم المحشورة في عقول النساء والتي اخفت ورائها الكثير من هذه الحقوق وجعلت المراة جاهلة في معرفتها او غير قادرة على المطالبة بها لكن هذا الامر ولد في داخل المراة الشعور بالنقص الدائم والمستمر فهي تحس وتشعر بانها اقل شأنا من نظيرها الاخر هو الرجل ولكنها تعتقد بان هذا هو ما يجب ان تكون عليه فقد تعودته واستساغته بعملية غسيل دماغ مورست معها اجيال واجيال فلم تعد تدرك ماهية حقوقها وهل ماهي عليه هو ما تستحقه وما تتمتع به ام ان هناك العديد من الحقوق قد غيبت عنها او ضاعت منها او اغتصبت منذ القدم 00 ؟ فهل شعورها الدائم بانها اقل درجة من الرجل هو بسبب طبيعتها الجسدية الرقيقة  ام العقلية  بقصور فيه ام ان كل ذلك مجرد ادعاءات ادعاها الرجل عنها لكونه المغتصب الحقيقي لحقوقها وان كل هذا الشعور بالنقص مجرد اوهام حقنه الرجل في ذهنها كي يتمكن من الاستحواذعليها واغتصاب حقوقها اذ هي ليست ضائعة او مغيبة بل انها مغتصبة وعليها انتزاعها منه 00 ولكن كما قلنا عليها ان تعرف ماهي هذه الحقوق وهل هي مؤهلة لاستعادة كل حقوقها وان لااثر لطبيعة جسدها تأثير وليس هناك قصور في عقلها 00 وان شعورها بالنقص هذا لااساس له فهو مجرد وهم 00 وانها لاتختلف باي شيء عن نظيرها الرجل ويجب ان تكون مساوية له وتتمتع بكل ما يتمتع هو في خضم هذه الحياة من حرية الحركة والتصرف والكلام والمظهر 00 وان لاتكتفي بالدفاع عن ما تمتلكه ومالديها من حقوق في الوقت الحاضر بل يجب عليها ان تفهم بانه لازال هناك الكثير من الحقوق التي تفتقدها وهي حق مشروع لها وعليها ان تتخلص من هذا الشعور الذي قيد حريتها عصور ودهور معتقدة بانه هو ما يجب ان تكون عليه فان طبيعتها الجسدية الرقيقة  لايمكن ان تكون عائقا في ان تكون مساوية للرجل بل هو دليل على انها اكثر تقدما في سلم التطور البشري  من الرجل اضافة لانها استطاعت ان تنافس الرجل في جميع مناحي العلم المختلفة في الطب والهندسة والمحاماة بل وبالاكتشافات اللعلمية المعقدة فمدام كوري التي ساهمت في بحوث المواد المشعة وكان لها دور كبير في العديد من الاكتشافات الاخرى لدليل على رجاحة عقل المراة  وسمو تفكيرها وادوارها الاخرى في السياسة والاجتماع كلها ادلة على تفوقها حتى على الرجل واضافة الى الانجاب وتربية الاطفال كلها اعباء تحملتها المراة بكل جدارة ومع ذلك فلا زال الرجل يحاول اعاقتها وتحييدها في كل مجالات الحياة ولم يستطع ان ينجح الا في المجتمعات المتخلفة التي تسيطر عليها الخزعبلات والتي وقع العديد منهن في مصائدها 00 وجعلها تشعر بعقدة النقص التي لازالت تلازمها وتنعكس على العديد من نشاطاتها في هذه المناطق المتخلفة التي تسيطر عليها الاوهام والبدع 00 فقد وجدن مثلا بان النساء في الانتخابات التي جرت في معظم دول المشرق العربي  لم تصوت للمرشحة من النساء بل انتخبت الرجل لانها لاتثق بالمراة أي لاتثق بنفسها معتقدة بان الرجل اقدر على تحقيق المكاسب والخدمات من بنت جنسها المراة 00 وهناك عامل اخر قد يتدخل في امتناع المراة من انتخاب المراة هو عامل الغيرة  وهو عامل فعال فالغيرة في المراة سمة متأصلة ونشطة وقوية اكثر مما عند الرجل باضعاف مضاعفة فهي تغار من رديفتها في كل شيء فهي تغضب اذا سمعت مثلا اعجابا بغيرها فهي تشعر دائما بانها الاجمل والاكمل من غيرها من النساء وهو عامل مؤثر في دعم المراة للرجل بدلا من دعم بنات جنسها في العديد من النشاطات 00 اضافة لشعورها بالضعف فتلجأ الى الرجل باعتباره القوي الذي يستطيع حمايتها واضافة الى كل ذلك العامل الغريزي الذي يدفع المراة الى الرجل الذي ترتجي عنده الراحة والسعادة وهي مجرد احاسيس قد تصيب وقد تخيب 00 وعلى اية حال فبغير هذه العوامل فان المراة قد اثبتت كفائتها وقدرتها على تحمل المسؤوليات الجسام واستطاعت ان تتبوأ العديد من المراكز المتقدمة في الدولة  ونجحت فيها نجاحا باهرا بل وفي كل الميادين التي ولجها ويلجها الرجل فقد كانت خير منافس له 00 ولن ينقصها في ذلك سوى ثقتها بنفسها وازالة هذه العقدة التي لازمتها منذ عدة قرون والتنظر الى ما وصلت اليه شقيقتها المراة في اوربا وفي غيرها من الدول المتحضرة فترددها وشعورها بالضعف هو الذي جعل الرجل يغتصب حقوقها التي يجب ان لاتقل قيد انملة على حقوق الرجل 00 ولكن وللاسف هي نفسها قد ترسخ هذا الضعف في داخلها والاحساس بالنقص00 فمن لاتثق بنفسها ولاتشعر بقدراتها وكفائاتها فكيف تريد من الرجل ان يعترف بها بكونها ند له فمجرد تخفيها وتحجبها منه يمنحه القوة والدليل بانها اقل منه شأنا فهو السيد وهي الجارية الخدوم 00 فاول واجبات المنظمات النسائية في كل مكان هو ازالة هذا الاحساس بالنقص عند المراة وخلق الثقة بنفسها وبانها لاتقل عن الرجل بل مساوية له ان لم تكن افضل منه 00 فبالنسبة للعراق فان المراة العراقية عليها ان تفتخر بانها تمكنت ان تجلس اول امراة في العالم العربي  على مقعد الوزارة وقد اثبتت وجودها واسمعت صوتها في كل ارجاء هذا العالم واستطاعت خلال فترة حرجة ان تمزق ذلك الغطاء الذي لف جسدها سنين عديدة وتخرج سافرة تتحدى الظلم والتعسف والانغلاق بكل شجاعة وجراة  وايمان وشرف حاسرة الرأس وبثياب محتشمة تليق بقدرها ومكانتها الرفيعة في المجتمع كغيرها من النساء في الدول المتحضرة لابل حتى الدول العربية مثل مصر وتركيا  حيث تخرجن نساءها سافرات مع حفاظهن على جميع شعائرهن  الدينية وتقاليدهن الاجتماعية كاقرانها من الرجال فالغطاء هو مظهر من مظاهر القصور في الشخصية ودنوها عن شخصية الرجل 0كل هذا كان له الاثر الفعال في الحياة العامة للمراة وخسارتها في كسب وتاييد بنات جنسها وعدم الوثوق بقدرتها على تقديم الخدمات بينما لاوجود لمثل هذا الشعور في النساء الاوربيات اللواتي ينتشرن في كل وظائف الدولة في الدوائر والمعامل وحتى في القوات المسلحة والبوليس فقد قامت بكل هذه الوظائف وبنفس الوقت تنجب الاطفال وتسهر على تربيتهم وتحضى بدعم وتأييد النساء في الترشيح باي منصب يقتضي التصويت له وتفوز في معظم الاحيان بكفائتها وليس بالكوتة كما يحدث الان  كما  يستدل من النشاطات وتأسيس التنظيمات النسائية للدفاع عن حقوق المراة بانها لازالت واقعة تحت ظلم الرجل بدليل انه لم نسمع او نجد منظمة واحدة قد اسست للدفاع عن حقوق الرجل 00 ونحن نعلم بان ليس في هذا العالم غير جنسين من البشر هي المراة والرجل لاثالث لهما إلاالشيطان وهو عدو الاثنين فهذا يدل عن ان المراة لازالت تفتقد الى الكثير من حقوقها وهي يالاجمال مساواتها بالرجل في كل شيء وهي لازالت في النهاية تشكو من عقدة النقص التي تلازمها في مظهرها وفي خفايا جوهرها 000والتي يحاول الرجل ان يرسخها فيها بشكل دائم و مستمر !!!

  كتب بتأريخ :  السبت 28-08-2010     عدد القراء :  2285       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced