اليسار واليمين
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

لقد وجدت من المفيد ان اتحدث عن جذور واصل هذه التسمية ومن اين جاءت وهل تكونت من فكر او معتقد انه ليس هذا ولا ذاك فقد اطلقت هذه التسمية عندما اصطف مجموعة من النواب في احد البرلمانات الاوربية وتجمعوا في الجانب الايسر من القاعة التي يجتمعون بها محتجين على اجراءات حكومية وجدوها مخالفة لارادة شعبهم ومعارضين لتلك الفئات التي ايدت تلك الاجراءات 00 فاطلق عليهم اليساريون واطلق على المجاميع المؤيدة للحكومة  اليمينيون ومنذ ذلك التاريخ سارت التسمية التي اختصت بها المعارضة في كل البرلمانات واستمرت هذه التسمية تطلق جزافا حتى ثورة اكتوبر التي تبنت الفكر الاممي الذي اطلقت عليه اسم الشيوعية واعتبرته احدث وارقى فكر تقدمي في ذلك الوقت الذي انطلق يدافع عن الطبقات المسحوقة من الشعب ويهتم بشريحتي العمال والفلاحين الذين وقفوا يدعمون هذه الحركة الجديدة وبهم تمكنت في الاخير ان تنتصر وتعلن دولتهم الاشتراكية وراحت تنشر افكارها باعتبارها حركة وفكر يهم بالدرجة الاولى هذه الشرائح المظلومة والتي سخرتها طبقات النبلاء لمصالحها وبدأت هذه الافكار والتنظيمات تنتشر في العديد من دول العالم واخذت تلتصق بها كلمة اليسار حتى انفردت بها في النهاية ولم يعد يطلق على اليسار إلا من تبنى الفكر الاشتراكي  الاممي واضحت ملازمة  للمعارضين  لحكوماتهم رافعين راية التغيير واخذت التسمية تعم كل الفصائل التي تنشد التحررمن الحكام المستبدين واطلق عكس ذلك على المؤيدين للحكومات باليمينيين ثم وبمرور الزمن بدأت تسمية اليمينيين تتوسع لتطلق على كل الفصائل التي تريد ابقاء الحال على ما هو عليه محافظة على مكتسباتها متصدية لكل محاولة اصلاح او تطور وما يؤدي الى خسرانها ما بحوزتها من هذه المكتسبات كما اطلق عليها بالشرائح الرجعية  00 بينما يطلق على الفصائل المعارضة باليساريين  او التقدميين 00 وبدأ الصراع بين اليمين واليسار واخذ الاتحاد السوفييتي يمثل اليسار في العالم وكل من يدعم فكره وحركته يطلق عليه باليساري ثم دخل مصطلح التقد مي يلازم مصطلح اليساري واخذت الكثير من الافكار والحركات تنضوي تحت خيمة اليسارية والتي لم تتبنى الفكر الشيوعي ولكنها تقف الى جانب المعارضة لحكوماتها وتؤيد التغيير ولكن بدرجة اقل حدة واندفاعا وتظم شرائح من غير العمال والفلاحين بل تظم الطبقات المتنورة والمثقفة والمتحررة بشكل عام والتي اخذت الشيوعية تطلق عليها بالطبقة البرجوازية الوطنية والتي قبلت العمل معها ولكن لمرحلة معينة حيث اعتبرت النظام الشيوعي لا يمكن ان يطبق بشكل مباشر ويسيطر فيه العمال والفلاحين على الحكم دون ان يموا بمرحلة تسيطر فيها الطبقة البرجوازية ثم بعد ذلك تنتزع منهم السلطة وتستلمها الطبقات الكادحة 00 وهكذا  توسع المفهوم اليساري بناءا على ذلك وكبرت قاعدته وقد ظهر ذلك جليا في العراق فقد تشكلت عدة احزاب تقدمية معارضة الى جانب الحزب الشيوعي وهو حزب الوطني الديمقراطي وحزب الشعب واخذت هذه الاحزاب تعمل جنبا الى جنب وتنشط بشكل كبير وكثيرا ما تخفى الحزب الشيوعي تحت عباتها حيث كان حزبا محظورا وممنوعا ايام نوري السعيد فقد اخذ هذان الحزبان يعبران عن مطاليب الحزب الشيوعي ويعتبران الواجهة العلنية له وراح يطلق على كل اعضاء الاحزاب الثلاثة باليساريين ثم برزت كلمة او مصطلح التقدمية كرديف لهذا المعنى  واخذت تجد مكانها لتحل محل اليسارية لانها اصبحت هذه الكلمة نفسها تخيف السلطة ايضا كما اصبحت كلمة الديمقراطية ايضا تأخذ موقعها داخل المجتمع وغدت كل هذه المصطلحات وكأنها رديفة بعضها وعلى العكس منها اخذت تطلق كلمة رجعي على رجال السلطة ومؤيديهم كما تأسست احزاب مضادة للاحزاب التقدمية مثل حزب الامة والحزب الدستوري وهي احزاب اسسها الساسة الحكام مثل نوري السعيد الذي اسس الحزب الدستوري واسس صالح جبر حزب الامة 00 اضافة للاحزاب القومية الذي كان على رأسها حزب الاستقلال واحتدم الصراع ووصل الى قمته سنة 1948عندما اشيع بان الشيوعييين يدعمون اليهود وكان لهذا تأثير سيء في نفوس العديد من مؤيدي الحركة الشيوعية وبرز الاستقطاب باجلى مظاهره فقد دعمت الاحزاب القومية الفلسطينيين وسكت الشيوعيون لان الاتحاد السوفييتي ايد تأسيس اسرائيل ولربما كانت هذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير واحتدم الصراع واتضح اليسار من اليمين وبدأت النكسات والانشقاقات والاعترافات بين اعضاء الحزب الشيوعي وغادرهم الكثير من القادة مثل عبدالله مسعود وعاصم فليح وغيرهم اللذين كان لهم دور كبير في نشأة الحزب ومع كل ماحدث وما جرى للحركة الشيوعية فقد بقي مصطلح اليسار ثابتا لم يتزعزع واستمر يشمل التقدمييون بكل درجاتهم الفكرية لانه كان يمثل كل الشرائح التقدمية المعتدلة والتي التزمت الجانب الوطني العراقي بينما البعض من قيادات الحزب الشيوعي التزمت الاتحاد السوفييتي وارتبطت به ارتباطا عضويا فارتبط مصيرها به من اجل ان تحقق اهدافا معينة في ذهنها ثبت فيما بعد بانه بعيدا عن المصالخ العراقية 00 ومع ذلك فقد كان هناك العديد من القياديين الوطنيين الذين عملوا بشجاعة وقوة من اجل العراق امثال عطشان ضيول الازرجاوي الضابط في الجيش العراقي الذي وقف في وجه نوري السعيد وعمل من اجل العراق وخدمة الشعب العراقي 00 وعلى اية حال فمع كل التقلبات فقد استمر اليسار نابضا بحيوية يضم في جنباته كل الوطنيين العراقيين  وقد كان للزعيم البطل الراحل عبد الكريم قاسم الدور الفعال في دعم الحركة اليسارية المعتدلة في العراق بوطنيته الفائقة التي لم يعرف العراق بتاريخه الطويل وطنيا مثله ومع كل الانتكاسات التي مارستها الرجعية فقد بقيت الحركة اليسارية برجالها الشجعان حتى يومنا هذا وكل ما تحتاجه هذه الحركة توحد فصائلها ولملمة شتاتهم في تنظيم واحد باسم ( الحركة اليسارية الشاملة في العراق ) او باسم ( حركة اليسار الموحد ) لتظم كل التنظيمات اليسارية كقوة تقف في وجه الرجعية وبوجه الذئاب المتربصة للعراق والمكشرة عن انيابها ومتحفزة بمخالبها  من اجل تمزيقه وتقطيعه والتهامه وانهائه وان نكون اكثر وعيا وادراكا لهذه المؤامرات التي يحاول البعض ان ينفي وجودها فالمؤامرة على العراق في اشد نشاطها فاليتوحد اليسار وإلا سوف لن يبقى يسار في العراق 00!!!

  كتب بتأريخ :  الثلاثاء 12-10-2010     عدد القراء :  2467       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced