قبل الخوض في هذا الموضوع لابد لنا ان نوضح لمن لم يسمع عن عقدة النجار ولماذا سيت بهذا الاسم فهي ايها السادة الافاضل عقدة دائرية الشكل لايتجاوز قطرها السانتمترين تظهر في بعض الاحيان في الالواح الخشبية التي يصنع منها النجار الاثاث كالكراسي والمناضد وغير ذلك حيث كانت هذه العقدة تسبب للنجار الكثير من المشاكل لصلادتها وقوتها كقطعة حديد داخل اللوح الخشبي حيث كان النجار يستعمل المنشار اليدوي قبل صناعة المكائن الحديثة لقطع الاخشاب فلم تعد لهذه العقدة في يومنا هذا نفس الاثر 00 فقد كان يضطر هذا النجار لقلعها لعدم تمكنه من نشرها وكي لايتحطم منشاره اليدوي فيعود الى راحته واطمأنانه على منشاره بعد قلعها 00 فالعراق اليوم يشبه اللوح الخشبي امام النجار والذي يريد قطعه وتصفيته من اجل صنع الاثاث 00 واليوم فالحكومة تريد تشكيل دولة جديدة محترمة وقوية وذات سيادة كي تأخذ مكانها المرموق بين الدول 00 ولكن للاسف الشديد فقد كان يعتقد بان امام لوح الحكومة الخشبي وهي ( الدولة ) بالطبع عقدة واحدة في الشمال لكن على ما يبدو انه هناك قد ظهرت عقدة اخرى في الجنوب ولربما يظهر لنا في المستقبل عقد اخرى في الغرب والشرق والوسط واذا باللوح الخشبي الحكومي مملوء بالعقد 00 ويضيع العراق في خضم هذه العقد 00 ففي الوقت الذي انشغل فيه الداخل والخارج في حل عقد الشمال واذا البعض يثيرون لنا عقد في الجنوب ويطالبون بفدرالية البصرة وهم متخفون خلف شعارات الوطنية وقد تبوأ قسم منهم مراكز مهمة في وقت من الاوقات فراحوا ينادون ويدعون من جديد بعد ان بائت ندائاتهم السابقة التي فشلت في الماضي ولكنهم لم ييأسوا ولم يستسلموا 00 بل عادوا في هذه الاونة ومن العديد من المنابر الاعلامية بالدعوى الى فدرالية البصرة 00 فكلما وجدوا الدولة في ازمة وموقف ضعيف اخرجوا رؤؤسهم ليطالبوا من جديد بتشكيل فدرالية هنا وهناك 00 وهم يعرفون من اين يمسكون بالمناطق الموجعة للدولة 00 فقد اضحى العراق في خطر شديد والقادة منشغلون في الصراع على الكراسي وهم غافلون عما يطالب به المرجفون وهم لايعلمون اذا ذهب الشمال وذهب الجنوب فسوف لن يبقى عراق ففي الجنوب النفط وفي الشمال النفط والعراق في الوقت الحاضر ريعي لاينتج غير النفط فان ذهب النفط ذهب العراق وتلاشى وتبخر00 وهذا ما يريده الاعداء فاذا فكل من ينادي بمثل هذه الصيحات ويدعو لمثل هذه الدعوات ففي صف من سيكون ؟؟؟ واين هي الحكومة من هذه الصيحات واذا استجابت لها فهل سيكون لهم مكان لكراسيهم ومن سيحكمون ؟؟؟ فاليصحى الساسة المتصارعون واليديروا صراعاتهم الى دعاة التفتيت والينتبهوا الى عقد النجار وإلا تكسرت كل المناشير وضاع اللوح الخشبي الذي بامكانهم ان يصنعوا به لهم الكراسي الفخمة المريحة 00 واليفعلوا كما فعل الملك غازي عندما حرك الانكليز في الثلاثينات من القرن الماضي البعض ليفتتوا العراق لانه رفض عقد المعاهدة والسماح بايجاد قاعدة عسكرية لهم في الحبانية فتصدى لهم بنفسه وافشل خططهم وقد فعل نفس الشيء الشاه في ايران عندما حرك الانكليز البعض وثارو عليه لانه رفض الموافقة على مرور جيوشهم عبر ايران ولكن بعد موافقته انقلب الانكليز انفسهم وساعدو الشاه للقضاء على المتمردين 00 واليوم اخذ الامريكان دور الانكليز وراحوا يحثون اعوانهم من بعض الدول لدعم أي حركة انفصالية تفتيتية انتقاما من العراق 00 مسكين ياعراق كم تحملت من الداخل والخارج من دسائس ومؤامرات 00 فانتبهوا ياعراقيون مما يلبس لبوس الوطنية وهو غريب عن ارض العراق 0 فلو كان من يدعو الى هذه الدعوات وطنيا لما دعى الى تجزأة العراق الى ولايات وامارات طوائف 0 وهل يعتقد صاحب الدعوى بانه سوف يسلم ويحصل على الغنائم انه واهم فسوف تبتلعه الحيتان الكبيرة المحيطة به من كل جانب فسوف يكون مجرد سمكة صغيرة لاحول لها ولا قوة 00 اليس القوة بالاتحاد والتجمع وامامنا امريكا والصين ذات المليار والنصف نسمة وذات المساحة الشاسعة كيف اضحت قوة عظمى في كل شيء وعلى العكس ماذا فعل كرباتشوف في الاتحاد السوفييتي كيف ذهب وانهار واضحى دولة ضعيفة حيث خسرت قوتها بعد ان كانت القوة العظمى في العالم 00 فعلى الوطنيين والحكومة العراقية ان تنتبه لما يحاك في الجنوب وان تنتبه الى كل العقد الموجودة في لوح العراق وإلا انكسر المنشار فدعاة هذا الراي يتمسكون بقول الشاعر
ومن اخذ البلاد بغير حرب هان عليه تسليم البلاد
كتب بتأريخ : الجمعة 22-10-2010
عدد القراء : 2417
عدد التعليقات : 0
ضاع العراق في عقدة النجار
