علم النفس بين الحقيقة والوهم
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

كتب الاولون من رجال الفكر القدامى خاصة اليونان حيث برز فيهم الكثير من الفلاسفة والمفكرين وحاولوا فهم طبيعة الحياة وحقيقتها وكينونة النفس والروح التي تناقلتها القصص والحكايات بما كان معروفا انذاك من علوم سطحية ومعرفة بدائية مبنية على الظواهر الطبيعية وناقشوا مصطلح النفس والروح انطلاقا من الاستقصاء الفكري الذي تأسس على المشاهدة العيانية والاجتهاد المنطقي وقد دمجوا بين النفس والروح واعتبروهما يعبران عن مفهوم واحد ثم جاء فلاسفة العرب بعد الاسلام خاصة المتصوفة وفرقوا بين الروح والنفس واعتبروا الروح هي الحياة والنفس هو الاحساس 00 والاثنان اهملوا دور العقل المتركز داخل المخ ودوره في كينونة الانسان ولم يستطيعوا فهم العقل بكونه هو الجهاز المادي الذي يحرك الانسان ويخلق فيه الحياة وانه اذا توقف توقفت الحياة في الانسان وانه يعمل بفعل مؤثرات مادية كيميائية وكهربائية 0وان النفس وهم لاوجودلها إلا في مخيلتهم فقط 00 وان الروح هي نتاج تلك التأثيرات الدماغية الكيميائية والكهربائية التي يصدرها هذا الدماغ الى جميع اجهزة الجسم ويحرك كل قسم بما يجب ان يفعله 00 وانه لاوجود لشيء خارج جسد الانسان إلا بما يصله من تأثيرات كهرو مغناطيسية الكترونية تصل الى دماغ الانسان كظواهر طبيعية او عن طريق توارد الخواطر من الذبذبات التي يبثها الدماغ كجهاز لاسلكي وبصورة دائمية تقريبا  الذي يحللها ويفسرها كحركة او كلام او أي اجراء اخر 00بحسب نوعية تلك الذبذبات كما يفعل الحاسوب او الموبايل اللاسلكي الذي يستلم الاشارات ويطرحها كصور او اصوات 00 والذي تمكن ان يسفه كل ماقدمه الفلاسفة اليونانيين من اراء وافكار بنيت على التحليل العقلي والمنطق ولم تقم على التجريب العلمي لعدم توفر الامكانات العلمية والاجهزة الدقيقة التي تتوفر اليوم والتي بامكانها ان تؤكد حقائق الامور بالدليل المادي القاطع وبذلك فقداثبت العلم اليوم بطلان معظم ما قدموه من اراء وتفاسير لم تبنى على العلم 0 وقد حاول بعض مفكري عصر النهضة المزاوجة والتقريب بين ما طرحه الفلاسفة اليونان والتي اخذ العرب الكثير منها وبين ما بدأ يظهر من حقائق علمية مادية ثابتة ولكنهم غرقوا في معمعة التفسيرات والتحليلات المعقدة وبالتالي فشلوا في التوفيق فيما بينها حيث اعتمد العلم الحديث على الاجهزة المعقدة التي تم صنعها كالمكرسكوبات الارضية والفلكية واجهزة التصوير الشعاعي واخيرا الكمبيوترات التي قلبت الامور رأسا على عقب واضحت كل معارف وتحليلات المفكرين القدامى  في خبر كان واظهرت سذاجة تفكيرهم وعظم جهلهم بحقائق الامور وقد ادى بهم الى سيطرة الخرافة في كثير من افكارهم بل وجعلوها دستورهم الذي يسيرون عليه على انه حقيقة في ادمغتهم فقط  وجعلوا الناس في متاهة لازال الكثير يتخبط في ظلمائها 000 ومنها النفس فهل استطاعو ان يعرفوا النفس وما هي واين موجودة فان كانت موجودة فلا بد ان تكون من المادة وملموسة حسيا او بواسطة الاجهزة المتوفرة و في مكان محدد 00 اما اذا اخذنا برأي المفكرين العرب فقد اعتبروا النفس هو الاحساس والاحساس مجرد شعور يذهب ويختفي خلال لحظات وهذا ما يؤكد كون النفس وهم من ابداع خيال الانسان نفسه 00وقد لعب المنطق دليلا على ثبوت كل شيء وحيث ان المنطق كما قلنا يعتمد على التفكير الفكري وهو غالبا ما يخطيء فان المنطق لم يعد له مكان في ساحة العلم التجريبي العملي والبحثي الذي يعتمد على الفحص السريري وبالاجهزة المتوفرة في الوقت الحاضر التي لاتخطيء نتائجها 00 فالعلم اليوم يرفض رفضا قاطعامعظم نظريات الفلاسفة القدامى من اليونانيين والعرب او حتى بعض الفلاسفة الشرقيين الذي اعتمدوا في كثير من تفسيراتهم على اللاهوت التصوري والتأملي والخيالي ثم على الاجتهاد الفكري وهو امر لايعتد به امام نتائج هذه الاجهزة الالكترونية الدقيقة التي تظهر الحقائق امام الاعين او تسمع اصواتها الاذان 00 وقد ادى هذا التطور العلمي الذي ترسخ خاصة بعد صناعة الحاسوب وما يقدمه من دراسات ونتائج مذهلة تفوقت في الكثير منها على العقل البشري نفسه في السرعة والدقة حيث استطاع ان يدحض بالكامل نظرية النفس البشرية واثبت عدم وجود حقيقة لهذا المصطلح الذي تداولته البشرية قرون عديدة وانه مجرد مصطلح مجازي اخذ يتساقط امام العقل الذي يعبر عن هذه الكتلة المادية الموجودة داخل الجمجمة ان كانت بشرية او كانت حيوانية فهي التي تحرك الكائن الحي ميكانيكي وكيميائي وكهربائي 00 وثبت وجوده باعتباره كائن حي مجازا0 اذ لو توقف المخ عدة ثواني مات الانسان 00 وعليه فان كل ما في الكون يسير بالطاقة الكهربائية القوة العجيبة المتمثلة بالالكترون والنيوترون والفوتون والنانو وغيرها من الكتل المادية التي بالتاكيد سيكتشف الانسان الجديد منها في المستقبل وسوف يثبت العلم بان كل ما قدمه الفلاسفة اليونان والعرب مجرد خزعبلات لا اساس لها من الناحية العلمية حيث لم يكن في زمانهم هذه الاجهزة الحديث من المكرسكوبات واجهزة الرنين الصوتية والحاسوب الشيطان العجيب الذي اكتسح ومسخ كل ما قبله واصبح هذا العصر هو عصر الحاسوب واعجوبة هذا الزمن والذي اضحى عماد التطور والرقي وبه يفخر الغرب وبه يجب ان نخجل نحن من انفسنا لاننا لم نستطع ان نساهم في هذه الحضارة وان ساهم بعض العلماء من العرب والمسلمين في بعض هذه الاختراعات  فقد ساهموا في بلاد الغرب وليس في اراضينا فنحن لازلنا منشغلون في التقاتل فيما بيننا والسلام 000!!! 

  كتب بتأريخ :  الجمعة 10-09-2010     عدد القراء :  3016       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced