الامهات وعقدة التملك
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

هناك امر يثير العجب والاستغراب في ما تسلكه الامهات مع اولادهم  يكاد ان يكون عاما وشاملا 0اذ قد يلاحظ المراقب لهن بانهن يسلكن سلوكا مختلفا مع البنات يختلف عما يسلكنه مع البنين منهم بشكل يلفت النظر وبطريقة تظهر الازدواجية بالتصرف بصورة جلية فتجدهن يهتممن اهتماما كبيرا لدى تقدم أي خاطب لهن وبلهفة وشوق شديدين ويستقبلن اهل الخاطب بكل لهفة وترحاب منقطع النظير محاولات التشبث به قد ر استطاعتهن لاتمام الخطوبة وتزويج بناتهن باسرع ما يستطعن عليه محاولات تسهيل الامر ومفاتحة الاباء واقناعهم للموافقة على هذا الخاطب الجديد وتجميل صورته الشكلية والذاتية وتوصيفه بصفات قد تكون في كثير من الاحيان مبالغ فيها وغير حقيقية  من اجل انتزاع الموافقة واتمام الصفقة 00 حتى اذا تمت الموافقة رحن ينهمكن في اعداد الترتيبات والتجهيزات التي تتطلبها مثل هذه المناسبات بكل نشاط وهمة من اجل الاسراع بعقد القران واقامة ليلة الحناء وتحضير ابنتهن جسديا ومظهريا خارجيا لكي تكون باجمل صورة محاولين اخفاء ما يعتورها من عيوب بمختلف الوسائل وشتى الطرق ويشترين لها الثياب التي تبرز مفاتنها ضاربين عرض الحائط كل قيم التحفظ وفروض الدين ويساعدن اهل العريس في عمل اقداح العقد وشد الكفافي وتتعالى الهلاهل والزغاريد وتنطلق الاهازيج والاغاني الملائمة لمثل هذه المناسبة ويجهزن الاكلات ويحضرن الاطعمة والحلويات وكان هذا اليوم هو عرس الام وليس عرس ابنتها فالام اليوم في قمة فرحها وغاية نشوتها وسعادتها 00 فلماذا ؟؟؟ هنا تبرز قضية حساسة جدا تدخل في داخل احاسيس الام النفسية والتي يطلق عليها بالعقل الباطن فهي تشعر عند تزويج ابنتها بانها قد كسبت رجلا فالعامل الغريزي الداخلي الجنسي يتحرك لاشعوريا داخل عقل الام فهي تميل غريزيا الى الرجل وتشعر بالراحة بقربه حتى لو لم يتم الاتصال المادي معه وبشكل مباشر وانما تلعب الاحاسيس فعلها في خلق الراحة والسعادة والنشوة عند الام كلما اضافت رجلا غريبا الى محيطها وهو احساس بالطبع تنكره كل الامهات لو جوبهت به فانها بالتأكيد ستنكره وتهاجم من يطرحه او يجابهها به فقد لاتشعر به في العقل الواعي وانما العقل الباطن هو الذي يكون قد تحرك ونشط ويدفع الام لااراديا للعمل على كسب رجل الى ابنتها فتجد الراحة واللذة بذلك 00 وعلى العكس من ذلك لو قرر ابنها ان يتزوج فان التعامل سيكون بشكل مختلف تماما 00 فان الحزن والصدمة ستنتابها وتثور مشاعر الغيرة واحاسيس الخسارة بانها ستفقد رجلا كان بحوزتها ومن ضمن املاكها فستأخذه منها غيرها لتستمتع به ولكن بالطبع لاتظهر ذلك بل في كثير من الاحيان تظهر العكس وتبدو كانها فرحة في زواج ابنها ولكنها داخل العقل الباطني تكون مشتعلة بنار كاوية وبثورة عارمة فهي لا تريد ان تزوج ابنها فتبدأ كثيرا ما تحاول خلق العقبات والعراقيل بشكل خفي وباعذار لاعلاقة لها بالحقيقة التي تتفاعل في داخل نفسها فتحاول ان تشوه صورة من يريد خطبتها باظهار العيوب بها او باهلها او تخلق العقبات والشروط التعجيزية امام اهل الفتاة ولكن من جانب اخر وظاهريا تشعر الناس عكس ما تضمر فتتخذ كل المظاهر التي توحي للاخرين بانها جادة وفرحة ومستبشرة بزواج ابنها فتدخل في الحقيقة في صراع نفسي مزدوج بين فرحها في استحضار دوافعها الغيزية الجنسية من عملية الزواج نفسها التي سيكون اجلى مظاهرها هو المعاشرة الجنسية الممتعة لها والتي تتلذذ بها مع ان التي ستمارسها ابنتها مع زوجها وان هذا الشعور يعم جميع الحاضرين والمشتركين في العرس فتراهم في غمرة فرح لامثيل لها لانها واقعة تعبر عن المعاشرة الجنسية فتشعر الجميع رجالا ونساءا بالاستمتاع وخاصة الام 00 لانها قد ربحت رجلا جديدا في اجوائها 00 وهذه المشاعر تستمر حتى بعد الزواج فتجد الامهات يهتممن بازواج بناتهن اكثر من أي ضيف اخر بل واكثر من افراد عائلتها مدعية الكرم وواجبات الضيافة 00 فيقدمن لهم اطيب الاكلات واشهاها ويستقبلنهم احسن استقبال ولهن حضوة عند امهات البنات لامثيل لها وعلى العكس فان مواقفهن مع الكنات معروفة ومشاداتهن مع بعضهن لاتتوقف ولا تنتهي وهن في خصام مستمر فدائما تشعر الام بان الكنة ( زوجة الابن ) قد اغتصبت واختطفت ابنها منها وهو شعور عام وشامل والامثلة كثيرة لاتعد ولا تحصى وحتى من قبل اثقف النساء الامهات حتى الحاصلات على ارفع الشهادات  حيث تحاول الام ان تضع العراقيل لاعاقة زواج ابنها حتى تمضي به السنون وهي تؤمله بالبحث والاستقصاء واذا اضطرت تحت ضغط الابن فانها تختار له بمقياس ذوقها وتحت تأجج مشاعرها فتحاول ان تختار له ما تعتقد بانها لاتلائمه شكلا وثقافة ومنزلة اجتماعية كما تفعل المستحيل لمنعه من الزواج مما يحبها او كان مرتبط معها بعلاقة حب مسبقة فانها تعتبر اتمام زواجهما ناتج عن مؤامرة مدبرة ضدها محاولة افشالها او تتامل  حصول الخلاف بينهما  وبالنهاية الافتراق فهي طيلة مكوث الكنة عند ابنها لايستقر لها قرار فهي تبقى  في صراع نفسي قاتل 00 ان مواقف الامهات كثيرا ما يبدأ حتى قبل زواج الابن بل ومنذ بلوغه الحلم او سن المراهقة الذي يتطلع خلاله كل شاب لارتباط بعلاقة حب او صداقة مع احدى الفتيات من الاقارب او الجيران او الاصدقاء فتتصدى له الام لمنعه ونهره وتحذيره لانهاء اية محاولة فقد تجد في هذه الخليلة او الحبيبة منافسة لها في حب ولدها خاصة اذا كان ولد واحد ( وما يسمى بالمدلل ) فهي تحرص عليه اشد الحرص من اية دخيلة عليها وقد يصل الامر لطردها وشكائها لاهلها وخلق المشاكل لها متذرعة طبعا بذرائع كثيرا ما لاتلتزم الام نفسها بها كفروض الدين او او ضغط التقاليد والاعراق او قيم الاخلاق وكلها مجرد ذرائع تكون غائبة في تعاملها مع ابنتها التي تحاول ان تقربها من أي شاب تجده مناسب لها خاصة ابن اختها او أي قريب اخر لها وكثيرا ما تكون تصرفاتها لا ارادية بل ولاشعورية في بعض الاحيان بل تتصرف بها تلقائيا ولكنها في حقيقتها نابعة من دوافع داخلية نفسية دفينة تعبر عن رغبات التملك الغريزي للرجل والاستحواذ عليه دون مشاركة من غيرها من النساء 00 وهذه حقائق اوضح من نور الشمس المشرقة ومع ذلك فانا واثق من ان هناك العديد من النساء ممن سوف تغضب لهذا الحديث الصريح  00 ان مثل هذه الظواهر الراسخة والمنتشرة في مجتمعاتنا العربية والاسلامية قد لانجد لها هذا المفعول والتأثير البارز او الممارسة حيث ان الامهات الاجنبيات يعشن ومنذ صباههن ومراهقتهن وكبرهن وحتى شيخوختهن يهتممن بانفسهن وبعلاقتهن مع الرجال الاخرين بحرية منقطعة النظير ويعتبرن مثل هذه الامور من خصوصياتهن وحقوقهن الشخصية ويستمرن بممارستها حتى سن الشيخوخة في كثير من الاحيان فلذا فان مشاعر التملك لاولادهن قد تكون ضعيفة او غائبة تماما ولاتثير لهن هذه الحساسيات التي تتأجج في نفس المراة المسلمة المحافظة اضافة لضعف الترابط العائلي الذي لانجده بهذا التماسك والقوة التي نجدها في مجتمعاتنا المتخلفة 00 فارجو ان لاتغضب اللامهات عليّ فانا دوري مجرد وضع المرأة  اماهن كي يرين حقيقتهن دون رتوش 000!!! 

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 12-10-2010     عدد القراء :  2323       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced