صباحات الصحافة بين الأمس واليوم
بقلم : زكي عطا
العودة الى صفحة المقالات

كل يوم نفتح ذاكرتنا السياسية صباحا لكي نستوعب أهم ما يحدث في بلدنا وكذلك العالم من أحداث تجعلنا نبني أسس حياتنا السياسية وتوازناتها من خلال تلك الفضائيات .. المشكلة إننا نتعامل مع عشرات الفضائيات العراقية وجميعها تحمل ايدولوجيات مختلفة أنها تقرا الصحافة من خلال عيونها الفكرية فنرى العراقية تقرا الصحافة من خلال المفهوم الرسمي للدولة والشرقية تبتز المشاكسة المضادة للأولى أما قناة بغداد فلها فهم خاص للصحف من استنباط رموزها الفكرية وما يمكن تحقيقه لبساطها الجماهيري الذي تعتمد عليه .. أما البغدادية فهي أيضا تبحث عن شروط لرقابة قراءة الصباح للصحف لما يجسد برامجها التي تجمع تجانس بناءها التي تسعى من اجله كذلك قناة المسار والعهد والفيحاء وغيرها .. هذه القنوات ترتشف الحدث السياسي كما ترغب شعائرها .
للأسف هذا يذكرني بما قبل السقوط لذلك الصنم حيث كانت تتواصل يوميا قنوات الحزب القائد وهي تتغنى بانجازات الرئيس الفذ وفتحه للقصور والصواريخ التي ستدك معاقل تل أبيب وستجعل ( الدم للرجاب يسيل ) أما نحن الشيوعيين فكان إعلامنا يوقظ الرحمة الوطنية من خلال صفحات صغيرة يمكن إخفاءها عند الخطر الأمني حيث يسهل ابتلاعها وقد كانت تبرز نشاط رفاقنا في الجبل الحبيب وتوضح لنا عافية منظماتنا في شتى أرجاء العالم ذلك من خلال نشاط إعلامنا الذي يوصل للداخل كيف كانت تناضل قوى المعارضة بالضد من النظام الدموي  بالرغم من ملاحقته لقيادة وقاعدة الحزب التي كانت منتشرة في عراقنا مع هذا لم  تنسى صحافة الحزب السرية تلك القوى المعارضة لذلك النظام الرجعي حيث اهتمت صحافتنا وإعلامنا المسموع بطرح هموم المعتقلين والكشف عن أساليب التعذيب لمعارضي النظام الهمجي آنذاك من شيوعيين وديمقراطيين وكذلك الإسلاميين بالإضافة إلى متابعة نشاطات الحركة الأنصارية التي ساهمت في إضعاف ركائز ذلك النظام في كردستان .. بالإضافة إلى إن طريق الشعب الصحيفة الوحيدة التي  وقفت ضد قرار تحويل العمال وتشويه جسدهم الطبقي وكذلك تواصلت طريق الشعب مع هموم الفلاحين وما آلت ظروفهم من خلال تجفيف منابع المياه لغرض تحويلهم إلى مفهوم مزدوج لغرض إبعادهم عن وسائل إنتاجهم من خلال دخول رجالاتهم لشراء المزارع بأسعار ظالمة وبخسة هكذا قرأنا طريق الشعب في الثمانينيات حيث تعرفنا من خلالها على الحملات التي قادها الحزب للمطالبة الدولية بإطلاق سراح رجالات العراق من الشيوعيين والديمقراطيين والقوى المعارضة لذلك النظام .. هنا تبدأ توجساتي مستغربا من تلك القنوات وقد ابتعدت عن قراءة طريق الشعب التي تواصلت وبنفس النهج في الدفاع عن هموم الناس وثقافتهم التي تطمح لها الجماهير بحيث تخوفت ولا زالت ترتجف خوفا من مطالب الكادحين التي ستعرف عن قريب من سيجسد مشاريعها وطموحاتها عندها ستوضح لهم أن الذي يحمل أشرعتهم هم الشيوعيين وجريدتهم طريق الشعب .. وهنا أصل لربط مقالتي إن تلك الصباحات الصحفية للفضائيات يجب أن يكون لطريق الشعب وصل مهم لقراءتها لأنها تحمل الوصايا والهموم لأناس أتعبتهم المحاصصة والتوافق وهي تطمح في الأخر إلى الشراكة الوطنية الحقة .

  كتب بتأريخ :  الأحد 31-10-2010     عدد القراء :  1983       عدد التعليقات : 0

 
   
 

 
 

 
في صباح الالف الثالث
الأحد 23-10-2016
 
يـا ســاحة التحرير..ألحان وغنـاء : جعفـر حسـن
الجمعة 11-09-2015
 
الشاعر أنيس شوشان / قصيدة
الأربعاء 26-08-2015
 
نشيد الحرية تحية للاحتجاجات السلمية للعراقيين العراق المدني ينتصر
الثلاثاء 25-08-2015
^ أعلى الصفحة
كلنا للعراق
This text will be replaced
كلنا للعراق
This text will be replaced