مقترح رئيسة وزراء تسوية
بقلم : مها سلمان الدجيلي
العودة الى صفحة المقالات

ايها العراقيون، يا ابناء جلدتي، اعرض امامكم مقترح رئيسة وزراء تسوية نحل بها مشكلة العراق، التي هي اكبر حجما من كارثة ثقب الاوزون. واعترف امامكم، ان كان عظيماً من الشخصيات، يوما ما، كان كذلك بسبب مواقفي، السلبية والاأبالية اتجاه كل ما يحدث.
أنا لم اشارك في تظاهرات نقص الكهرباء ولا نقص الماء ومواد البطاقة التموينية، ولا النقص في كل شيء حتى في كرامة الانسان. بل ولم اشارك، في تظاهرات الزيادة: الزيادة في جرائم الخطف والقتل والاغتيالات، والفساد المالي والاداري. الزيادة في عدد الثكالى والارامل والايتام، وعدد من توسدوا المقابر والمزابل. وفي عدد الجدران الكونكريتية القبيحة التي تقطع اوصال مناطق عباد الله واحيائهم.
هل انا مثل دون كيشوت حين استفاق واستلّ سيفه ليحارب طواحين الهواء؟
فجأة استفقت من غفوتي مرعوبة، وانا ارى الوشائج تتقطع بين الكتل والاحزاب السياسية كافة وبين السياسيين وغير السياسيين، بسبب عدم تمكنهم من اختيار رئيس للوزراء. وقلت لنفسي: لماذا لا اشارك في حل.
المعضلة، اذ لا يشترط ان يكون رئيس الوزراء رجلا.. لـِمَ لا يكون امرأة، ونسميها (ام العراق) على غرار (ام الهند) انديرا غاندي؟ ما المانع؟
ارشح نفسي كرئيسة وزراء تسوية، مع ان البعض سيعترض عليه ويصفه بانه خرق للدستور. لكن لنكن صريحين، فالدستور اساساً مليء بالخروق، فما الضير في اضافة خرق صغير لهذا الدستور العتيد؟!
ولو قدر هذا، واصبح رئيس الوزراء امرأة، فسوف يكون للعراق، ولاول مرة بعد 2003، رقم قياسي مشرف في سجل غينيز للارقام القياسية وسجلات الامم المتحدة المبجلة، بعد ان نال الكثير من المراتب الاولى في مجالات الاسوأ في كل شيء: كأسوأ عاصمة، وأسوأ سجل في حقوق الانسان وقتل الصحفيين،.... وغيرها. ثم ستكون سابقة نتباهى بها امام جميع دول الشرق الاوسط، الشقيقة والصديقة، القريبة والبعيدة، ونقول لهم: أرأيتم؟ هذا هو عراق الديمقراطية.
المهم يجب اطلاع الجميع على مواصفات  رئيسة الوزراء القادمة.. وبصراحة هي ليست ممن يحمل شهادات عليا مزورة او حقيقية، لا دكتوراه ولا ماجستير، انما لديها شهادة بكلوريوس فقط وهي كافية في حكومة تكنوقراط.
واود ان اطمئن العالم اجمع بانه لا خوف من بكلوريوس علوم الفيزياء وانها لا تختلف في عدم جدواها كالاختصاصات الاخرى. واقسم باننا لا ننوي صنع قنبلة نووية او ذرية او خشبية. ولا ننوي غزو الفضاء ولا الصحراء.
وفي اداء يمين القسم – اذا شاء الله – سوف اتعهد بان لا اطالب بزيادة في راتبي فلساً واحداً على ما هو عليه الراتب الحالي. ولـِمَ الزيادة؟ ففي الحالات كلها سيكون الجهد الذي ابذله وانا رئيسة وزراء اقل بكثير مما ابذله في وظيفتي الحالية. ثم انه اجمل بكثير من معلومات الفيزياء الثقيلة التي اناضل من اجل اقحامها في رؤوس طالباتي المسكينات.
وسوف ارفض السكن في المنطقة الخضراء، لانني اعتز بموقع سكني الحالي، لكن المشكلة الكبرى هي اجتياز معابر رفح بين ضفتي القناة، فغالباً ما اكون عالقة في السير ساعات طويلة، واحيانا تسعفني احدى معذبتيّ الـ(زين وآسيا) فأتمكن من الاتصال بمديرة المدرسة، الانسانة الرائعة التي ترد عليّ برقة وتقول: وماذا في ذلك؟ فأنا ايضا عالقة ولن اصل قبل نهاية الدوام، فارجعي الى بيتك راضية مرضية. ولكن إذا كان هذا مقبولا وانا مدرّسة، فلا يصح وأنا وزيرة وزراء. كيف اتخلف ثانية واحدة عن جلسات المجلس؟ طبعا لا يمكن!
وحلاً لهذا الاشكال، ولاجل عيون الوزراء الاعزاء، سيكون اول مشروع يصوّت عليه، هو تسقيف هذه القناة، ابتداءً من جسر الشعب وانتهاءً بجسر الحبيبية. والى ان يتحقق هذا المشروع العظيم، اقترح على وزرائي المحترمين احد حلين: اما ان ابيت انا في غرب القناة، او انهم يبيتون شرقها قبل يوم من الاجتماع، لانه ليس مسموحاً لهم بأية مواكب تسير عكس السير، ترعب الخلق والعباد، وبالضجيج والاطلاقات النارية. او الاصح سوف لن اسمح لهم بأية مواكب او حمايات او عصابات. وإن وافقوا على المبيت شرقاً، فكل على حسابه في السكن والمأكل، إذ لا ولائم ولا خراف تنحر، ولا ثريد، وانما هي لفات من "حبايبنا". سوف لن اكلف خزينة الدولة فلساً واحداً، ولن يكون المصروف من سرقة البنك المركزي، ولا من سرقة مصارف الرافدين، لاجل التسوق من باريس وروما ولندن. سأكتفي بـ"أرخص الاسعار" خاصة واني امرأة موغلة في العمر، حيث لا يصلح العطار ما افسده الدهر.. والحكمة تقول ان المرء في جوهره وليس في مظهره.

التوقيع
رئيسة الوزراء تسوية
القادمة

  كتب بتأريخ :  الإثنين 04-10-2010     عدد القراء :  2095       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced