حقا أنهم لا يفكرون ألا بمصالحهم الذاتية والحزبية
بقلم : جبار العراقي
العودة الى صفحة المقالات

أين هي مفردة الوطن في برامجكم يا دعاة الفوز؟

يا غرباء الناس بلادي كصناديق الشاي مهربة
أبكيك بلادي ... أبكيك بحجر الغرباء
وكل الحزن لدى الغرباء مذلة.**

هذا هو حال المشهد السياسي في العراق ( الجديد ) خصوصا بعده الانتخابات البرلمانية الأخيرة، مشهد يتسابق فيه رؤساء الكتل والأحزاب التي تدعي الفوز، بالزيارات المكوكية لبعض الدول الإقليمية والمجاورة للتشاور مع رؤسائها والحصول على الضوء الأخضر على هيكلة وشكل الحكومة القادمة ومن سيكون رئيس وزرائها، لأنهم غير قادرين على التفاهم فيما بينهم واتخاذ القرار المستقل الذي يخدم مستقبل العملية السياسية للمرحلة القادمة، من دون تدخل هذه الدول التي تحاول فرض شروطها على رسم الخريطة السياسية للعراق، والسبب هنا يرجع إلى أن هذه الأحزاب وقادتها الذين يدعون الفوز هم بالأحرى تبعية لهذه الدول والأنظمة التي تحكمها ولا يهمهم الشروط التي سوف تفرض عليهم من قبل هذه الدول التي لعبت ولا زالت تلعب دورا قذرا في مصير العراق وشعبة الذي لازال مستهدفا من قبل المنظمات والمليشيات الإرهابية التي تدعمها وتؤيدها هذه الدول التي يتسابقون على زيارتها لكسب رضا وود ملوكها ورؤسائها، وهذا هو دليل ومؤشر قاطع على أن الحكومة التي سوف تتشكل لاحقا، وبغض النظر على الكتلة التي سوف تترأسها سواء كانت دولة القانون، أو العراقية، أو الائتلاف الوطني العراقي ستكون حكومة ضعيفة غير قادرة على إدارة الدولة ومؤسساتها التي أصبحت مرتعا أو أرضا خصبا للفساد الإداري والمالي، لأنها أولا وأخيرا لا تفكر ألا بمصالحها الذاتية والحزبية التي جرت العراق إلى الهاوية.

وها هو الشهر الثامن مقبل على الانتخابات البرلمانية التي تم أجرائها في السابع من شهر آذار المنصرم والسيناريو السياسي العراقي بين المد والجز يمر بأصعب وأخطر المراحل، يتمثل في الصراع بين قادة هذه الكتل والأحزاب التي تدعي الفوز وأن منصب رئاسة الوزراء هو من حقها حصرا ولا تتنازل عنه ولا يهمها أيضا ما يمر به العراق ألان من نتائج وخيمة وخطيرة لا يحمد عقباها، والمؤسف هنا نرى أن الغالبية من الشعب العراقي التي خرجت للإدلاء بصوتها متحدية كل قوى الإرهاب المدعومة من قبل هذه الدول، ورغم خذلانه من قبل هذه الأحزاب التي دغدغت وتلاعبت بمشاعره المذهبية والقومية مستغلة تركت النظام المقبور/ الخراب الفكري والثقافي والاجتماعي والخلقي الذي لازال يعاني منه الغالبية من المواطنين البسطاء، وكذلك رغم كل الوعود الكاذبة من قبل هذه الأحزاب التي حكمة العراق بعده الاحتلال وسقوط البعث الفاشي، خرجه المواطن من جديد وأدلى بصوته لهم مرة أخرى، لكن ما فائدة هذه الصوت والحكومة المقبلة سوف يتم تشكيلها من خارج الحدود؟؟


** أبيات من قصيدة وتريات ليلية للشاعر الكبير ( مظفر النواب )النمسا – فيينا

  كتب بتأريخ :  الإثنين 18-10-2010     عدد القراء :  1952       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced