الحركة النسوية في العراق (2)
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

كنت قد تحدثت في الجزء الاول عن الحركة النسوية مابين تأسيس الدولة العراقية او بالاحرى بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى والحرب العالمية الثانية اذ بدأت العديد من الجمعيات الانسانية والخدمية  تتأسس قبل تشكيل الحكومة بل البعض منها مهد لتشكيلها وساهم في ذلك 00 وقد ذكرت بعض الجمعيات التي ساهمت فيها المراة او التي تبنت هي تأسيسها وقد استطاعت ان تسمع صوتها وتعلن عن نفسها بل وتمكنت احدى النساء الاشوريات من قيادة الثورة ضد الحكم الملكي واوشكت على الاطاحة به وهي سرمي زعيمة الحركة الاثورية في الثلاثينات من القرن الماضي مع ما كان يعيشه العراق من اجواء محافظة ومتشددة تبدت فيها سلطة الرجل بشكل واضح وغيبت فيه المراة اذ اعتبر مجرد الموافقة على تسجيل اسمها في السجلات الرسمية امر محرم سفكت في سبيله الدماء ومنعت السلطات من ادخال اسم النساء في تلك السجلات باعتباره امر مخالف للشريعة الاسلامية وحفاظا على خدرها وابقاءا على وضعها الذي يجب ان تكون عليه من التخفي والتحجب بل لقد كان مجرد ذكر اسمها  امر معيب حيث  كانت تكنى  بين  الرجال  ب ( اختك البقرة ) ولايتلفضون باسمها الحقيقي 00 وعليه فاي تحرك او نشاط كانت تحاول ان تقوم به كان يجابه بالعنف باعتباره خروج عن الاداب وتمرد على المجتمع 00 لذا فان معظم النساء اللواتي بادرن بالمساهمة بالجمعيات كن من الاديان والطوائف الغير مسلمة غير ان البعض من النساء الكرديات استطعن ان تخترقن تلك الحواجز بارادتهن القوية وعزائمهن الصلبة فقد كن اكثر تحررا من النساء العربيات المتواجدات في المناطق نفسها خاصة في بغداد وعليه فقد استطاعت السيدة اسيا توفيق وهبي في نهاية الاربعينيات ان تؤسس اللبنة الاولى للاتحاد النسائي العراقي وهي زوجة وزير المعارف الاسبق وهو من القومية الكردية الذي ساهم هو ايضا بعد ان ترك كرسي الوزارة في تنشيط الثقافة الكردية حيث تبنى من خلال نادي الارتقاء الكردي فتح الدورات لتعليم اللغة الكردية 00 كما انشات حرم السيد سامي خوندة والذي تبوأ مناصب عدة في الدولة العراقية ايضا جمعية مكافحة العلل الاجتماعية وهو من القومية الكردية الوطنية وقد قامت السيدة اسيا توفيق وهبي ببناء مقر كبير في الوزيرية في بداية الخمسينا ت واستطاعت ان تستقطب اعدادا غفيرة من النساء العراقيات العربيات المسلمات بعد ان اقتصر هذا الاتحاد على النساء الكرديات و المسيحيات والصابئات واليزيديات في باديء الامر ولكن لم يمضي وقت طويل حتى اضحى الاتحاد النسائي من اشهر المنظمات النسائية في العراق وقد اضحى مقر الاتحاد النسائي معلما من المعالم الذي تؤمه الالاف من النساء من مختلف الاعمار واخذ يقيم الحفلات الاسبوعية في حديقة النادي صيفا وفي قاعة الملك فيصل شتاءا اضافة لاقامته العديد من السفرات الى المناطق الشمالية او الى غيرها من المناطق المهمة في انحاء العراق 00 ثم لم يقتصر على النساء فقط ففي اواسط الخمسينات انشأ ت جمعية مكافحة المسكرات حيث كان معظم اعضاء هذه الجمعية من الرجال  ثم بعد عدة اشهر دعت السيدة اسيا المرحوم عمو زكي مقد م برامج الاطفال في الاذاعة والتلفزيون  المعروف في الاربعينيات والخمسينيات لتأسيس جمعية باسم جمعية رعاية الطفل في العراق 0 وبذا فقد اضحت بناية الاتحاد النسائي مجمعا للعديد من النشاطات وكانت البناية تلك تزخر يوميا بمئات الفتيات والشبان كي يقضوا اوقاتا اخوية  ممتعة وكانهم افراد عائلة واحدة 00 ولكن مما يجدر قوله في هذا الصدد بان كل تلك الجمعيات التي تحتويها تلك البناية كانت تشرف عليها وتوجه نشاطاتها السيدة سارة الجمالي زوجة رئيس الوزراء في الحكم الملكي والامريكية الجنسية والتي كانت تمسك العصا لكل من يحاول ان يخرج عن توجهات هذه الجمعيات وتراقب بكل دقة كل دخيل يحاول التصرف خلاف ما ترسمه للجميع تلك السيدة الحديدية ولربما كان هذا الاتحاد كفة الميزان في مواجهة النشاطات الاشتراكية التي كانت تتبناها المنظمات المختلفة تحت مظلة الاتحاد السوفييتي وقد استمر الاتحاد النسائي قائما حتى قيام ثورة 14 تموز فانفرط عقده لما كان يظم في قياداته العديد من نساء الوزراء وشخصيات العهد الملكي المباد 00,ولو استعرضنا النوعيات التي انتسبت الى هذه الجمعيات المنوه عنها والنوعيات التي انتسبت الى الرابطة لوجدناها شرائح مختلفة تماما فقد ضم الاتحاد النسائي زوجات الشخصيات البارزة في الدولة وبناتهن واولادهن من الوزراء والمدراء العامين والتجار الكبار والموظفات في الدرجات الرفيعة وابناء وبنات العوائل الوجيهة المعروفة في ذلك الوقت واثرياء البلد 00 كما ضمت العديد من الاجنبيات خاصة الامريكيات والانكليزيات اللواتي كن يعملن في السفارات او في الشركات الخدمية الاخرى التي كانت تزخر بها البلاد  ومع ذلك فقد قدمت تلك الجمعيات خدمات عديدة وافتتحت الكثير من المشاغل لمساعدة الفقراء وايجاد فرص عمل لهن من خلال تلك المشاريع التي انشأتها وضخت فيها اعداد لايستهان بها من الفتيات المعدمات 00كما انشات الكثير من المرافق الترفيهية واقامة الحفلات والسفرات وافتتاح النوادي الرياضية وفعاليات التسلية وساذكر فيما بعد بعض تلك الجمعيات ومجال نشاطها 00 اما رابطة المراة فقد ضمت في كوادرها  الطبقات الفقيرة والمعدمة  ولكنها تميزت بانظمام الشرائح المثقفة من نساء الشعب خاصة في قياداتها فهناك اعداد كبيرة من الطبيبات والمعلمات واستاذات الجامعات والمحاميات والكاتبات والشاعرات والمفكرات وهذه سمة لم يستطع حتى اعداء الاشتراكية نكرانها 00 وقد حاولت الرابطة ان تقدم الكثير من الخدمات لنساء هذا البلد غير ان امكاناتها المادية كانت تعيق من تحقيق العديد من المشاريع التي كانت تفكر في القيام بها واقتصر اهتمامها في الغالب على التوعية والتثقيف والاجتماعات والمؤتمرات ولم يكن ذلك كافيا فالنساء كن جياع وبحاجة الى المال لتحسين امور حياتهن وان ما قدم للشعب العراقي من خدمات واراضي وسكن كان بهمة الزعيم عبد الكريم قاسم حيث تمكن من فتح قناة الجيش وتوزيع اراضي مدينة الثورة والقضاء على الصرائف التي كانت تنتشر في مساحات شاسعة من بغداد بعد مجيئها هربا من الشيوخ والسراكيل في جنوب العراق 00 ولكن مع ذلك فان ما قدمته الرابطة من خلق وعي ثقافي قد لايقل اهمية عن بقية الخدمات الضرورية لابناء الشعب فقد لعبت دورا عظيما في القضاء على الامية الاجتماعية التي كانت تعيشها المراة خلال الف سنة او يزيد وهو عمل جبار سوف يذكر للدكتورة نزيهة ولمعاوناتها من السيدات الفاضلات واللواتي لست مخولا لذكر اسمائهن في الوقت الحاضر 00 وقد ضلت الرابطة تعمل لوحدها في الميدان لاختفاء معظم الجمعيات التي كانت قبل ثورة تموز فعالة كما قلنا مثل الاتحاد النسائي وجمعية الشابات المسيحية (W0M0C0A  ( التي لعبت دورا كبيرا في الخمسينات من القرن الماضي

وادون اسماء بعض الجمعيات التي برزت خلال تلك الفترة وساجل شرح نشاطاتها في مجال اخر

الاتحاد النسائي  رئيسته اسيا توفيق وهبي

جمعية مكافحة العلل  الاجتماعية رئيسته    زوجة سامي خوندة

جمعية الرفق بالفقير  انشاته نخبة من المسيحين

جمعية رعاية الطفل في العراق رئيسه عمو زكي مقدم برامج الاطفال

المركز الترفيهي التابع للمركز الثقافي البريطاني

الاستعلامات الامريكية قسم النشاط الثقافي

المعهد الفرنسي  النادي التابع له

W0M0C0A    مركز ثقافي ترفيهي وهو من اهم المراكز الذي اثير اللغط حوله في تلك الفترة 

نادي الارمن التابع لجمعية الارمن ( الطاشناق )

جمعية مكافحة المسكرات   

ولو اردنا ان نستعرض بامانة وحيادية فاننا نقول بان المنظمات التي ارتبطت بالاتحاد السوفييتي مع انها نجحت نجاحا كبيرا في ابعاد وازاحة الولايات المتحدة في بداية الخمسينات وقضت على حلف بغداد ومشروع مارشال الامريكي الذي حاول السيطرة على العراق عن طريق ذلك المشروع وبتسميات مختلفة كالبوينت فور والفلبرايت ومع كل ما قدمته امريكا من اموال فانها لم تستطع ان تزيح ذلك الرعب والخوف الذي تغلغل في نفوس الفلاحين  من الشيوخ والسراكيل الذين مع فقرهم المدقع كانوا ينشدون الحرية وهي التي وعدتهم بها الاشتراكية فصدقوها وتخلوا عن ملايين امريكا من اجل التخلص من عبودية الشيوخ ولكن ماذا حصل للاسف كانت مجرد وعود لم تحقق على ارض الواقع شيئا00 بينما استطاع عبد الكريم قاسم على الاقل  ان يحقق السكن والحرية والرفاه ولكن استطاع الاستعمار في النهاية ان يقضي عليه فخسر العراق والشعب العراقي كل شيء 00 والمثل يقول ( لاحضت برجيلهه ولاخذت سيد علي ) ؟؟؟ !!!

  كتب بتأريخ :  السبت 28-08-2010     عدد القراء :  2488       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced