هكذا يتعامل الظلاميون الجهلة مع الثقافة والأدب والفن في ظل عراق بما يسمى بالجديد
بقلم : جبار العراقي
العودة الى صفحة المقالات

هذا هو حال الحركة الثقافية والأدبية والفنية في عراقنا ( الجديد )

في الكثير من دول العالم المتحضر تحضي الحركة الثقافية بجميع فروعها واختصاصاتها بالدعم المادي والمعنوي من قبل الدولة ومؤسساتها التي تهتم بالبحوث العلمية والفكرية والثقافية بجميع نواحيها، حيث يكون من واجب هذه المؤسسات الحكومية والغير حكومية أيضا، توفير كل المستلزمات التي يحتاجها هذا الطاقم لإنتاجهم الثقافي، لآن الباحث والمفكر والمثقف في هذه الدول المتحضرة يعتبر العامل المهم والفعال لتطوير وتوعية المجتمع، وحتى المؤسسات ذات الطابع الديني التي تهتم بالعلم والفكر والثقافة تكرم وتدعم كل من يبدع بمجال الثقافة، ونرى في هذه الدول أيضا شوارع وساحات وأزقة يطلق عليها أسماء، المبدعين من الباحثين والمفكرين من العلماء والأدباء والمثقفين تكريما وتخليدا لأعمالهم لهم على ما قدموه من إعمال وإنتاج يصب في خدمة وتوعية المجتمع الذي هم جزء منه

لكن في ظل عراقنا ( الجديد ) يتعامل الظلاميون والجهلة مع الثقافة بجميع نواحيها الفكرية والأدبية والفنية القادرة على بناء مجتمع متقدم ومتحضر، مزدهر علميا وثقافيا وأدبيا وفنيا، بطريقة أخرى، هي طريقة الاغتيالات مثل العملية الإجرامية التي أودت باستشهاد المثقف المبدع ( كامل شياع ) الذي كان يعمل على تأسيس مشرعا فكريا وثقافيا وإنسانيا يخدم مصلحة المواطن العراقي، الذي كان ولازال يعاني من ظاهرة الخراب الفكري والثقافي والخلقي والاجتماعي منذ فترة حكم نظام البعث الفاشي المقبور، وحتى هذه اللحظة.

قبل أكثر من عام حاول خطيب وإمام جامع براثا والقيادي في المجلس الأعلى ( جلال الدين الصغير ) على محو تاريخ وارث أعلام الفكر والأدب والثقافة الإنسانية العراقية وبصماتهم التي تركوها على الثقافة العراقية، أمثال الباحث الاجتماعي الدكتور ( علي الوردي ) الذي كتب وتحدث عن مهزلة العقل البشري الذي يمارس الآن من قبل بعض الظلاميون الجهلة، وكذلك أستاذ وفيلسوف اللغة العربية العلامة ( مصطفى جواد ) والمحامي ( جعفر كبة ) وعالم الآثار الذي ترجم وحل رموز ملحمة كالكامش ( طه باقر ) وكذلك الأستاذ ( علي جواد الطاهر ) هؤلاء هم أعلام ورموز الفكر والأدب والثقافة والتأريخ والعلم العراقيين، الذين تركوا بعد رحيلهم عنا بصمات وكنوز من العلم والمعرفة التي تخدم وتطور الفكر والعقل البشري، ومحاربة الجهلة أصحاب الأفكار الظلامية.

والآن يطل علينا الظلاميون الجهلة من جديد في مجلس محافظة بابل الذي ابتلا العراق ( الجديد ) بهم على إلغاء وتحريم الحفلات الموسيقية والغنائية التي كان من المقرر أجرائها ضمن برنامج مهرجان بابل الفني الدولي.
متناسين بأن هذه المحافظة صاحبة تاريخ ثقافي وأدبي وحضاري يمتد عمره ألفين عام قبل الميلاد ومنها أيضا خرجت مسلة حمورابي والجنائن المعلقة وأسد بابل وباب عشتار والكثير من العلوم التي لازالت تخدم البشرية. مدعين بأن لهذه المحافظة خصوصيتها الدينية والاجتماعية التي تتحلى بالقيم الإسلامية.
وهنا اطرح سؤال للظلاميون الجهلة هل يوجد نص في الإسلام يحرم الغناء والموسيقى ويحلل التطبير وضرب الزناجيل واللطم على الصدور وجلد النفس، حقا لقد ابتليانا نحن والعراق بكم يا جهلة.


النمسا – فيينا

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 05-10-2010     عدد القراء :  2013       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced