أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
بقلم : رضا الظاهر
العودة الى صفحة المقالات

بينما يصول المتنفذون ويجولون خلف الكواليس، يجهل الملايين من مغيّبي الارادة ما الذي يجري، وماذا يفعل المتنفذون بارادتهم المسلوبة.
وفي الأفق لا يبدو حل عاجل حقيقي لأزمة البلاد المستعصية، وأبرز تجلياتها عقدة تشكيل الحكومة. فقد ودعنا نصف عام على الانتخابات البرلمانية وليس سوى التصريحات المتناقضة، الانشائية غالباً، واستغفال الناس والتلاعب بمشاعرهم، والوعود الزائفة في معركة المحاصصات المقيتة والصراع على الكراسي والنفوذ واللهاث وراء الامتيازات والمغانم.




وفي غضون ذلك يشهد الوضع الأمني تدهوراً يفاقمه غياب حكومة جديدة. وتتعاظم الأزمات الاقتصادية والمعيشية والخدمية، ويمضي المأزق السياسي نحو مزيد من الاستعصاء، وتشتد معاناة الملايين. وكل هذا وسواه من المآسي يتحالف مع تخبط "المحررين" ولا أبالية السياسيين المتنفذين واستثمار الارهابيين والبعثيين الصداميين وسائر الظلاميين لهذه الظروف المثالية بالنسبة لهم، وايغال "الجيران" في إعاقة العراق تمهيداً لقيام حكومة ضعيفة ومشلولة .. وكل يبكي على ليلاه ضماناً لمصالحه الضيقة الخاصة.

ولعل من بين تجليات أو مخاطر الأزمة أن المحللين لا يستبعدون، وسط أجواء التدهور الأمني الراهن، احتمالات احتدام العنف الطائفي كما حدث بعد انتخابات عام 2005. ويشخصون عجز البرلمان والشلل الذي يعاني منه بسبب سطوة المتنفذين وصراعهم السياسي. وهناك ما لا يحصى من الدلائل التي تكشف عن فشل "المحررين". ولعل أسطع دليل على هذا الفشل الذريع يتجلى، من بين أزمات أخرى تعصف بالبلاد، في معضلة الكهرباء.

واذا كان من غير الواقعي أن يقلل المرء من أهمية انسحاب القوات المحتلة كونه خطوة على طريق استكمال السيادة الوطنية، فان هذا الانسحاب يجب أن يقيَّم على نحو واقعي، وأن لا يكون مدعاة أو مبرراً لأوهام.

فنحن نشهد تلك الالتباسات المتوقعة والمألوفة في تقييم الانسحاب وسط فوضى الحياة السياسية والأفكار والصراع على السلطة والثروة. وكل طرف لا ينظر أبعد من أنفه، وهو داخل في نفق استحواذه الضيق، ولا يرى إلا ما يريد أن يراه.

فالأميركان يريدون الحفاظ على ماء وجههم من ناحية، وضمان مصالحهم من ناحية ثانية، بعد أن فعلوا ما فعلوا من خراب وتخبط وإهدار ووصايات وشراء ضمائر، وما الى ذلك مما بات مكشوفاً.

ولا غرابة في أن يبرر أبناء العم سام، وسط تناقضات صارخة مضحكة وفضائح لا يستحون منها، الانسحاب كانتصار أو يبعدون، في الأقل، احتمال وصفه بالهزيمة. والحق إنه هزيمة أخرى تضاف الى هزائم واشنطن المنكرة، فتفضح "المحررين" الذين يحاولون الاستمرار في لعبة ذر الرماد في العيون.

أما "المقررون" والمتنفذون فيخشى كثير منهم، أيما خشية، جلاء المحتلين، ويتشبثون ببقائهم للاحتماء بهم، على الرغم من كل الصخب الزائف ضد الاحتلال.

والمتنفذون، الذين استمرأوا نهج المحاصصات الضامن لامتيازاتهم، ماضون في طريقهم، بعد سبع سنوات مليئة بالمآسي والمرارات وخيبات الأمل، ولا يبالون بوصول البلاد الى حافة الانهيار. وليس لديهم سوى اللهاث ورراء المغانم من أجل الحفاظ عليها والتشبث بالمزيد منها، فهذا هو وحده النعيم، وليذهب "الآخرون" الى الجحيم !

وأما مواقف دول الجوار، على تناقضاتها، فيلخصها تمويل الارهاب والجريمة المنظمة، ودعم كل ما يمكن أن يؤدي الى حكومة ضعيفة مشلولة الى الحد الذي يضمن مصالحهم، أو يبعدهم، في الأقل، عن خطر أو تهديد.

ومما يلفت الانتباه، في سياق تطورات الأوضاع في بلادنا، أن الرئيس الأميركي امتنع، بتواضع زائف ومضلِّل، عن الحديث عن "نصر"، وأشار في خطابه ليلة الأول من أيلول الحالي الى أن وشنطن "دفعت ثمناً باهظاً في النزاع الدائر هناك"، لكنه لم يذكر شيئاً عن النتائج المتحققة من هذا الثمن الباهظ، إلا بحديث إنشائي عن "فصل مشرف من تاريخ الولايات المتحدة والعراق" !

وأما المسؤولون العراقيون فيتحدثون عن استعادة العراق لاستقلاله وسيادته في عرض جديد للضحك على الذقون. فقوات الاحتلال مازالت موجودة، تصول وتجول وتفرض شروطها المذلة. هل وصل متنفذون الى هذا الحد من تضليل الناس وطمس الحقائق في سياق نمط من سلوك وتفكير يعكس ثقافة خداع واستحواذ ؟

عن أي استقلال يتحدثون بوجود 50 الف جندي أميركي، بينما تواصل خلايا القاعدة والبعث الصدامي الفاشي وسائر قوى الظلام المدعومة من " الجيران" جرائمها الوحشية ؟ وكل هذا، وسواه من المآسي المروعة والأنفاق المظلمة في ظل صراع مقيت على السلطة والثروة، يمكن أن يؤدي الى ما لا تحمد عقباه.

* * *

يرحلون مخلّفين وراءهم عراقاً للنوائب، وأرضاً للحزن والاضطراب، وحياة للمآسي، وبشراً للخراب المادي والروحي .. أليست هذه حقيقة "ديمقراطية الاحتلال" ؟

هذه الغيوم الداكنة تخيم على البلاد منذ بدء "حرية العراق"، فتحجب الرؤية وتبعد الأفق .. إنها غيوم الاحتلال والمحاصصات والارهاب والتخلف، وقد ائتلفت على اختلاف مشاربها ومآربها حتى تبقى النوائب مصير بلاد ما بين النهرين، وحتى تبقى الامتيازات مضمونة للاهثين وراءها، ويبقى الحرمان مضموناً لضحاياه من الملايين.

أبعد خراب "حرية العراق" يأتي "فجر جديد" !؟

من يخدعون !؟

  كتب بتأريخ :  الإثنين 06-09-2010     عدد القراء :  2019       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced