أهزوجة
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

(جا الانكليزى او جابلنا تمر )اهزوجة اخذت ترددها الالاف من العشائر في جنوب العراق وهي تستقبل طلائع الجيوش البريطانية الغازية التي احتلت جنوب العراق سنة 1916 واخذت تتقدم شمالا دافعة في طريقها الجيش العثماني المتقهقر نحو بغداد وكانت تلك العشائر تستبشر بمقدم هذه الجيوش وتستقبلها بالاهازيج والزغاريد والهلاهل  كالاهزوجة التي مر ذكرها فقد بدأ الانكليز وحال وطوء اقدامهم اول منطقة نزلوا فيها استولوا على اكداس التمور المخزنة في مخازن شيوخ وسراكيل المنطقة وراحوا يقذفون بها الى الفلاحين المحرومين واخذ هؤلاء يتهافتون على هذه الثمرة التي حرموا منها ويرقصون ويهتفون ذلك الهتاف المشهور الانف الذكر وكأن التمر لم يكن موجودا في بلدهم بل ان الانكليز قد جلبوه معهم من خارج العراق وقد حقق الانكليز بهذا التصرف رضاء الفقراء والمحرومين والذين حجب عنهم شيوخهم حتى لقمة العيش 00 لقد ادرك الانكليز ما كان يعاني الشعب من الحرمان والجوع  على ايدي اولئك المتنفذين من الاقطاعيين فقد اغدقوا عليهم انواع الاكل من اللحوم والفواكه وهو ما موجود في العراق ولم ياتوا به من الخارج وهكذا حققوا اهدافهم وتهلل بهم اولاءك المسحوقين الجياع00 مع انهم جاءو ا ليستعمروهم وينهبوا خيرات بلادهم  فقد دفع المتسلطون من ابناء الوطن جماهير شعبهم لتاييد الاجنبي فقد وجدوه ارحم من اولاءك الجلادين الذين حرموهم من ابسط حقوقهم حتى من لقمة العيش مع ما يزخر به العراق من موارد وخيرات تكفي لاعاشة شعوب  ودول ويزيد فحتى التمر الذى يزخر العراق بملايين اشجاره  من مختلف انواعه النادرة والفاخرة التي قل ان وجد له نظير في غيره من البلدان فقد  جعلوه غريبا عنهم وكانه لا وجود له في بلادهم مع ان معظم اولاءك الفلاحين كان يسخرهم السراكيل في ادامة اشجار النخيل وتلقيحه وسقيه كان الفلاح يفعل كل شيء من اجل النخل الا  اكله فهو محروم منه ومحرم عليه حيث كان الشيوخ يجمعوه ليصدروه ويبيعوه الى شركات اجنبية تقوم بتنضيفه واعادة تصنيعه ليخرج بأجود صورة واحلى طعم ،وهكذا فقد كان الاقطاع هو السبب ببقاء الاحتلال بظلمه واستبداده،جعل ابناء الشعب يرضخون لهيمنته اذ وجدوه اكثر انسانية  من هؤلاء الظلمة الذين ساموهم مُرّ العذاب وتركوهم  تفتك بهم الامراض ويعمهم الجهل ويبحثون عن لقمة العيش  فلا يجدوها000   

لقد عانى الشعب العراقي الامرين في جميع عهود حياته منذ سقوط بغداد على يد  هولاكو وما بعده من  حكم  المماليك  و دول الطوائف والامارات من دولة الخروف الابيض والخروف الاسود والدولة الاتابكية والدولة العثمانية  وسياسة التتريك والتجهيل الذى حّرمت على الشعب العراقي القراءة والكتابة واعتبرتها وسائل تحريض وتوعية غير مسموح بها  واخيرا الاستعمار البريطاني وحتى خلال الحكم الوطني فقد سمح لنفر قليل من الشيوخ والسراكيل كبت انفاس هذا الشعب المسكين وتسخيره كالحيوانات في اعمال السخرة المجانية دون أي مقابل حتى ما يسد الرمق فقد كافح هذا الشعب كفاحا مريرا من اجل الاستقلال واخراج الاجنبي بعد ان اكتشفوا كذ به وخداعه فقد غدر بهم بعد ان اعانوه لاخراج الاستعمار العثماني ضنا انه المنقذ الذى انشدوا له تلك الاهزوجة بعد ان قدم لهم التمر فاذا به يظهر على حقيقته البشعة ولم يكن ذلك التمر سوى طعم اصطادهم به كما يصطاد الصياد سمكته داخل النهر 00 فانطبقت عليه قصة عمتي العجوز رحمها الله التي قصّتها علي وانا صبي صغير حين قالت (كان هناك حفار قبور يحفر قبور الموتى ويدفنهم فيها  وعندما يذهب اهالي المتوفي وياتي الليل يخرج الحفار الميت وينزع عنه (الكفن) القماش الملفوف به ويذهب به للسوق كي يبيعه ويترك الميت في العراء دون ان يعيد دفنه  فكان الناس يشتمونه ويلعنوه لماكان يفعله وبعد مدة مات الدفان نفسه وخلفه ابنه في هذه المهنه فقد سار على سيرة ابيه وزاد عليها امرا اخر فهو لايخرج  الموتى من  قبورهم  ويسرق ( الكفن)  القماش الملفوفين به فقط بل اخذ يضع خازوق في دبرهم ويبقر بطونهم ويتركهم في العراء فاخذ النا س يترحمون على ابيه لانه كان يكتفي بسرقة القماش فقط ولكن الابن يضع فيهم الخوازيق اضافة لسرقة القماش ) فقصة شعبنا مع من حكموهم ويحكمونهم في كل زمان واوان قصة ذلك الدفان فقد لعنوا العثمانيين فجاء الانكليز فاذابهم اسوأ وتشكلت الحكومة الوطنية فظلم المتنفذون واستعبدواالاف الفلاحين ومن يدري ما سيحل بهم في هذه الايام  وهل سيترحمون على ما مضى وهل سيعيدون اهزوجتهم من جديد ام سيقراؤن هذا البيت في اعيادهم التى اضحت بعدد ايام السنة   

( عيد باية حال عدت يا عيد    بما مضى ام لأمر فيك تجديد

ام سيستمر الحال لالف سنة  أخرى اي للالفية الرابعة عسى ان ينصلح حاله انذاك فلا بأس فالشعب العراقي صبور، فعلام العجلة فالاصلاح والتغييرقادم لامحال و لاياتي بيوم وليلة فمائة او مائتي سنة ليست بالطويلة وما توعد به خير مماتحصل عليه الان فارفعوا من اهزوجتكم فقط الاسم ورددوها من جديد 000!!!                                                           

  كتب بتأريخ :  السبت 28-08-2010     عدد القراء :  2039       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced