المرأة وتمكينها في المجتمع...اقتصادياً وسياسياً
بقلم : ايمن فاخر
العودة الى صفحة المقالات

المساواة بين المرأة والرجل واحدة من حقوق الانسان وتمكين المرأة من أخذ دورها في المجتمع ضرورة ومطلب وطني مهم كونها خير من يمثّل او يعبّر عن همومها وقضاياها .
ان الاهتمام بحقوق الانسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص هو ركن مهم في جسد الحكومات الناجحة وهو يقدّم مثالا" ناجحا" لها ، وهذا الاهتمام يحقق نوعا" من المضادات التي تقضي على العادات والموروثات الخاطئة التي ترسّخ التميز بين المرأة والرجل ،وان التشريعات والقوانين للدول هي التي تقوم بدورها الفعّال في القضاء على تلك المظاهر وتحقق المساواة وتفتح الحريات وتمنح الحقوق لها .
لقد مر العراق وعلى مدى الثلاث عقود ونصف الماضية بحالة من عدم الاستقرار في كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية وبالتالي انعكس على فرص تمكين المرأة وتحقيق المساواة في مجتمعنا وتم بالكامل غمط حقوق المراة واصبحت هي الضحية الاولى في المجتمع كام وزوجه واخت وإبنة . وفي فترة السبع سنوات التي تلت سقوط النظام السابق وفي ظل ظروف ومتغيرات لا يمكن لنا ان نغفل اثر الجانب الامني والظروف غير المستقرة للبلاد على هذا الامر ولكن في كل الاحوال والظروف فإننا نعتبر ان العراق يمر بمرحلة انتقالية لا بد من استغلالها بالشكل الصحيح والذي يحقق اهداف المساواة او مناصرتها وهنا لا يمكن لنا ان نغفل جهود الدولة العراقية التي حاولت تمكين المراة من خلال الاهتمام بجوانب الصحه ،التعليم ...وغيرها وبواسطة مؤسسات حكومية وشبه حكومية ، والجانب المهم هنا ان التمكين لا يمكن ان يكون فقط بالوسائل الفنية او المهنية بل لا بد من اجراء تغيير جذري او عملية تغيير ثقافي جذري يكون مبنيا" على اساس التكافؤ اي خلق حالة من الثقافة التي تؤمن بتلك الحقوق بكل جوانبها وابعادها ولرب ساءل يسأل ماهو التمكين ؟؟
التمكين بمعناه العام هو ان الناس يطورون امكاناتهم بوصفهم افرادا" او اعضاءا" في مجتمعاتهم وهو قدرة الناس على التصرف لصالح ذواتهم ولصالح غيرهم وهو امر مهم لتحقيق التنمية البشرية ،فالناس الممكنون اقدر على المشاركة في القرارات والعمليات التي تجري في خلال حياتهم ، وتحتل منظمات المجتمع المدني اهمية خاصه في هذا المجال .
والتمكين ليس بمعناه عملية تدريب او تأهيل بل هو عملية التمييز بين الوسائل فالتعليم مثلا لا يعني شيئا" ان كان يحث على اللامساواة او يحث على القيم التقليدية الخاطئة أو على التمييز ففي العراق كان هنالك اهتمام بالتعليم والصحه على حساب الجوانب الاخرى ولم يركز على التغيير الثقافي وبعد كل ماتقدم نجد أن من الضرورة ان نشير الى بعض مؤشرات التنمية البشرية والتي عكست بعض الاوضاع دون المستوى فمثلا معدلات الالمام بالقراءة والكتابة بين البالغين العام (2006)



المؤشر
ذكور % اناث %

معدلات الالمام بالقراءة والكتابة (للبالغين )
86 70

الالتحاق بالمدارس بمراحلها الثلاث
68 55

معدل البطالة
14.3 19.6

العمل في الزراعة
22 60

** تقرير التنمية البشرية في العراق / مسح التشغيل والبطاله 2008 – الجهاز المركزي للاحصاء




ومع ذلك فان دخل المرأة اقل من الرجل في هذا القطاع كونها تعمل بلا اجر

اما فيما يخص مقاعد البرلمان فإن العراق الان يحتل المرتبة الاولى عربيا" من حيث أعلى نسبة تمثيل للمرأة في البرلمان فقد شغلت النساء 27% في العام 2007 بعد ان كانت تشغل 25% في العام 2004 و7% في العام 1997 وتتولى اربع نساء منصب وزير في الحكومه وهذا الامر يشير الى تقدم في تعزيز المساواة وتمكين المرأة ،ومستقبلا" يمكن ان تشهد المرأة تحقيقا" لهدف المساواة بحلول العام 2015 .
مما تقدم لابد لنا من ان نؤكد على مسالة مهمه وهو ان ترسيخ البنى التحتية لاي من المجتمعات كي يُخلق مجتمع متحضر فأنه يكون من خلال اعطاء دور مهم للمرأة فيه في مختلف مفاصل الحياة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية ،وان تمكين المراة لا يعني بالضرورة ان تتحرر المرأة تماما" من القيود الاخلاقية والاجتماعية والدينيه الملزمة لها كأمرأة تعيش في مجتمع شرقي اسلامي فهنالك اعتبارات اجتماعية لا يمكن التخلي عنها ولا تتقاطع معها حقوقها في تحقيق المساواة والذي هو حق من حقوقها ونتمتى ان تكون نصف المجتمع بحق وان لا تعتقد انها ممكن ان تكون المجتمع باكمله وتنسى حقوق الرجل وانه يشاركها بالنصف في هذا الحق .

  كتب بتأريخ :  الجمعة 22-10-2010     عدد القراء :  2015       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced