قانون حسب المزاج!
بقلم : ماجدة الجبوري
العودة الى صفحة المقالات

كنت احمل اكياسا في يدي، والعرق يتصبب مني، حين استوقفني شرطي شاب، يحمل بندقية في يد ويقلب باليد الاخرى خرزات مسبحته. كان يقف عند مدخل كراج الباب الشرقي، فتش اغراضي بدقة، وهو ينظر في وجهي بين الحين والآخر، وابتسامة غطت وجهه، لاحظ علامات الانزعاج على وجهي، من طريقته الاستفزازية في التفتيش، ثم بادرني بسؤال: اين بيتك؟ اجبته بحدة: لن اجيبك. قال: لماذا؟ اجبته: هذا ليس عملك ولا من شأنك ان تعرف، ولست مجبرة ان ادلك على بيتي!. امتعض من اجابتي هذه،وأخذ ينبش اغراضي مرة أخرى، بما فيها حقيبتي الخاصة.
بصراحة، في لحظتها انتابني شيء من الخوف، فهو رجل قانون "استفزازي" يلعب بمشاعر الناس وحسب مزاجه الخاص. يستطيع ان يلفق لي اية تهمة ويعتقلني، لا احد يستطيع ان يمنعه، فهو من افراد الشرطة ويمثل القانون في الشارع.
ما ذكرته شيء بسيط جدا مما تتعرض له النساء من امثاله، يوميا، في الشارع، وليس من رادع، لا قانون يحمي، ويعاقب من يسيء التصرف، سواء من رجال الشرطة، الذين من المفترض ان يحترموا الناس، والقانون. او من الرجال، خاصة الشباب، فللاسف معظمهم أصابه التشوه الاجتماعي، بسبب غياب السياسات والتشريعات الاجتماعية التي تعالج العنف وتحد من وقوعه، وبالوقت نفسه تدعو الى احترام الذوق العام والحرية الشخصية لاي انسان، امراة كانت ام رجلاً.
حين خرجت سيارة الركاب بنا من الكراج، مرّ رتل لأحد المسؤولين، اوقف حماية الموكب جميع السيارات، وكأن الشارع أوجد لهم فقط. يجوبون الشارع بطريقة جنونية، يطلقون المنبهات، ويصرخون، بانكر الاصوات. اتساءل احيانا: الا يسمعهم عمهم (وهو مصطلح يستخدمه الحمايات للدلالة على اسم مسؤولهم)؟ ولماذا كل هذه الاستهانة بالمواطن المسكين وبالشارع والقانون وكل شيء، ما هو الذنب الذي اقترفه الناس لتعامل بهذا الشكل غير الحضاري واللاإنساني، هل هناك قانون يقول الشارع للمسؤول وسياراته وحماياته فقط؟ واين سيذهب المواطن، هل سيصعد للقمر؟
تذمر معي كل من كان في السيارة من هذا الوضع والتأخير، واخذوا بانتقاد هذه الحالة، ولكن امرأة كبيرة في السن بجانبي اختصرت الموضوع كله بالقول: "يمه همه البلد كله بإيديهم عليمن وألمن تحجون؟!".

  كتب بتأريخ :  الأحد 17-10-2010     عدد القراء :  2088       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced