السلاح لغة العاجزين
بقلم : المحامي يوسف علي خان
العودة الى صفحة المقالات

خلق الله الانسان وفرقه عن بقية الكائنات الحية  بكلام لسانه 0فالحيوان يتعامل مع بعضه بلغة المخالب والانياب اما الانسان فالمفروض ان يتفاهم بلسانه وقد مكنه الله بالتحدث بلغة اختص هو وحده عن باقي الكائنات الحية  وهي نعمة من نعمه لم يهبها لغيره من الاحياء كي يخرج الاحرف والالفاظ بكل يسر وسلاسة كما مكنه بالنطق بلغات متعددة بحسب امكنة تواجده وخلال مجتمعه 00 ولو كان للحيوان مثل هذه المزايا لربما كان قد تخلى عن لغة المخالب ومع ذلك فهناك من البشر من لازال يريد التعامل بلغة المخالب ويتجرد من ادميته وعلينا بالمقابل ان نجرده من كينونته من بني البشر 00 فالحيوان يضطر لاستعمال انيابه ومخالبه لانه عاجز عن استعمال لغة التحاور والكلام 00 فالكلام لايصدر عن الانسان اعتباطا اذ لابد ان يكون في دماغه خزين من المعرفة والاطلاع ما يمكنه من الاجابة عما يسأل عنه فيكون مع اقرانه من بني البشر  في اخذ ورد في تحاور وتشاور في كل مرافق الحياة وما تتطلبه المعيشة ضمن المجتمعات من احاديث للتفاهم او لحل الخلافات  00 وكما له قدرة التفكير من خلال  المناقشات للاجابة بما يراه مصيبا او ما قد يراه من الاخرين مقنعا ومقبولا  عن طريق التفكير السليم فيقيم الحجة بما يراه صوابا ويقدم الدليل على صواب رأيه او قد يقتنع بما يراه الاخرون فيتراجع ويعترف بسداد رأيهم وبالطبع مثل هذه الخاصية مفقودة لدى الحيوانات وهي التي تفرقهم عن البشر  00 وان وجدت عند بعض الحيوانات فهي ضعيفة وساذجة ومع ذلك فقد استطاع الحيوان ان يأتلف مع البشر ويتعايش معه وتمكن الانسان ان يروض من خلال هذه القدرة البسيطة على التفكير ان يد جن حتى اشرس الحيوانات وتجاوبت معه واستجابت لطلباته بترويضها الى درجة قد ادهشت الناس واثارت اعجابهم فتركوا لغة المخالب والانياب وتحولوا الى لغة التحاور والكلام 00 بينما وللاسف فقد اضحى العديد من البشر فاقد القدرة على التحاور وتحول الى لغة الحيوانات واستعمل المخالب والانياب ولكن ليست هي كمخالب الحيوانات بل مخالب صنعوها بانفسهم وهي هذه الاسلحة الفتاكة  بل ان هناك من الجهلة من  لم يستطيع ان يصنع السلاح لقتل الناس بل يستعملون مايصنعه الاخرون فقد فقدوا حتى القدرة على تصنيع المخالب لهم لجهلهم وتخلفهم وفقدوا النطق والكلام وفاقوا في شراستهم افضع الحيوانات واقساها اذ فقدوا القدرة على الحجة وتقديم الدليل00 واثبات صحة ارائهم لعجزهم وتخلفهم ولضحالة تفكيرهم وقصور عقولهم فغابت عنهم قدرة التفاهم واستبدلوها بجعجعة الرصاص ولغة القنابل والمدافع لانهم عجزوا عن تقديم الادلة والبراهين فاستعملوا سلاح العاجزين 00 ولم يقتصر هذا الامر على العديد من عموم الناس فقد اصاب العديد من القادة والزعماء الذين تمكنوا بغفلة من الزمن التسلط على سدة الحكم 00 فكم من صباغ احذية او عسكري مغمور او قروي جاهل لم تتح له الفرص التعليم والتثقيف  تمكن ان يتسلط على رقاب شعبه وورطه في العديد من الحروب العبثية00 فقتل الالاف ودمر المنشات وخرب البلاد وسبى العباد وااعتدى على غيره لانه عجز عن استعمال لغة التفاهم والكلام  00 واليوم كم ظهرت من النفايات والجهلة والمتخلفين من عجزت ان تقيم الحجة والدليل على صحة اقوالهم وارائهم فرفعت السلاح في وجوه الناس كي ترغمهم على تقبل ارائهم التافهة  التي لايقبلها العقل او المنطق او تسكتهم بالقوة حتى لايردون عليهم بالحجة والبرهان فاكدو المثل القائل لغة العاجز هو السلاح فلو استطاع هذا المتخلف  الذي قد يتزيا بزي العلماء والحكماء  والمثقفين ان يدعم اقواله بما يقدمه من اقوال منطقية ومقنعة ما لجأ الى هذا الاسلوب الحيواني لكنه عندما يواجه بالحقائق ينلصم لسانه وينغلق فاهه لانه لايعرف بماذا يرد فلم يبقى له سوى لغة السلاح فان خلا دماغ الانسان من قدرة الرد لخلوه من المعرفة المطلوبة والمختزنة داخل مخه-- لم يبقى له لفرض رايه على الناس سوى اخافتهم وارعابهم بل حتى قتلهم ان تطلب ذلك من اجل فرض ارائه ليس بالاقناع بل بالاخضاع وهو اسلوب العجزة والمتخلفين 00 فالمتمكن له اوسع المجالات لتقديم حججه عن طريق وسائل الاعلام المنتشرة والمتنوعة وفي الكتابة والنشر وللجميع حق الرد والمناقشة فكل انسان حر في رأيه فوسائل النشر  كثيرة فهو ليس بحاجة لاشهار السلاح في وجوه الناس او العمل في الخفاء مثل خفافيش الظلام 00 فالعلم نور فلو تلقى كل هؤلاء الجهلة شيئا منه لما سلكوا طريق الجريمة والاكراه 0فالحيوان الذي استطاع ان يتفهم الانسان ويتعايش معه ويستجيب له فبالتاكيد سيكون الانسان اقدر على التفاهم مع اخيه الانسان طالما وهبه الله هذا الدماغ الذكي والقدرة العالية على الاستيعاب ولكنه بحاجة الى العلم والتعلم والتوعية والتثقيف كي يستطيع ان ينبذ مثل هذه الاساليب الهمجية ويعيش كانسان متحضر متطور بعيدا عن الخرافة والاوهام والتصورات المخالفة لقانون الطبيعة والابتعاد عن الشعوذة والدجل الذي يتصف به امثال هؤلاء الجهلة والذي لايجنون من اعمالهم التخريبية سوى المزيد من الدمار لهم ولشعوبهم و لبلدانهم ولغيرهم على السواء 000

  كتب بتأريخ :  الجمعة 22-10-2010     عدد القراء :  2200       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced