مائدة
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

كان  احمد يتردد على كلية التربية بين اونة واخرى ليلتقي صديقه ممدوح ويقضي معه ومع بقية الزملاء من الطلاب بعض الوقت مستبشرين بقيام ثورة 14 تموز التي كانت في بداية عمرها الطفولي فلم يكن قد مضى على قيامها سوى ثلاثة اشهر 0 تلك الثورة التي استطاعت ان تغير نظام الحكم الملكي الى النظام الجمهوري الشعبي 0 وكان في ذلك الوقت فتاة اسمها سلمى صديقة ناهدة اخت احمد كثيرا ما كان يوصلها بسيارته الى الكلية أو الى القسم الداخلي حيث كانت تقيم فيه انذاك 0 وكانت سلمى هذه تحب الموسيقى الغربية خاصة الكلاسيكية  وكانت تحضر مساء كل اربعاء الى نادي الكلية حيث كانت تقام امسية موسيقية تقدم فيها الموسيقى الكلاسيكية من احد المسجلات المتواجدة ويحضر بعض من يود الاستماع من الطلاب الى قاعة النادي لتشنيف اذانهم باعظم السممفونيات العالمية 0وكان من ضمن من يحضر وبشكل دائمي سلمى  وقد صادف ان اوصلها احمد في يوم الاربعاء حيث قالت له خذني الى النادي مباشرة فاود ان احضرالامسية  لاستمع للموسيقى فعند وصولها قالت لاحمد هل تود الاستماع معي الى الموسيقى فاجابها بالايجاب ودخل الاثنان الى القاعة واخذا مكانهما بين الجالسين الاخرين على احد مدرجات القاعة وقبل ان تبدأ الموسيقى اخذ يجول بنظره في وجوه الحاضرين  اذ وقعت عيناه على فتاة كانت تجلس على مقربة منهما فجلبت انتباهه وبهره جمالها فقد بدت له كحورية من حور السماء بيضاء البشرة ذات شعرقصير اسود فاحم وعيون زرقاء ممشوقة القوام ناهدة الصدر ضيقة الخصر فارعة الطول لم يكن قد شاهد مثيلة لها طيلة الخمسة والعشرين سنة  من عمره فتسمرت عيناه ولم يعد يرى غيرها وكأن القاعة قد فرغت من جلاسها فقد سلبت لبه وشدهت عقله وركبه الارتباك فلم يعد بامكانه مفارقتها ويريد ان يحضى بها ولا يعرف كيف وكيف يتصرف للوصول اليها والتعرف بها لقد وجد فارسة احلامه وهي التي يتمنى ان تكون شريكة حياته لقد اسرت قلبه واستولت على فكره ولم يعد يستطيع ان يحرف رأسه عنها خشية ان يفتقدها وغرق في حلم جميل لم يستفق منه الا على صوت سلمى تناديه 00اين انت يا احمد لقد ابتدأت الموسيقى وانت في شغل شاغل عنها تحدق في هذه الفتاة التي تجلس الى جوارنا  00فاصابه الارتباك وقال لها  00لالالا00 ليس هناك أي شيء اني استمع الى الموسيقى ولكن سلمى قد ادركت ما اصاب احمد من انشداه وتعلق بالفتاة  فبادرته بالسؤال هل تريد ان تتعرف عليها ولم تنتظر كي يجيب بل قامت الى الفتاة وبعد حديث قصير لم يطل جلبتها الى حيث يجلسون واجلستها في وسطهما وبقيا كذلك حتى انتهاء الامسية فقام الثلاثة ليغادروا المكان فبادرت سلمى الفتاة وقالت لها هل ترغبين ان نوصلك الى البيت معنا في سيارة احمد فاجابت بالموافقة فغادروا القاعة متوجهين الى حيث كانت سيارة احمد متوقفة في الشارع العام وعند السيارة طلبت سلمى من مائدة ان تركب الى جوار احمد فلم تمانع وذهب الجميع الى بيت احمد ونزلوا ونزلت معهم مائدة وكانت في البيت ناهدة شقيقة احمد فتعرفت بمائدة واخذ احمد يتحدث مع مائدة طيلة مكوثهم في البيت ولقد وجد تجاوبا كبيرا من مائدة تجاههه وهو ما كان يريده ويتمناه وبعد ما يقارب الساعة وقبل مغيب الشمس طلبت سلمى من احمد ان يوصل مائدة الى بيتها فابدى استعداده وخرج الاثنان واستقلا السيارة متوجهان الى الاعظمية حيث دار اهل مائدة وقد تحدثا كثيرا خلال الطريق حتى وصلا البيت فاشارت له مائدة باتجاه موقع الدار وحاول ان يقف بعيدا قليلا عن الباب غير ان مائدة طلبت منه الوقوف امام الدار تماما 0 فقد كان محرجا ومترددا وبعد ان فتح باب السيارة كي تنزل طلبت منه عدم المغادرة والدخول معها الى البيت ومهما حاول ان يعتذر لكنها كانت تصر بشكل اوقعه في حرج كبير وعندها قالت له انتظر دقيقة وسوف اخرج اليك بعد لحظة وبعد لحظات من دخولها وانتظاره في السيارة خرجت مائدة ومعها امها وطلبت من احمد الدخول وقد حاول ان يعتذر ولكن امها رجته الى درجة التوسل فاضطر ان ينصاع لطلبهما واقفل السيارة ودخل معهم الى البيت فادخلوه في قاعة الاستقبال حيث وجد ابيها واخيها فسلم عليهم واستقبلوه بحفاوة لم يتوقعها وجلست مائدة الى جواراحمد تعرف اهلها عليه وتقدم له الكعك والحلوى وبعاطفة احرجته مرة اخرى امام اهلها وهولا يعرف كيف يتصرف تجاه هذه المواقف الغير متوقعة وهل هو في حلم ام مايحدث هو حقيقة على ارض الواقع 0 وهل يمكن ان يكون الانسان محظوظا الى هذا الحد فيعثر على فتاة احلامه بهذه السهولة وهذا اليسر وبدلا من ان يكافح كفاحا مريرا للحصول على مبتغاه تتهافت هي اليه وتتعلق به بهذه الصورة وبهذه السرعة وبهذه اللهفة وهذا الشوق انه امر مستحيل لايمكن ان يحدث حتى في الروايات اوالقصص اوالافلام الهندية ولكنه حدث وامام عينيه 00

اما هو فقد انتزعت هذه الحسناء قلبه وادخلته في صراع نفسي مرير واخذت تدور في ذهنه عشرات الاسئلة التي لم يجد لها ولو جواب واحد فكيف تجرؤ هذه الفتاة بدعوة شاب غريب الى بيتها وكيف يستقبلوه اهلها وبهذا الترحاب المبالغ به وهم لايعرفون من هو ومن اين جاءت به  ولكن كان شغفه بها وولهه قد اغنته عن أي جواب فما يهمه انه قد عثر على فتاة احلامه التي وجد فيها كل مواصفات الجمال  التي يريدها متوفرة فيمن يحب فلا بد ان يكون كل ما فيها مثل صورتها وحسنها وجمالها 0 كانت كل هذه الافكار والهواجس تدور في فكره وهو يتناول الحلوى من يد من اسرت قلبه وهي الى جانبه تتحدث معه بكل شوق ولهفة وهو لا يدري هل يصدق بما هو فيه ام انه مجرد حلم 0 لقد كانت مثال الرقة والعذوبة مع الحشمة والسكينة والهدوء والوجاهة والكبرياء 0 لقد جمعت كل الصفات في ان واحد فهي متحدثة لبقة ومجاملة بكل ادب وهومنسجم بالحديث مع الجميع ومسترسل بكل ارتياح بعد ان زال اضطرابه بما وجده من استقبال منقطع النظير من جميع افراد عائلتها ودون اية مضايقة أو استغراب ولم يحدث مايعكر صفوة تلك الجلسة اللطيفة  وهو مندمج كل الاندماج 0 ولكن وخلال حديثه مع والدة مائدة واذا به وبشكل مفاجيء تنطلق ضحكة مع قهقهة عالية كسرت طوق الهدوء الذي كان يسود الغرفة تصدر من مائدة ومن دون مايستوجب الضحك اسكتت الجميع مع ذهول واضطراب عم الجميع شعر به احمد دون ان يجد له تفسيرا وقد قرأ على وجوه اهل مائدة حرج حاولوا اخفائه وقد عم الغرفة وجوم شامل استمر للحظات قطعته والدة مائدة بطلب جلب الشاي فقد ارادت ان تعالج الموقف وتزيل الارتباك وتمح الحرج وما كانت تقصده والدة مائدة لم يدركه احمد فهو لم يمضي على معرفته بمائدة سوى ساعات قليلة وفسر تلك الضحكة تعبيرا عن السرور الذي تحس به بوجود احمد الى جانبها كما شعر بان عليه ان يسترخص للانصراف ومغادرة البيت  فقام من مكانه وطلب السماح بالخروج واذا بمائدة تلحق به الى الخارج وتقول له هل بامكانك ان تاتي في الصباح لتاخذني الى الكلية ؟؟ 00 لقد كان هذا السؤال هو ما يتمناه 0 فاجابها على الفور بالايجاب واتفق معها ان ياتي في الساعة السابعة صباحا فودعها  وغادر البيت وهوفي اشد حالات الفرح والسعادة فلم تشكل له تلك الضحكة المفاجئة والوجوم الذي اعقبها والسحنة الكئيبة التي بانت على وجهها بعد تلك الضحكة  الغريبة التي صدرت منها  أي تسائل فقد اخذها على محمل الاجواء المرحة التي عاشتها بجانبه فقد احبته وتعلقت به رغم الفترة القصيرة بل الساعات القليلة التي مضت على تعرفها به فقد غادر احمد مائدة وهوفي اعلى درجات السعادة بما حضي به وما سيحضى به في اليوم الثاني وما سيعقبه من ايام سيكون اسعد انسان بجوار مائدة حبيبته وفارسة احلامه وشريكة حياته الموعودة 00

وفي صباح اليوم الثاني وفي الساعة السابعة وقف بسيارته على باب مائدة وما ان سمعت بوق السيارة حتى خرجت اليه وبيدها كتبها وركبت معه وانطلقا الاثنان الى الكلية فنزلت وطلبت منه المجيء اليه الساعة الواحدة فغادرها الى المحاكم لممارسة عمله كمحامي فيها وما ان حلت الساعة الثانية عشر حتى انطلق مسرعا الى حبيبته مائدة فوصل الكلية بعد نصف ساعة فجلس في النادي منتظرا انها ء دروسها وهو يراقب الباب دون ان يغفله لحظة وبعد حوالى العشرين دقيقة اطلت عليه وجلست بجواره بكل لهفة واقترح عليها ان يغادروا مبنى النادي فوافقت فخرجا متوجهان الى البيت وهناك تناولا الغداء ثم جلسا مع والدة احمد وشقيقاته اللواتي كن متواجدين في الدار واستمروا ا يتحدثون سوية واثناء الحديث وكانت مائدة تستمع الى شقيقة احمد واذا بها تطلق ضحكة عالية شبيهة بما فعلته مساء امس داخل بيتها  اثارت استغراب الجميع فلم يكن هناك ما يستدعي الضحك واذا بها تسكت فجأة ويخيم عليها حزن شديد وتعمها كأبة يعقبها صمت وسكون فانتبه احمد الى حالة مائدة بجد اثار قلقه فقد شعر لاول مرة بان هناك لدى مائدة شيء غير طبيعي فقد لاحظ وبشكل واضح انتقالها من الضحك العالي الى الكابة الشديدة والحزن بشكل مباشر وبدأ يراقبها مراقبة دقيقة ليكتشف مالامر في سلوك مائدة الغريب والغير طبيعي 00 لقد باتت الشكوك تخامر احمد من حالة مائدة ولكن جمالها الاخاذ وفتنتها التي لاتقاوم وحبه لها كانت تطغى على كل هذه الهواجس التي بدأت تفعل مفعولها في نفس احمد وتقض مضجعه واخذ يتاجج في داخله صراع عنيف بين عواطفه تجاهها وبين حالتها التي اثارت القلق حتى لدى والدة احمد وشقيقته ولكن احمد كان يحاول ان يطرد كل تلك الهواجس وذلك القلق ويخلق التبريرات على انه امر عادي لاشائبة فيه 0 واستمر احمد يذهب الى مائدة يوميا في الكلية ويأخذها الى بيته كما وقد استمرت ظاهرة الضحك المبالغ والانقلاب الفجائي الى الكأبة والشرود مما اثار جميع من شاهدها من معارف واصدقاء احمد حيث كان ياخذها معه الى العديد من السفرات التي كان احمد وشقيقاته واصدقائهم يخرجون على شكل جماعات وبعدة سيارات الى بعض الاماكن والمتنزهات والبساتين والكازينوهات وقد لاحظوا وبشكل سافر تصرفات مائدة الغريبة واضحت موضع احراج لاحمد مما اصابه باحباط شديد فقد تحطمت كل اماله التي تخيل بانه سيحققها بجوار مائدة من سعادة وراحة بال واذا بها تصبح موضع قلق وحيرى شديدة لايعرف كيف يتصرف معها 0 فهو لايستطيع الاستغناء عنها فقد احبها حبا عظيما وتعلق بها تعلقا شديدا ولكنها خيبت امله باكتشافه لحالتها المرضية فهل يتحمل ماهي عليه من حالة تحرجه امام الناس مقابل ما حققته له من سعادة وما توفره له من متعة النظر الى هذا الجمال الخارق الذي لم يجد له مثيلا لدى جميع من شاهدهم من الفتيات واستمر مدة تزيد عن الشهر وهو على هذه الحالة من الصراع النفسي ولكنه بدأ احتماله يضعف وحبه لها يتزعزع امام تصرفاتها الشاذة وحرجه من التعليقات التى كانت تصدر من جميع معارفه ويكررون دائما معه بسخرية ( كيف حال صديقتك المجنونة ) فأمام هذه الجمل الساخرة قرر ان يتخذ موقفا من ما ئدة ويبتعد عنها خا صة وانه في ذلك الوقت كان على علاقات عديدة مع الكثير من الفتيات اللواتي كانوا على علم بعلاقته بمائدة ومن منطلق الغيرة من جمالها الفريد الذي لاتتمتع بمثله أي منهن فيعلقون مع احمد تعليقات ساخرة تجاه مائدة 0 كل هذه الامور دفعته كي يقرر التخلص منها 0 فاخذ يتهرب منها ويقدم لها الاعذار بعدم الالتقاء بها لانشغاله وغيرها من الحجج ولكنها كانت تلح عليه بالمجيء اليها فقد كانت تثير المتاعب لاهلها عند غياب احمد عنها ولو ليوم واحد مما دفع والد تها للاتصال باحمد تلفونيا والطلب منه بالحضور الى دارها وقد ذهب احمد مضطرا  حيث رجته والدتها بان لاينقطع عنها وان يساعدها وقد يتمكن من شفائها بحبه لها واخبرته بانها قد تعلقت به تعلقا شديدا وتبادلا الحديث حول مرضها فاخبرته بقصتها والسبب الذي ادى لاصابتها بحالتها النفسية االتي تعاني منها في الوقت الحاضر 0فشرحت له بانها كانت ضحية خيانة لشخص احبته قبل ثلاثة سنوات ووعدها بالزواج وضحت من اجله تضحية كبيرة وتعلقت به تعلقا ليس له نظير ولكنها وفجأة اكتشفته متلبسا بعلاقة مع اعز صديقاتها فصدمت واصيبت بنكسة وافقدتها عقلها ووعيها عجز الاطباء عن معالجتها وتردت حالتها الى ماهي عليه الان وقد وجدت فيك الصديق الذي عسى ان يستطيع ان يخرجها من هذا المازق الذي تعاني منه 0 وقالت له ارجوك تحملها ولا تتخلى عنها والا قد تنتكس الى ما هو اسوأ ما هي فيه  فوعدها احمد خيرا وانه سيحاول ان يجاريها ويتحمل معاناتها وقد استمر احمد في الذهاب اليها ولكنه فقد الامل في شفائها 0 ولكن حد ث شيئا غير المواقف والاوضاع فقد كان عصر يوم حيث تجمع بعض الاصدقاء والاقارب وكان من ضمن من حضر فتيات ثلاثة مع خالهن وهو صديق لاحمد وانضم الى الجمع الذ ي قرر ان يذهب الى احد المتنزهات  وكانت من بين تلك الفتيات فتات في كلية التجارة تطمح في الزواج من احمد وتميل اليه  وقد ركبت الى جواره في السيارة واخذت تلاطفه بشكل ملفت للنظر متعمدة اثارة مائدة التي تعلم مدى العلاقة بينها وبين احمد وقد نجحت نجاحا باهرا فقد اصيبت مائدة وعلى الفور بكأبة وتوتر عصبي  شديد وضلت صامتة لاتتحدث الى أي فرد لقد كان زلزالا فضيعا حطم كل ما بنته من امال باحمد وضنت بانه المنقذ الذي وهبه الله لها كي يعوضها عن ما عانته مع ذلك الغادر الخائن لكنها اكتشفت بان احمد هو نسخة مستنسخة من ذلك الخائن السابق ولربما كانت قد اصدرت حكمها بان جميع الرجال خونة وانها لم تعد تثق باي واحد منهم فقد كانت هذه تجربتها الاخيرة التي خسرت فيها كل ماكان قد تبقى لها من امال لقد بقيت في حالة شرود حتى عودة المجموعة وقد طلبت من احمد ايصالها الى بيتها وهي في اشد حالات الاحباط  و دون ان تنبس بحرف واحد معه ونزلت ودخلت الى بيتها ولم تعد تتصل باحمد وهكذا انقطعت العلاقة بين الاثنين وذهب كل الى سبيله وغابت مائدة والى الابد فلقد كان بالنسبة لاحمد حلم جميل واستفاق منه ولم يعد له وجود على ارض الواقع 0 وقد علم بعد مدة من الزمن بان حالتها قد ساءت كثيرا وقد نقلت الى احد مصحات الاتحاد السوفييتي للمعالجة ولكنها كانت قد فقدت عقلها تماما واضحت نزيلة احد مستشفيات الامراض العقلية لتقضي بقية عمرها مع عالم المجانين 00

  كتب بتأريخ :  الأحد 17-10-2010     عدد القراء :  2118       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced