منظمات المجتمع المدني
بقلم :
العودة الى صفحة المقالات

قد يكون من اهم ما يجب ان يكتب عنه هو بحر منظمات المجتمع المدني الذي غرق العراق منه بالالاف من تشكيلاته 00 ففي العديد من البلدان والاقطار المختلفة تتشكل بعض المؤسسات التي قد لاتتجاوز عدد اصابع اليد تعالج كل مؤسسة ناحية من نواحي حياة المحتمع الذي تنشأ فيه لكن في العراق وبعد 9/4 / 2003 وجدنا العشرات والمئات من المؤسسات تتشكل يوميا وكما يقول المثل ( يامحروم يا متخوم ) ففي عهد النظام السابق لم يكن يسمح بتشكيل منظمة واحدة  واذا بهذا السيل العرم من المؤسسات يفاجئنا بهذا العدد الهائل الذي لربما لم يحدث له مثيل في كل بلدا ن العالم 00 حيث وصلت تعدادها الخمسة الاف منظمة انشأها نفر من الناس لم تعرف هوياتهم ولااحد يعرف جنسياتهم وهل هم عراقيون  ام جائوا من المريخ 00 وبدأؤو ا ينشطون  ويعملون 00 والمعروف بان مؤسسا ت  المجتمع  المدني عادة تؤسس من قبل بعض المواطنين الذين تحدد عدد اعضائهم القوانين والذين يتفقون بمحض ارادتهم  على انشائها وبا لطبع يجب ان لاتكون مخالفة للقا نون اومخا لفة للنظام العام او ان يكون هدفها الدفاع عن حقوق شريحة من شرائح المجتمع يجدونها مهضومة او معتدى عليها او مغيبة بصورة من الصور وغير ذلك من الاهداف الانسانية او السلبيات  التي يعاني منها العديد من المجتمعات 00فمن اجل ذلك يندفع بعض الغيارى من الناس انطلاقا من مشاعرهم الوطنية او الانسانية لتشكيل مثل هذه المنظمات والتصدي لتلك الظواهر السلبية او الوقوف الى جانب المحتاجين للمساعدة الصحية او الاجتماعية بما يتوفر لهم من امكانيات مادية او علمية او توعوية ثقافية او درء اخطار او كوارث فجائية تحيق في البلد  وهذا ما عرفت به جميع المنظمات التي ظهرت داخل المجتمعات المختلفة 00 ولكن ما وجدناه من كثير من هذه المنظمات التي تشكلت بعد الاحتلال الاخير للعراق غير ما كنا نعرفه عن منظمات المجتمع المدني في الماضي التي استطاعت ان تقدم الكثير من الخدمات  وساعدت في  التخفيف عن  معاناة شرائح  كثيرة من ابناء الشعب مع كل ما اثير عنها من اشاعات ومع ذلك فاننا لاننفي انه كانت هنا ك منظمات تواجدت على الارض العراقية كان لها اهداف غير ما ذكرناه ولكن حتى تلك المنظمات التي كان لها اهداف خفية فقد قدمت الكثير من المساعدات لابناء الشعب مع محاولاتها تحقيق مأربها    الخفية انذاك في نفس الوقت00 ولكن ما وجدناه اليوم من مؤسسا ت مجتمع مدني في العديد منها ذات نمط جديد فان الكثير منها قد تكون من افراد لم يتجاوزوا اصابع اليد الواحدة ومع ذلك كانت لهم القدرة على التحرك والمنا ورة وعقد المؤتمرات وتقديم العطايا والبذخ بل وقسم منها اسس قنوات فضائية ومنابر اعلام مهمة لايقدر عليها انسان واحد وبضع اشخاص مهما بلغت قدراتهم المالية 00 وقد اخذت تلك المنظمات اتجاهات مختلفة بل ومتعارضة في كثير من الاحايين وبدت المنافسة شديدة فيما بينها وبمضي الوقت فقد اشتد الخلاف وبدأ التصارع وتحول فيما بعد الى صداما ت وتوترات مستمرة وبدأ يستبين ما حاولت اخفائه في باديء الامر واخذت كل جهة تفضح نظيرتها وتكشف عن ارتباطاتها وقد اتضح بان العديد منها كانت مجرد واجها ت لجها ت اجنبية لاتعمل وفق ما اعلنته من اهداف بل على العكس تريد تدمير ما تبقى من هذا العراق المهشم 00 لذا فاننا نجد من النادر ان تتشكل منظمة من تمويل فردي او من موارد مجموعة مهما ارتفع غناها او عن طريق الاشتراكا ت الشهرية او السنوية مهما بلغ اعداد منتسبي تلك المنظمة فان الاشتراكات لايمكن ان تسد كل نفقات هذه المنظمات 00 اضافة لما مارسته البعض من هذه المنظمات من وسائل الغش والنصب والاحتيال وجمعت الاموال من السذج من الناس بحجة الاستثماروانشاء المشاريع وهربت خارج العراق 00 فلو ازحنا مثل هذه المنظمات الاحتيالية جانبا فان ما بقي الذي يعمل الان فان القليل منها ما عمل بوطنية وعراقية صميمية  ولازال يعمل بكل شرف وامانة وصدق اما البقية الباقية فهي مجرد واجهات لدول او منظمات دولية او شركات عاالمية او استخباراتية حيث ان الدول لاتستطيع ان تتدخل في شؤون غيرها من الدول التي لها مصا لح فيها بشكل مباشر وانما عن طريق تأسيس جمعيات اومنظمات مجتمع مدني تكون هي المنفذة لمأربها وتعمل على تحقيق اهدافها وتكون البوابة التي تستطيع عن طريقها الدخول الى البلد 00,وقد تكون هذه الاهداف اما سياسية او اجتماعية او تبشيرية دينية 0 وقد تتشكل معظم هذه التنظيمات في ضروف معينة ويزداد عددها عما هو في دولة اخرى اذ نلاحظ بان مثل هذه المنظمات تكثر في الدول الضعيفة والتي تتميز بعدم الاستقرار بسبب انتقا لها من مرحلة الى اخرى او في ضروف الحرب او في الدول المستعمرة او نا قصة السيادة فيكون ذلك البلد مباح يسهل على الجهات الاجنبية اختراقه بسهولة اما مباشرة او عن طريق المنظمات التي تنشأها بمختلف الصور كمنظمات انسانية او ثقافية او صحية او عمرانية او حتى الكفاحية بحجة اخراج المستعمر واستعادة سيادة البلد  او غيرها من الحجج والمبررات وهي كثيرة 00 وكل هذه المبررات وانشاء التنظيمات في حاجة الى تمويل ودعم مالي كبير قد يصل الى ملايين الدولارات بل وفي بعض الاحيان الى المليارات 00 ومن النادر بل من المستحيل ان تتمكن أي منظمة تنشأ من البقاء والاستمرار من دون دعم مالي مستمر وهذا ما نشاهده من اختفاء العديد من المنظمات  بعد فترة من انشائها لانعدام التمويل المالي او تو قفه من الجهة المانحة بسبب انتهاء مصلحتها في البلد او تقاعس تلك المنضمة عن تنفيذ ما اوكل اليها او سرقة الاموال المدفوعة لها  من قبل رؤسائها أي كان مصدر هذه الاموال اكان المواطنون الذين يقعون ضحية نصب رؤساء تلك المنظمة اواستلام الاموال من الجهة الممولة فيهربون ويختفون 00 وهذا ما حصل ولازال يحصل بل ان بعض الحكوما ت نفسها قد مارست مثل هذه الاعمال مع مواطنيها حيث اصدرت سندات بفوائد مرتفعة ومغرية دفعت العديد من المواطنين على شرائها ثم خفضت سعر العملة بدرجة كبيرة افقدت تلك المبالغ قيمتها فخسر الناس اموالهم وربحت الحكومة 00 فاساليب التدليس كثيرة والحمد لله طا لما هناك دماغ يفكر  ونفوس  شيطانية تعمل بلا ضمير 0 وهذا ما حدث في الثمانينا ت من القرن الماضي  في العراق حيث اشترى الناس السندات عندما كان سعر الدينار اكثر من ثلاثة دولارات واذا به ينخفض ليصبح الدولار بثلاثة الاف دينار فخسر الالاف من المواطنين اموالهم اذ لم يخطر ببالهم بان حكومتهم تغشهم وتسرق اموالهم والحقيقة ان سبب كل هذه المصائب التي حلت ولازالت تحل با لعراق هي ان العراق بلد غني بموارده الطبيعية الهائلة ما اغرى العديد من الموجات البشرية للنزوح اليه والعيش فيه والاستفادة من خيراته ما جعل شعبه بمضي العهود يتكون من عرقيات مختلفة وادت المنافسة على الهيمنة على المواقع المهمة فيه الى التصارع والتطاحن فيما بينها على مدى تلك العصور التي امتد قسم منها الى عشرات القرون فكلما وفدت موجة بشرية حاولت ازاحة من سبقتها وكانت مستقرة فيه ولكنها على اية حال فجميعها دخيلة عليه فحتى اقدم الاقوام التي سكنت العراق وكونت امبراطوريات عظيمة فيه فهي دخيلة عليه كالسومريون والبابليون والاشوريون فقد قدموا من اواسط اسيا واستقروا في العراق الذي كان يدعى بلاد الرافدين او ما بين النهرين 00 وكونوا تلك الحضارات العظيمة 00 ثم اندرست تلك الدول بفعل عوامل عديدة وقسم منها نتيجة الحروب والغزوات حيث تعرض العراق الى العديد من الغزوات من الشرق والغرب حتى جاء الفتح الاسلامي فنزحت اليه الكثير من القبائل العربية واستقرت فيه وانتشرت في جميع ارجائه شمالا وجنوبا واستمر الحال في العصر الاموي وتبعه العصر العباسي وفي اخر هذا العصر وعندما ضعفت الدولة العباسية وتدخلت في شؤونها الكثير من العناصر الاجنبية وكان اخرها الغزو المغولي وموجاته المتعددة وتفرق جماعاته هو الاخر وتشتته الى دويلات حيث تكونت دولة الخروف الابيض والخروف الاسود والدولة الاتابكية التي انشأها بدر الدين الزنكي ونور الدين الزنكي واللذان قاوما الغزو الصليبي ودافعوا بشراسة عن الدين الاسلامي بقيادة القائد صلاح الدين الايوبي حيث استمرت هذه الدويلات با لضعف حتى تم احتلال العراق من قبل الموجا ت العثمانية التي هي الاخرى كا نت قد نزحت من اواسط اسيا واستمرت باحتلال العراق اربعمائة سنة تعرض العراق خلالها لعدة محاولات فارسية لاحتلاله واخيرا ازيحت هذه الدولة من العراق على يد الانكليز وتشكلت الدولة العراقية الحديثة وقد ولد هذا الوضع ضغائن واحقاد من قبل كل تلك العرقيات التي كان يبقى منها في العراق بعد الغزو الكثير من رعاياها فغدى العراق كما يقول المثل لملوم من عرقيات مختلفة متطاحنة متصارعة حاقدة كل منها على الاخر واستمرت الاحقاد حتى يومنا هذا 00 وبذا فلم يتولد احساس مشترك ومشاعر راسخة بين شرائح هذا المجتمع في حب العراق وارض العراق وبدأ كل عرق يحاول ان يزيح العرق الاخر للاسف الشديد واستمرت الاحقاد دفينة قد تبرز وتتحرك في ضرف وتخمد في ضرف اخر ولم تستطع كل الحكومات المتعاقبة على حكم العراق ان تولد الانسجام بين اعراق هذا البلد خلال كل تلك السنين الماضية 00 مع ان هناك العديد من دول العالم من تتكون من اعراق عدة تمكنت ان تخلق الانسجام والمودة فيما بين اعراقها وتكاتفت جميعها لتطوير بلدها المشترك كسويسرا وانكلترا وحتى امريكا  وغيرها من البلدان التي تتكون من اعراق عدة واضحى المواطن فيها ينتمي للارض التي يعيش فيها وليس لاعراقه وارضه التي قدم منها واصبح معظم مسؤولي الدول هذه من خارج بلدانهم ومن جذور لاتمت الى هذه الارض بصلة ولكنهم يخلصون لها ويدافعون عنها إلا نحن مع ان ذ لك ايضا لم يأتي اعتباطا بل جاء بعد صراعات ايضا لسنين طويلة كا لحرب الاهلية الامريكية وحروب انكلترا قبل ان تتوحد 00 ويبدو اننا نحن ايضا علينا ان نجتا ز مرحلة الصراعات حتى يكتشف الجميع بان لامناص من ان يعيش الجميع داخل حدود هذا البلد الموحد وان يدرك الجميع بان تجزئته خسارة العراق برمته شماله وجنوبه وسوف لن يكون هناك عراق او أي وطن لاحد 00 ومن اجل هذا يجب ان نقلص زعاماتنا الى اقل ما يمكن والمثل يقول (اذا كان كل واحد يريد يصير امير فمن الذي يرعى الفقير ) فوجود خمسة الاف منظمة مجتمع مدني امر رهيب وغير معقول فوجود عشرة او عشرين منظمة لهو كاف لرعاية كل شرائح هذا المجتمع الذي يتكون من ثلاثين مليون فكم منظمة ستتكون على هذا الاساس لوكا ن نفوس العراق اربعمائة مليون نسمة كما ان كلما كثرت اعداد المنظما ت زادت المشاكل والخلافات واحتدم التطاحن فيما بينها لان خمسة اسود على فريسة امر معقول ولكن الف اسد على فريسة واحدة سوف لن يصيب احد ولو قطعة لحم واحدة ويحتدم النزاع ثم ماذا قدمت هذه المنظمات من خدمات للشعب العراقي فاننا لم نلمس سوى ما نراه ونسمعه من مؤتمرات وتصريحات للاسف فهي لم تبني دارا واحدة للمشردين ولم توصل المياه او الكهرباء لبيت واحد ولم تحاسب مقصر او سارق ولم تبلط شارع فان كانت تدعي هذه ليست من مهماتها اذا فما هي مهماتها ؟؟ نرجو مما بقي منها ولم يغادر العراق ان يوضح لنا اهدافها وامنياتها لهذا الشعب المظلوم الذي يتحدث الجميع حول مظلوميته ولم يفعل له شيء وهو ساكت ومسترخي ( أي الشعب ) لانه يركبه الجهل الذي افقده حتى احساسه بالظلم وصفق وهلل للرموز فهنيئا لهذا الشعب فاليأكل رموز ويشرب رموز ويسكن رموز ويضيء ظلمة بيته بالرموز 000!!! وهنيئا للعديد من منظمات المجتمع المدني التي تعرف من اين تؤكل الكتف 000 وهنيئا لكل الجهات التي تدعم بعض هذه المنظمات انها قد استطاعت ان تسخر من هو اهل للعمالة والتبشير والتدمير 00 ومع ذلك فاقول ان هناك فعلا بعض المنظمات قد عملت بجد ولازالت تعمل قدر استطاعتها لخدمة هذا البلد وشعبه على الاقل في توعيته وتثقيفه وهو اهم ما يحتاجه هذا الشعب حتى قبل المأكل والملبس فا لجهل افة التخلف والتقهقر 000!!! `   

  كتب بتأريخ :  الإثنين 06-09-2010     عدد القراء :  2335       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced