تقولها وترددها يوميا من على شاشة التلفزيون "رحت انتخبت كلشي ما حصلت"، وللتأكيد ترفع اصبعها الذي أغرقته بالحبر الازرق، والملايين من المشاهدين يرونها، ويؤيدونها، وخيبة الامل ترافقهم منذ اشهر طويلة.
ام محمد، واعتقد هذه كنيتها، اختزلت اوضاع العراق بشكل عام بهذه الكلمات "رحت انتخبت كلشي ما حصّلت" قالتها ببساطة وطيبة قلب!
بـَنـَت ام محمد آمالها، وأحلامها، على وعود لم تعلم انها ستكون كاذبة، لازالت الفوضى تعم البلد، "والبوك والنهب، ما شاء الله ازداد قاطين"، بدءا من حدود العراق، الى أبعد نقطة في المعمورة، والآتي اعظم.
ام محمد ، كانت تحلم هي الأخرى باستحقاقها الانتخابي، وان الحكومة القادمة ستوفر لها بيتا تسكن فيه وعائلتها، ويعم الامن في البلاد، وتتوفر الخدمات.
حلمت، او كانت تحلم، بان تسن قوانين جديدة تخدم المواطن والمرأة بشكل خاص، تحمي ابنتها، وابنة جيرانها، وان يسكنوا في مدينة نظيفة، لائقة بهم. ان تذهب للتسوق بدون ازدحامات قاتلة، تزهق الروح يوميا. ان لا ترى الصبّات الكونكريتية جاثمة في شوارع المدن تسرق منها جماليتها وروحها، ان تذهب للسوق، تشتري وتتسوق باسعار معقولة لا ترهق كاهل العائلة العراقية.. أن تحترم وتحترم عند مراجعتها لدوائر الدولة.
وتحلم ام محمد ايضا بمدارس تلم شمل التلاميذ والطلبة.. مدارس باسيجتها المرتبة، وصفوفها النظيفة، تكفي لإيواء الطلبة، بتعليم راقٍ، لا تحتاج فيه لمدرسات ومدرسين خصوصيين، لبناتها وأبنائها.
لكن هل كانت تعلم ام محمد، ونحن معها، ان برلمانا، انتخب منذ اكثر من ستة اشهر، واصحابه يتسلمون، ملايين الدولارات، وهم (عطّالون بطّالون)، تأتيهم مستحقاتهم الى بيوتهم؟.
هل تعلم ام محمد، ان بريطانيا العظمى، انتخبت برلمانا، وشكلت حكومة برئيس وزرائها خلال اربع وعشرين ساعة؟ وكتلنا وبرلمانيونا لازالوا يزايدون، ويتفرقون وتزداد يوميا صراعاتهم.. يتراضون ويتزاعلون، يفتحون مجلس النواب ويغلقونه، وكأنه دكان الـ"خلّفوهم"، والشعب يموت يوميا عشرات المرات.
الحل يا أم محمد بيد الشعب الذي انتخبهم، واوصلهم الى كراسٍ يحلمون بها؛ هو المطالبة المستمرة من منظمات المجتمع المدني، والاعتصامات، واستخدام كل ادوات الضغط واجبارهم على ايجاد مخارج، وما أكثرها، للخروج من الأزمة التي وضعوا انفسهم فيها والبلد، من الاصطفاف الطائفي المقيت.
كتب بتأريخ : الإثنين 04-10-2010
عدد القراء : 2475
عدد التعليقات : 0
أم محمد "رحت انتخبت كلشي ما حصلت"
