الظواهر الاجتماعية في البلدان العربية
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

تعتبر مصر المرأة الحقيقية لحياة الشعوب العربية ومقياس لها بل ولربما تكون هي الوجه المضيء من القمر العربي اذا ما اعتبرنا العالم العربي كالقمر له وجهان وجه دائم الظلمة والحلكة ووجه اخر مشرق ومضيء يقابل الشمس على مدى الدهر 00 فان جميع مجتمعات الدول العربية بالامكان ان نعتبرها تعيش في ذلك الوجه المظلم بصورة دائمة وليس هناك سوى مصر هو وجه هذه الدول المنظور والمشع كي يعطي صورة جميلة وبراقة عن المجتمع العربي اذ كانت اول دولة دخلها التطور الحضاري في العصر الحديث وانتشر فيها العلم والادب وبرز فيها نخب كثيرة من الادباء والكتاب والمقفين  بسبب الموجات الاوربية التي هاجرت اليها او التي نزحت نحوها بعد الحملة الفرنسية واحتكاكها المباشر بتلك الشعوب 00 لذا فان اية ظاهرة تتفشى داخل المجتمع العربي وان اختفت طبيعتها خلف الظلمة التي تعيشها الدول العربية الاخرى لابد لها ان تبرز وبشكل جلي في مصر 0 فمع ان هناك الالاف من التداعيات الاخلاقية تنتشر في مختلف الاقطار العربية حتى التي توصف بالمتشددة والمحافظة فانها تبقى مخفية خلف جدران سميكة وحصون مغلقة لاترى النور ولا يراها العالم ولايحس بوجودها إلا ما قد يتسرب هنا وهناك من ادخنة وروائح ما  قد تزكم الانوف بما  يشوب البعض منها من عفن  تتسرب من بين الشقوق والنوافذ فتلتقطها بعض الاوساط الاعلامية العالمية التي لاتستطيع الزعامات العربية  اسكاتها والهيمنة عليها فتنشر بعض فضائحها وتثير حولها الزوابع 00مع كل ما قد تحاوله من التستر و الاطباق عليها 0  واليوم وفي مصر برزت ظواهر من نوع جديد ونمط مستحدث مارسته العديد من خريجات المعاهد والجامعات وهو العمل في المحلات والمقاهي والمطاعم والكازينوات والفنادق وقد يكون ذلك اضطرارا لقلة فرص العمل وانتشار البطالة وعدم قدرة الاهل من توفير متطلبات اولادهم وبناتهم بالاخص من مأكل وملبس واكسسوارات وعطور وادوات تجميل مما تجده الفتيات ضروريا لاستكمال اناقتها وابراز جمالها وفتنتها ما يدفعهن لقبول مثل هذه الوظائف في أي مكان يوفر لهن قدرا محترما من المال 00 وقد ادى هذا العمل بالطبع الى خلق مضاعفات سلوكية واخلاقية وانزلاقات منحرفة يضطررن للخضوع لها نزولا عند اوامر اصحاب العمل خاصة فيما يتعلق باستجابة رغبات الزبائن وإلا فقدن عملهن وخسرن بالطبع ما تدر عليهن هذه الاعمال من مال وهن احوج ما يكون اليه 00 وقد انتشر هذا العمل في مصر في الوقت الحاضر خاصة بعد فترة الانفتاح الذي عاشته مصر خلال الاعوام المنصرمة الاخيرة واستقبال الاف الزوار من مختلف بقاع العالم في شرم الشيخ وغيرها من المرافق السياحية والاثارية الفرعونية التي تزخر بها مصر وما هيئته الدولة للسواح من وسائل ترفيهية مغرية مما شجع الملايين من هؤلاء السواح على المجيء الى مصر والاستمتاع بكل ما موجود فيها 00 وبالطبع مثل هذه الاعداد الهائلة من الزوار بحاجة الى الخدمات التي تتطلب تعيين الالاف من العمال والمستخدمين في مختلف الوظائف لتلبية حاجات اؤلائك الزوار والاستجابة الى كل ما يطلبونه من خدمات مهما كانت نوع تلك الخدمات دون أي اعتراض كما ان العديد من اؤلائك الفتيات العاملات في هذه الوظائف يقفن مذهولات امام ما يقدمه لهن بعض الزبائن من مغريات خاصة السواح من بعض البلدان العربية النفطية والتي يتردد في معظم الاحيان عليها بالطبع اثريائها من اصحاب الملايين مما يجعل الكثير من الفتيات المستخدمات يقفن عاجزات عن مقاومة هذه الاغراءات ويندفعن تحت ضغط الحاجة لتلبية كل ما يطلبه هؤلاء الاثرياء من هؤلاء المستخدمات في هذه المرافق حتى لو ضحين باعز ما يملكن وهو شرفهن وعفتهن وعذريتهن وهن صاغرات لايستطعن ان يرفضن أي طلب ويعتبر ذلك عنصرمن عناصر الخدمات التي يجب ان يكن مستعدات    دائما لتقديمها  للزبائن 00 وكما  يقول    المثل ( الزبون دائما على حق ) ومن تتردد ولو مرة واحدة تتعرض للفصل و عليها مغادرة المكان وبالتالي احتمال العوز والتشرد والاحتياج لابسط الامور 0 وهكذا بادر المجتمع المصري ومن خلفه المجتمعات العربية بشكل عام الى ابتكار بدع واساليب لشرعنة هذه الخدمات والتي هي بالتأكيد شكل من اشكال  البغاء وصور من صورالاغتصاب لان الفتاة تلجأ اليه مكره بضغط الحاجة وعدم وجود فرص عمل اخرى  او باختراع بدع من بدع ما يطلق عليه بالزواج العرفي الذي انتشر في مصر  وزواج المتعة الذي انتشر في ايران والعراق خاصة عند المذاهب الشيعية  وزواج المسيار الذي انتشر في اليمن وبعض دول الخليج وزواج  المؤانسة الذي بدأ يأخذ دوره بين الطبقات الفقيرة والذي قد لايستغرق سوى ايام اوساعات في بعض الاحيان حيث يضطر الاب تحت ضغط الحاجة للقبول بتزويج ابنته من احد الاثرياء او المتمكنين خاصة من السواح مقابل بعض المال يستلمه الاب بالطبع  حيث يقضي هذا السائح مع هذه الفتاة التي يزيل عذريتها وقد تحمل منه ليبقى معها يوم او يومين لاسباب مختلفة كعقد الصفقات التجارية او مشاهدة بعض المناطق السياحية  ثم يغادر البلد كي يعود الى موطنه دون رجعة  ويترك هذه الفتاة التي قد لاتتجاوز الثانية عشر من عمرها تحمل جنينها داخل رحمها فيولد هذا المسكين دون اب 0 وتصطف هذه الفتاة الى جانب الحشد الكبير من امثالها في طوابير ظخمة  كي تكون مستعدة لاستقبال زيجات جديدة او تأخذ دورها الى مجاميع الزانيات باجر وكل هذا الذي يجري يعتم عليه ويحجب عنه النور  تحت ادثرة ثقيلة واسيجة عالية وجدران تخفي  عن العالم كل ما يجري داخل عالمنا العربي الاسلامي من مهازل 00 لقد قيل بان هناك في احدى الدول  وحدها ما يزيد عن خمسة عشر مليون عقد زواج عرفي  وان هناك ملايين من العقود الاخرى المختلفة في بقية البلدان الاخرى 0 فلو صح مثل هذا الخبر فهي فجيعة كبرى ووباء يفوق في خطورته مرض الايدز او الحمى القلاعية والطاعون 000بل لقد اضحى التمثيل  السينمائي في بعض الاحيان مظهرا من مظاهر هذه الانزلاقات الاخلاقية لما يجب ان تقدمه الفتاة التي ترغب في التمثيل لاصحاب الشأن من المنتجين والمخرجين بل وحتى للممثلين الكبار الذين بامكانهم ان يقدموا هذه الفتيات للشركات السينمائية وقبول دخولهن في هذا المعترك العجيب 00

يستدل من كل ما تقدم ان هناك  حاجة بشرية ملحة وفروض دينية واجبة الطاعة فرضها الله على الناس وخلقها فيهم اضافة بانها ضرورة اجتماعية لامناص منها للحفاظ على النظام العام  وتجنبا من الفوضى الاجتماعية التي قد تدمر المجتمعات هي العواطف والغرائز فاروائها جبري واغفالها مستحيل وتنظيمها في قوالب مستساغة امر واجب وليس هناك سوى باب مشرعة واحدة يستطيع فيها الشاب او الفتاة من النفاذ منها هي باب الالفة والتقارب والحرية الواعية التي تخلقها الثقافة والمعرفة والفهم العميق للطبيعة الاجتماعية البشرية التي خلق الله فيها البشر من ذكر وانثى وجعلهم شعوبا وقبائل كي يتعارفوا وتنظيم مثل هذه العلاقات يقع بالدرجة الاولى على عاتق المنظمات النسوية المنتشرة في جميع البلدان العربية لايجاد الصيغ التي تحمي الفتاة من الانزلاق مكرهة ومضطرة الى مثل هذه المنزلقات وان يجدوا داخل بلدانهم الحلول وفرص العمل المحترمة  وحماية النساء من التعرض للابتزاز الخارجي واضطرار الكثيرات الى اللجوء الى مثل هذه المسميات المشرعنة التي تقرها الاجتهادات والتي تصبح بعد ذلك اعراف ثابتة دون ان تقرها القوانين التي تنظمها وتحفظ عن طريقها حقوق هذه النسوة المغرر بهن مندفعين بفعل الحاجة المالية او بفعل الضغوط العاطفية المكبوتة 00 ولم يقل الله اسجنوهم وفرقوهم وابعدوهم 00 فلن يستطيع البشر ان يعمل عكس ارادة الله 0فالتزمت والتشدد مرض قتال وانانية ممقوتة فاشلة  والانفلات الغير منضبط فهو اسوأ00!! 

  كتب بتأريخ :  السبت 04-09-2010     عدد القراء :  2362       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced