الامراض النفسية والامراض العقلية
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

هناك فرق كبير بين ما يسمى  بالامراض النفسية والامراض العقلية ومع ما اوضحناه في مقال سابق بعدم صحة المصطلح الذي يسمى بالامراض النفسية وانما كلا المرضين هما امراض عقلية وانما الفرق بينهما بان ما يطلق عليه بالمرض العقلي هو خلل وتشوه مادي وبايولوجي في نفس كرة الدماغ او تشوه خلقي فيها وقد يصاحب هذا التشوه في كرة المخ تشوه في معظم انحاء الجسم او في نفس الجمجمة كما يطلق عليه بالمنغولي ويكون ذلك في معظم الحالاات ولادية فيولد الطفل وهو فيه هذا التشوه ويؤدي الى التخلف العقلي فتكون تصرفاته وسلوكه غير طبيعي او سوي مثل باقي البشر فتبدو للناس تصرفات شاذة وغريبة وغير متوازنة كما تكون اما مسالمة او عنفية شرسة ومتقلبة متغيرة المزاج ومضطربة الاحوال 0 وهو مرض صعب العلاج او في كثير من الاحيان مستعصيا ومستحيلا فيعيش المتخلف عقليا منبوذا ومنزويا يعيش داخل عالمه الخاص بعيدا عن سياقات الحياة العامة وفي العادة مثل هذا الشخص يودع في المصحات العامة او في مستشفى المجانين او يحتجز داخل بيت العائلة التي ينتسب لها وحالة هذا المريض بايولوجية تشوهية في كرة المخ ذاتها 000  بينما في الامراض النفسية فهي مجرد عوارض قد تصيب احد اجزاء الوظائف الدماغية  بالخلل مع سلامة المخ من الناحية المادية مما يؤدي الى ظهور خلل في التصرفات الظاهرية للمريض نفسيا وشذوذا في سلوكياته عن باقي البشر الطبيعيين مما قد يثير انتباه الناس اليه  وازعاج وقلق لاهله او للغرباء من المشاهدين له  00 وقد صرح يوما من الايام الدكتور جاك عبودي وهو استاذ الامراض العقلية في كلية الطب قبل اكثر من خمسين سنة بانه ليس هناك انسان على وجه الارض لايخل من بعض الخلل ولو الى حد بسيط مهما اعتقد بانه سليم مائة بالمائة بما قد يتعرض له كل انسان من نوع من الضغوط الحياتية التي لابد وان يتعرض لها طالما هو يعيش داخل هذا المجتمع المتأزم وليس هناك مجتمع دون ازمات في أي وقت وفي أي ضرف 00 ومهما يكن من صحة ما ادعاه الدكتور جاك عبودي في حينه فان ما نشاهده اليوم  يدل دلالة اكيدة على صحة الكثير مما ذهب اليه الدكتور  من تكالب وتصارع من قبل البشر  دون أي مبرر منطقي او معقول 00 فالمريض النفسي اذا هو مريض على درجات ومستويات مختلفة في الحدة والشدة وقد صنفها بعض اطباء علم النفس من حالة الشوزفرينيا التي يصاب صاحبها بالتهيئات الى النورستانيا وقد تصل الى حد فقدان الذاكرة وهذه تكون نتيجة مشاهدات واحداث مفاجئة ومرعبة او نتيجة صدمة مادية تخلق له خللا وظيفيا في بعض او جميع اجزاء الدماغ وقد يبدو كالمتخلف عقليا في كثير مكن الاحيان فتتغير احواله وتصرفاته بعد ان كان انسانا سويا طبيعيا لا يختلف عن اقرانه من البشر فيبدو انسانا شاذا لاينسجم من خلال هذه التصرفات مع ما يدور داخل مجتمعه 00 ومثل هذا المريض مريض مظهريا من خلال تصرفاته وكلامه الغير متوازن والمشوش او من ردة افعاله الغير متوافقة مع الحياة العامة وتبدو هذه الظواهر بحسب شدة المرض وتأثيره على المريض نفسه وكثيرا ما يتعرض لمثل هذه الامراض المراهقين والمراهقات نتيجة الكبت والقسر الاجتماعي وقد تظهر تصرفاتهم في الحالات الخفيفة على شكل ظواهر مادية تبدو على الجسم كا لا كزمات ا لجلدية او ظهور بثور حب الشباب او تساقط الشعر او على صورة تصرفات كقضم الاظافر او حركات اخرى لجلب الانتباه وغيرها من الاعراض العديدة 00 والامراض النفسية تكون فرص شفائها كبيرة جدا بل قسم منها تزول بزوال عامل الضغط نفسه ويعود الانسان لحالته الطبيعية وفي بعض الاحيان يحتاج الى بعض  المعالجات النفسية البسيطة الايحائية او التلقينية او بعض جلسات التنويم المغناطيسي الذ ثبت مفعوله في معظم العلاجات 00 ومن اجل فهم الفرق بين المرض العقلي والنفسي لابد من العودة لشرح او جه التشابه بين المخ والحاسب الالكتروني كي نستطيع ان نقرب الفكرة الى ذهن القاريء الكريم 00 فالمخ والحاسب الالكتروني ( الكومبيوير ) هو جهاز واحد من حيث التركيب التقني والوظيفي والفرق بينهما هو نوع المادة المصنوعان منها فالمخ مادة لحمية والحاسوب مادة معدنية اما اجزائهما فواحدة تماما وعملهما متناضر ايضا فهما رديفان لبعضهما 00فالاثنان يعملان بالكهرباء والاثنان يستلمان الظواهر والمشاهد عن طريق الشعاع الالكتروني البصري أي الضوئي او الترددي الذبذبي ويختزنانها في جزء معين ثم تذهب للمعالج لتفسيرها واعطاء الاجوبة لها 00 والكمبيوير يمرض نفسيا وعقليا مثلما يمرض المخ البشري ولكن كيف وهو ما سنشرحه فيما يأتي 00 فالكمبيوتر عندما يمرض عقليا وذلك اذا اصاب احد قطعه الالكترونية بالتلف فهو يحتوي على الاف الترانسسترات متجمعة حاليا في قطعة واحدة تدعى ( انتكرد) مضافا لها العشرات من المتسعات والمقاومات الكهربائية 00 والتي تقوم بعدة ادوار فمنها يقوم بدور المعالج ومنها يقوم بدور التسريع وكل ذلك يجري عن طريق الالكترونات التي يتلقاها من قسم ( البور ) الذي يجهز الجهاز بالطاقة الكهربائية فاذا احترقت أي من هذه القطع تعطل الجهاز ويصبح مشابه للشخص المتخلف عقليا لتلف في دماغه 00 اما عندما يدخل فايروس في احد قطع الكمبيوتر فان احد برامجه يختل ولكن قطعه ستبقى سليمة ويعالج ببساطة باعادة برمجته من جديد وهذا الامر يقابل المرضى نفسيا تماما الذين تكون ادمغتهم سليمة لايشوبها أي تشوه خلقي وانما يمرضون بسبب حادثة او صدمة او ضغوط نفسية اخرى فتختل برامج مخهم ويكونوا بحاجة الى اعادة برمجة وتنظيم وهو امر سهل كذلك في معظم الاحايين وكم من المختلة برامجهم للاسف الشديد من يحكمون بلدانهم اليوم كزعماء ورئساء  في مختلف اصقاع العالم وليس هناك من يتجرأ علىاصلاح برمجتهم واعادتهم الى الطريق القويم كي يديروا بلدانهم بشكل سليم  00 !!!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 12-10-2010     عدد القراء :  2400       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced