يتخذ الكثير من الناس موقفامن بعض الكتاب والمفكرين موقفا عدائيا ومتشنجا وغاضبا قد يصل في بعض الاحيان حد الشتم والمهاجمة بسبب كتاباتهم النثرية والروائية الصريحة الجريئة والتي تكشف عن دواخل واقع وطبيعة الوجه الاخر لهؤلاء الناس الذين قد يكونون من وجهاء الناس وعلية القوم واصحاب وظائف رفيعة او مراكز اجتماعية في المجتمع والتي يخفونها داخل مظاهر تختلف اختلافا جذريا عن حقيقة تلك الشخصية الخفية والوجه الاخر فيها فقد يكونون معروفين بالوقار والحشمة والادب الرفيع والاخلاق الحميدة والوجاهة المفرطة والتشدد الديني والاجتماعي والعائلي 00 اذ باقلام اؤلائك الكتاب الجريئين الذين يكتبون عن ازدواجية حياة هؤلاء الشريحة من الناس ويكشفونها للرأي العام فانهم يفعلون كمن يضع مراة سحرية تكشف حقيقة طبيعتهم دون تزييف او اقنعة وبراقع امامهم فيرون ما يريدون ان يحجبوه عن الناس من شخصيتهم الدفينة التي يعيشون فيها داخل مجتمعهم فيخدعون الناس بها بل واقرب الناس لهم كاولادهم او زوجاتهم او العكس من النساء اللواتي سريعا ما ينزعن جلودهن ومظاهرهن المتعصبة المحافظة حالما تتغير الضروف والاجواء والبيئة وترفع عنهم سلاسل الحديد او سيف الرجل الجلاد او المجتمع الضاغط فيظهرون بهيئات تختلف اختلافا جذريا عما كن عليه بمجرد الابتعاد عن محيطهن الذي كن يعشن داخله خاصة اذا سافرن وغادرن خارج البلاد 00 فترى الرجال الوقورين اصحاب الوجاهة والحشمة وهم بالمايوهات في البلاجات على شواطيء الريفيرا وبصحبتهم مجاميع من الغانيات منضجعين على الارايك وكذلك العديد من النساء اللواتي ضقن ذرعا بالانزواء داخل بيوتهن اذ يتوجهن بمفردهن او ضمن السفرات السياحية الى الخارج خاصة الارامل والعوانس والمطلقات وينطلقن على الفور الى البلاجات ويرتدين المايوهات ولا بأس ان يصطحبن الشبان الوسام ويستمتعن باسعد الاوقات واما المراهقات فذاك امر مباح فيجدن في الاغتراب متنفسا من هذا القيد الثقيل والرجال اصحاب الاعمال يجدن في السفر التحرر من قيود الزوجية وهم في مأمن من عيون الرقباء ونقد المنافقين الذين لو توفرت لهم الضروف لفعلوا نفس ما يفعل هؤلاء 00 فان عادوا عادت الحشمة والوقار والتفت النسوة بالاغطية من جديد وكأن شيئا لم يكن وعاد الاب لعائلته ليرفع سوته وعصاه على اولاده لان الابن تعلم التدخين او تأخر بعد مغيب الشمس والبنت تلبس ثوبا فضفاضا يكشف عن ردفيها وهذا حرام وفي الصباح يذهب ليزاول عمله بدائرته بكل احترام 00 فيالهم من قدرة على التمثيل واداء الادوار على احسن ما يرام 00 ومن المفارقات التي تجري في هذا البلد ان هناك اختلاف كبير بين منطقتين هي في داخل العراق فلو ذهبت الى منطقة كردستان لشاهدت البون الشاسع بينها وبين منطقة عربستان فهناك الحرية والتحرر باجلى صوره فتجد النساء سافرات يتجولن بكامل حريتهن والرجال على سليقتهم دون تكلف او تشدد وكانك في اوربا بينما وعلى بعد سبعين كيلومتر فقط في مدينة الموصل تجد الوضع مختلف تماما فلا خروج دون حجاب ولا ملاهي او محلات سهر 00 فهل ممكن ان تصدق ان كردستان هي جزء من عربستان 00 ففي كردستان اناس ذو وجه واحد وفي عربستان اناس ذو وجهين ونخشى ما نخشاه ان يصبحوا ذو ثلاثة وجوه وهذه الطامة الكبرى 00 فانا في الحقيقة لا الوم او انتقد الاوربي على حياته المتحررة فهم احرار وهذه هي حياتهم التي اعتادوا عليها بل ولا الوم البلدان العربية المتحررة والتي يعيش سكانها في وجه واحد ولا الوم كردستان لانها انفصلت وابتعدت عن عربستان وتعودت حياة التحرر خلال الخمسة عشر سنة الماضية فهم احرار فيما يفعلون 00 ولكن حديثي على هولاء الذين يعيشون في عربستان من الرجال والنساء اللذين يظهرون الحشمة والتعصب ولكنهم عندما يغادرون بلادهم ينقلبون بوجه اخر ويزول كل ذاك التشدد والتعصب والتحجب 00وعليهم ان لا ينزعجوا او يغضبوا مما يكتبه الكتاب من مقالات او قصص وروايات هي من حقيقة ما يجري وما يدور في هذه البلدان ولا يحرجون فسوف لاتذكر الاسماء فمتى ستستطيع عربستان ان تعيش بوجه واحد وتتغير الاحوال ؟؟ سوف نرى ولابد من الانتظار 000!!
كتب بتأريخ : الثلاثاء 12-10-2010
عدد القراء : 2360
عدد التعليقات : 0
ازدواجية الشخصية في العالم العربي
